لا يزال موقع دفن الإسكندر الأكبر، الذى وُلد عام 365 ق.م وتوفى عام 323 ق.م، لغزًا كبيرًا، ما جعله محور اهتمام العديد من الباحثين والدارسين الذين يسعون لاكتشاف قبر الملك المقدونى، وفى الآونة الأخيرة، ظهرت دراسة جديدة للباحث الأثرى العراقى عماد نعمة الصكار تشير إلى الكشف عن مقبرة الإسكندر الأكبر، الذى يُعتقد أنه دُفن فى مدينة الإسكندرية.
والإسكندر الثالث المقدونى، الذى لُقب بعدة ألقاب أبرزها "الإسكندر الأكبر" و"الإسكندر ذو القرنين"، كان أشهر ملوك مقدونيا الإغريقية ويُعتبر من أعظم القادة العسكريين في التاريخ. ورغم أنه مات شابا إلا أنه أسس إمبراطورية ضخمة امتدت من البلقان إلى باكستان الحديثة، وله الفضل في تأسيس مدينة الإسكندرية التي أصبحت عاصمة للحكمة وأشهر المدن المصرية المطلة على البحر المتوسط.
ويقول الباحث العراقى عماد الصكار فى حديثه لـ"اليوم السابع": "توفى الإسكندر المقدونى فى بابل عام 323 ق.م عن عمر ناهز 32 عامًا، وكانت وفاته لغزًا محيرًا بعد إصابته بمرض غامض، ورغم مطالب أسرته بدفنه فى مسقط رأسه فى مقدونيا، إلا أن جسده أصبح محور نزاع بين قادته الكبار، مثل بيرديكاس وبطليموس، بعد أن أصبح فرعونًا ورمزًا دينيًا للإغريق، وبسبب هذه الرمزية، قام بطليموس بنقل جثمانه إلى مصر، حيث دفن في البداية في مدينة منف، قبل أن يُنقل لاحقًا إلى الإسكندرية".
ويضيف: ومع بداية عصر البطالة نقل قبر ه من منفس إلى مدينة الإسكندرية حيث أقيم له ضريحا ضخما اشتهر باسم السوما وكان مقاما بين اسوار المدينة الملكية التي كانت تشتمل على قصور البطالمة ومدافن الامراء والاميرات وكانت الاسكندرية مدينة اسطورية بجمالها ومراحل تطورها التاريخي لذلك زارها العديد من الرحالة والمستشرقين والكتاب والأدباء و الشعراء و الشخصيات من مختلف الجنسيات كما زارها العديد من الاباطرة الرومان لرؤية قبر الإسكندر المقدوني كذلك فعل الإمبراطور الروماني كاليجولا و زيارة يوليوس قيصر للقبر عام 48 ق.م وكذلك الملكة كليوباترا التي اخذت الذهب من القبر لتمويل جيشها ضد الملك الروماني اوكتافيان لذلك يصبح العثور على مقبرة الاسكندر المقدوني حلما وأمنية كل علماء الآثار في العالم رغم محاولات التنقيب الكثيرة التي بلغ عددها الرسمي المئات إلا أنها باءت بالفشل الذريع.
ويستكمل الباحث حديثه قائلا: إن سبب ذلك تشتت الطبقات البيزنطية في الحي الملكي في الإسكندرية القديمة وتحديدا في منطقة حديقة الشلالات لذلك كان علينا فهم الماضي حيث تعرضت الإسكندرية القديمة إلى موجات تسونامي وكوارث طبيعية كثيرة وزلازل مدمرة سنة 365 ميلادي وسنة 1305 ميلادي مما ادى الى اضرار كثيرة بالحي الملكي في الإسكندرية القديمة وغرق بعض أجزئه المهمة وهبوط الأرض و ارتفاع منسوب البحر وبرهان ذلك تشتت الطبقات البيزنطية تنقيبات عالمة الآثار اليونانية بيبي بابا كوستا والتي نقبت في المكان الصحيح لذلك القبر و لم تعثر عليه رغم اعتمادها على الخرائط البيزنطية و الرومانية القديمة و خرائط الفلكي الجغرافي سترايو و خرائط المصري محمود بيك الفلكي مع استعمال التكنولوجيا الحديثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة