قال الدكتور أيمن بهاء الدين نائب وزير التربية والتعليم خلال مشاركته بـ مؤتمر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم الثقافة (الإيسيسكو) لوزراء التربية والتعليم بمسقط عاصمة سلطنة عمان، فى جلسة بعنوان أفضل الممارسات فى استخدام الذكاء الاصطناعي فى التعليم، أن العالم يشهد تحولا تدريجياً فى طرق تدريس العلوم المختلفة التقليدية المعتمدة على الجهد البشرى، إلى طرق تمثل فيها الآلة شريكا مكملا للمعلم والطالب، توفر لكليهما المعلومة الصحيحة بأسرع الطرق وتساعد فى إنجاز المهام.
الدكتور أيمن بهاء الدين نائب وزير التربية والتعليم
وأكد الدكتور أيمن البصال على أن الذكاء الاصطناعي يشهد تطورا متسارعا بدأ يغير كثيرا فى جوانب حياتنا اليومية بما فى ذلك التعليم، ومع ذلك فمن غير المتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المعلم فى المستقبل القريب، لعدة أسباب أبرزها التحديات التى تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية كما أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد على دائرة تعلم مفتوحة بمعنى , اى لا تميز ادخالات المستخدم سواء من تدريب أو ما يراد بها جواباً قاطعا وهو ما يعرف "بالهلوسة"، متابعا: المستقبل القريب يحمل بين طياته دور المعلم كمرشد بحيث لا يقتصر دوره على نقل المعلومات بل توجيه الطلاب وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية وبناء علاقات إيجابية معهم وهذه العلاقات تتطلب تفاعلا بشريا عميقا يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاته.
وأوضح نائب وزير التربية والتعليم، أن هناك جانبا إنسانيا فى التعليم تعتمد على الفهم المتبادل بين الطالب والمعلم وأيضا التحفيز من جانب المعلم، قائلا: صحيح أن الذكاء الاصطناعي قادر على تخصيص تعليم لكل طالب ولكن لا يستطيع فهم احتياجات الطالب العميقة وتقديم الدعم اللازم فى المواقف الصعبة ولذلك بدلا من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المعلم سوف يساهم فى مساعدة المعلم،مشددا عل استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي فى التعليم رحبة تطويل تستلزم الاعداد لكثير من الرؤية والتبصر والبنية التحتية، مشددا على أن مصر تولى اهتماما كبيرا لرقمنة التعليم وقد حققت تقدما كبيرا فى هذا المجال حيث وضعت مصر خلال السنوات الماضية الرقمنة ضمن الأولويات الإستراتيجية للتعليم بهدف استخدام الطلاب والمعلمين من استخدام التكنولوجيا الحديثة فمنذ 2018 بدأت وزارة التربية والتعليم فى تحويل التعليم من الطريقة التقليدية والنمطية إلى الرقمية، بتحويل الامتحانات الورقية إلى الإلكترونية خاصة فى المرحلة الثانوية والاعتماد على منصات رقمية تقيس قدرات الطلاب بشكل دقيق كما يتم تحديث المناهج بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل كما تم إنشاء منصة إلكترونية لتدريب المعلمين والتى تمثل خطوة مهمة لتمكين المعلم من اكتساب المهارات اللازمة، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لتحسين التعليم على مستوى العالم وبدلا من أن يصبح آلة تكنولوجية يمكن أن يكون محركا إيجابيا .
وأضاف نائب الوزير : الوزارة استطاعت توفير بنية تكنولوجيا للمدارس وتوفير أجهزة اتصال بالإنترنت ومصادر المعلومات لدى الطلاب حيث يتم توزيع أجهزة التابلت لطلاب الثانوية، إضافة إلى تعزيز الابتكار ورعاية الموهوبين والمبتكرين، كما تعمل سياسية التعليم فى مصر على تشجيع الشراكة والعمل مع القطاع الخاص فى مصر والجهات الدولية فى كافة جوانب العملية التعليمية .
واختتم نائب الوزير كلمته قائلا: الذكاء الاصطناعي ليس عملية مبتكرة بل هو أداه يمكنها تحويل التعليم إلى رحلة أكثر شمولا وانصافا لجميع الطلاب.
وشدد على أن دور المعلم لن يختفى مع الذكاء الاصطناعي بل سوف يتطور دورهم.