بدأت حكومات العديد من الدول في خطط طارئة لإجلاء مواطنيها من لبنان بعد احتدام الصراع بين إسرائيل ولبنان ، بجانب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل ، مما يثير حالة من القلق على رعاياهم، ولجأت بعض الدول إلى إرسال الطائرات وآخرى لجأت إلى البحر .
وأعلنت الحكومة الإسبانية اليوم الخميس، أنها سترسل طائرتين تابعتين للقوات الجوية إلى بيروت لإجلاء ما لا يقل عن 350 إسبانيا ، بالإضافة إلى مواطنين من جنسيات آخرى، يرغبون في مغادرة لبنان بعد تصاعد النزاع مع إسرائيل والذين يواجهون صعوبات في مغادرة البلاد عبر الحدود.
وأعلنت وزيرة الدفاع مارجريتا روبلز أن عملية الإجلاء ستكون جاهزة لنقل ما بين 350 و 380 مواطنا إسبانيا في لبنان، من بين أكثر من 1000 مسجل كمقيمين في البلاد، والذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى إسبانيا، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وحددت الوزيرة إرسال طائرتين إلى لبنان ومن الممكن أن يتم إرسال طائرة ثالثة إذا لزم الأمر من أجل إعادة الإسبان إلى وطنهم .
وبحسب روبلز، فإن "الوضع في المجال الجوي" في ذلك البلد، إذ تم في هذه اللحظة تعليق عبور الرحلات الجوية في بعضها بسبب القصف الأخير الذي شنته إسرائيل على لبنان والصاروخ الإيراني.
انطلقت إلى إسرائيل الليلة الماضية، وأضاف أن "كل شيء جاهز والتوقعات هي أنه إذا توفرت الأجواء غدا، ستغادر طائرتان تابعتان للقوات الجوية إلى بيروت، موضحا أن وزارته تعمل بالاشتراك مع وزارة الخارجية".
وخلصت إلى أن "الطائرات الإسبانية مستعدة، وأطقمها مستعدة، وكما هو الحال دائما، بأقصى قدر من الاحترافية التي يقوم بها الجيش الجوي ".
كما نصحت وزارة الخارجية البلجيكية المواطنين البلجيكيين بمغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن، في حين أنه من المتوقع أن تكون قبرص ممرا لعمليات الإجلاء عبر البحر ، حيث أنها سهلت إجلاء نحو 60 ألف شخص فروا من الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 .
وطلبت قبرص من اليونان توفير طائرة لإجلاء رعاياها الراغبين في المغادرة. ويقدر عدد القبارصة في لبنان بنحو ألف إلى 1500 لكن الراغبين في المغادرة أقل بكثير.
ولم تصدر فرنسا أمرا بالإجلاء رغم وجود خطط منذ عدة أشهر، وتركز خطط الطوارئ الحالية على قبرص ومطار بيروت وتناقش أيضا عمليات إجلاء عبر تركيا.
قالت وزارتا الخارجية والدفاع في ألمانيا، في بيان مشترك، إنهما تقومان بعمليات إجلاء من لبنان للموظفين غير الأساسيين وأسر العاملين في السفارة والمواطنين الألمان الذين يعانون من مشكلات صحية، وإنهما ستواصلان دعم الآخرين الذين يحاولون المغادرة.
كما حثت وزارة الخارجية اليونانية مواطنيها على مغادرة لبنان وتجنب أي سفر له. وهناك فرقاطة على استعداد تحسبا لطلب أي مساعدة.
أما إيطاليا فقد قامت بتقليص عدد موظفيها الدبلوماسيين وعززت قوات الأمن في سفارتها في بيروت، بينما هولندا تعتزم إرسال طائرة عسكرية لإعادة رعاياها من لبنان في رحلتين يومي الرابع والخامس من أكتوبر .
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، الثلاثاء، إن وارسو ستقلص عدد الموظفين في سفارتها ببيروت، مضيفا أن البلاد ستنظم عمليات لنقل رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان.
كما بدأت العديد من دول أمريكا اللاتينية تنظيم رحلات جوية إنسانية من لبنان لإجلاء مواطنيها في مواجهة التصعيد المتزايد للصراع في الشرق الأوسط، وأرسلت البرازيل طائرة إلى بيروت أمس الأربعاء لإجلاء نحو 240 من أصل 3000 برازيلي طلبوا إجلائهم في مواجهة الهجمات الإسرائيلية في لبنان. ومن المقرر أن تعود طائرة القوات الجوية البرازيلية إلى الأراضي البرازيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
من جهتها، غادرت طائرة تابعة للقوات الجوية الكولومبية وعلى متنها 117 مواطناً، بيروت متوجهة إلى بوجوتا في إطار عملية إعادة نظمتها الحكومة في مواجهة تصاعد الحرب.
وحثت حكومة المكسيك مواطنيها في إسرائيل وإيران على "التفكير فورًا في الانتقال إلى أماكن أكثر أمانًا" نظرًا "لتزايد مستوى المخاطر في المنطقة".
وأوصت حكومتا الإكوادور وجمهورية الدومينيكان مواطنيهما في لبنان بمغادرة هذا البلد بينما تتوفر خيارات الرحلات الجوية التجارية، وسط الهجمات الإسرائيلية على ذلك البلد.
وذكرت أوروجواي أنها تتابع عن كثب وضع 20 ألف أوروجواي الذين يعيشون في إسرائيل و200 شخص يعيشون في لبنان، وتعمل على معالجة حالات الطوارئ المحتملة التي قد يواجهها السكان المذكورون.
وفي خضم التوتر المتزايد في المنطقة بعد التوغل البري للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، قامت إيران بعمل عسكري شمل إطلاق حوالي 200 قذيفة ذات تأثير محدود على الأراضي الإسرائيلية.