لم يكن النحات الفرنسى هنرى جاكمار صانع تماثيل أسود قصر النيل صانع تماثيل عاديا بل كان معروفا بدقته الفائقة، فلم يتحمل أى خطأ فى تماثيله لذا جرى الاستعانة به فى صناعة تماثيل خارج وطنه ومن ذلك تماثيل قصر النيل الشهيرة التى صنعت فى فرنسا قبل نقلها إلى مصر حيث وضعت على جانبى كوبرى قصر النيل عام 1881.
ولد هنرى ألفريد مارى جاكمار فى 24 فبراير 1824 فى باريس وكان نحاتًا فرنسيًا مشهورًا وقد درس جاكمارت على يد الرسام بول ديلاروش والنحات جان بابتيست جول كلاجمان ودخل مدرسة الفنون الجميلة عام 1845.
عرض "جاكمار" أعماله في صالون باريس من عام 1847 إلى عام 1879، وحصل على ميداليات فى أعوام 1857 و1863 و1865، وسافر فى مصر وتركيا، وكلفته مدينة الإسكندرية بمصر بإنشاء تمثال ضخم لمحمد على باشا ففى عام 1865 قرر الخديوى إسماعيل نصب تمثال لجده محمد على باشا، وكان مقررا فى البداية أن يوضع التمثال فى مدينة الإسماعيلية قبل وضعه بميدان المنشية بالإسكندرية.
ولا تقتصر أعمال جاكمار فى مصر على تمثالى محمد على باشا بالإسكندرية وتماثيل أسود قصر النيل فله تمثالان شهيران آخران هما تمثالا لاظوغلى فى ميدان لاظلوغلى وتمثال سليمان باشا الفرنساوى وقد ظل تمثال سليمان باشا الذى سميت باسمه أحد شوارع وسط البلد قائما فى ميدان سليمان باشا بوسط العاصمة قبل تغيير اسم الميدان إلى طلعت حرب ورفع التمثال لينتقل إلى المتحف الحربى بالقلعة.
ونحت هنرى جاكمار على نطاق واسع ومتوسط وصغير وتم صب العديد من أعماله من البرونز بواسطة مسبك وبعضها بواسطة صائغ الفضة كريستوفل ومع ذلك، فقد اكتسب فى النهاية سمعته بفضل أعماله المجسدة للحيوانات والتى اتسمت بأحجامها الكبيرة وفي عام 1870، حصل جاكمار على وسام جوقة الشرف.
توفي جاكمار فجأة في شقته في شارع بابل بباريس ليلة 4 يناير 1896 وتأجلت جنازته حتى 13 يناير لوصول ابنه موريس الذي عاش في تونس وأقيمت في كنيسة القديس توما داكوين في باريس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة