تدور رحى المعارك على أشدها فى لبنان مع التوسع فى القصف على مناطق داخل العاصمة بيروت، فقد شن جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت منطقة الباشورة التى تقع قرب وسط العاصمة اللبنانية، ما نتج عنه 9 شهداء إضافة إلى 14 مصابا (وفق وزارة الصحة اللبنانية)، ولا تزال المنطقة تشهد حركة نزوح كبيرة لسكانها.
كما شنت إسرائيل 3 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس، مستهدفةً أحياء معوض والأميركان والزغلول في الضاحية الجنوبية، مما أدى إلى انفجارات ضخمة متتالية في المنطقة.
وأمام هذا العدوان المستمر الذى يقود إلى تصعيد يحمل مخاطر أكبر تطال المنطقة ككل، عقد مجلس الأمن الدولى جلسة طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، تحت عنوان "الحالة في الشرق الأوسط"، واستخدمت رئيسة الجلسة المادة رقم 37، التي سمحت بمشاركة دول مثل العراق، إسرائيل، لبنان، وإيران في المناقشات، وكانت لكل دولة كلمات ضمن الجلسة.
وخلال الجلسة أكد أنطونيو جوتيريش، خطورة الأوضاع المتفاقمة في الشرق الأوسط، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان وحماية قوات "اليونيفيل" لحفظ السلام، ووقف دائرة الصراع القاتلة فى لبنان.
فيما أكدت الجزائر، العضو العربي الوحيد في المجلس، على لسان مندوبها أن إسرائيل لا تملك الحق فيما تقوم به، مطالبًا بمحاسبتها على أفعالها التي أدت إلى مقتل أكثر من 1000 لبناني في الفترة الأخيرة، مشددًا على أن إسرائيل ليست فوق القانون الدولي.
ومن جانبها، طالبت الصين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتخاذ "تحركات عاجلة" لخفض التصعيد في الشرق الأوسط بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية جديدة على لبنان.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونج قوله "إن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأساسية عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين"
وفى السياق نفسه، أمير قطر يدعو إلى بذل جهود من أجل وقف "العدوان الإسرائيلي" على لبنان.
عمليات الإجلاء مستمرة
وعلى صعيد متصل، لا تزال عمليات إجلاء رعايا الدول مستمرة ، حيث عمدت الكثير من الدول مؤخرا إلى إجلاء رعاياها من لبنان على خلفية التوترات وصولا للتوغول البرى الإسرائيلى.
فى هذا السياق ، أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانج أن البلاد توفر المئات من مقاعد الطائرات لرعاياها الراغبين في مغادرة لبنان، وحثت الآلاف من الأوستراليين الذين ما زالوا هناك على المغادرة ما دام هذا ممكنا.
كما أعلنت الحكومة الصينية، إجلاء أكثر من 200 من رعاياها في لبنان، على ضوء تصاعد التوترات جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأعلنت الحكومة الإسبانية، الخميس ، أنها سترسل طائرتين تابعتين للقوات الجوية إلى بيروت لإجلاء ما لا يقل عن 350 إسبانيا ، بالإضافة إلى مواطنين من جنسيات آخرى، يرغبون في مغادرة لبنان بعد تصاعد النزاع مع إسرائيل والذين يواجهون صعوبات في مغادرة البلاد عبر الحدود.
وأعلنت وزيرة الدفاع مارجريتا روبلز أن عملية الإجلاء ستكون جاهزة لنقل ما بين 350 و 380 مواطنا إسبانيا في لبنان ، من بين أكثر من 1000 مسجل كمقيمين في البلاد، والذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى إسبانيا، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وقالت الحكومة البريطانية إنها تقوم بتسيير رحلات جوية "محدودة العدد" لدعم إجلاء مواطنيها من لبنان، وكررت مناشدتها لهم بالمغادرة على الفور.
وذكر البيان أن أكثر من 150 مواطناً بريطانياً وذويهم غادروا بيروت على متن رحلة استأجرتها الحكومة .
الغارات الوحشية
وخلال الغارات المكثفة من العدوان الإسرائيلى فى لبنان اُستشهد 46 شخصًا خلال 24 ساعة بينهم أمريكى مقيم فى لبنان، وإصابة 85 آخرين ، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه استهدف حوالى 15 من عناصر حزب الله في مبنى بلدية بيت جبيل في جنوب لبنان. وذكر أن هؤلاء العناصر كانوا يتمركزون في المبنى.
واصل العدوان الغارات على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطبة والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان ، و وجه جيش الاحتلال تحذيرات لسكان قرى وبلدات الجنوب بعدم العودة إلى منازلهم، وحذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي أهالي الجنوب من العودة إلى منازلهم، في خضم ارتفاع منسوب الإشتباكات الدائرة هناك.
وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": "نداء إلى جميع سكان القرى اللبنانية الذين أخلوا منازلهم حفاظًا على سلامتهم: غارات الجيش مستمرة. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم لا تعودوا الى المنازل حتى إشعار آخر".
وأضاف في بيان له: "هاجمنا 200 هدف لحزب الله خلال الساعات الأخيرة". وفي السياق نفسه، أشارت الوكالة اللبنانية الرسمية، الخميس، إلى قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدات يارين وعلما الشعب والضهيرة وعلى مدخل بلدة البازورية.
25 صاروخا
وفى الوقت نفسه أطلق حزب الله مسيرتين و حوالي 25 صاروخا من لبنان في الجليل الأعلى ، و قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تم إسقاط طائرة بدون طيار فوق البحر المتوسط أطلقت من لبنان قبالة ساحل نهاريا الخميس.
ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" زعم جيش الاحتلال أن طائرة بدون طيار ثانية أطلقت في الهجوم أصابت منطقة مفتوحة، ولم تسبب أي إصابات.
فيما أكد رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتى أن هناك 1.2 مليون لبنانى نزحوا من الجنوب والبقاع بسبب هجمات الاحتلال الإسرائيلى الوحشية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة