يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل لاختيار رئيس جديد وأيضا اختيار كافة أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وعدد من حكام الولايات.
وفى كل الانتخابات الأمريكية ، سواء انتخابات رئاسية أو نصفية، يكون التصويت دائما فى الثلاثاء الذى يلى أول اثنين من شهر نوفمبر. بمعنى أنه لو كان الأول من نوفمبر يوافق يوم ثلاثاء، فتجرى الانتخابات فى الثلاثاء الثانى (8 نوفمبر)، الذى يلى الاثنين الأول.
ووفقا لموقع History، فإن الأمريكيين بدأوا عادة التصويت فى هذا اليوم فى عام 1845، عندما مرر الكونجرس قانونا فيدراليا يقر الثلاثاء الأول الذى يلى الاثنين الأول من نوفمبر كيوم انتخاب.
وقبل هذا الوقت، كان مسموحا للولايات إجراء الانتخابات فى أي وقت يحددوه فى إطار 34 يوما قبل الأربعاء الأول من ديسمبر، لكن هذا النظام كانت به بعض العيوب المهمة.
فمعرفة نتائج التصويت المبكر يمكن أن تؤثر على الإقبال وتؤثر على آراء الولايات التي تعقد انتخاباتها متأخرة، وهؤلاء الناخبون الذين يصوتون فى اللحظة الأخيرة ربما يقرروا نتيجة الانتخابات بأكملها. وفى ظل هذه المشكلات، وضع الكونجرس يوم الانتخاب الحالي أملا فى تبسيط عملية التصويت.
لكن لماذا تحديدا يوم ثلاثاء، ولماذا فى شهر نوفمبر؟
يشير موقع History إلى أن الإجابة على هذا السؤال تكمن فى تكوين أمريكا الزراعى فى القرن التاسع عشر. ففي هذا الوقت، كان أغلب المواطنين يعملون كمزارعين وعاشوا فى أماكن بعيدة عن مراكز الاقتراع، وبما أن الناس كانت تسافر ليوم واحد على الأقل للتصويت، كان المشرعون بحاجة إلى السماح لفترة يومين قبل يوم الانتخاب، وكانت أيام العطلات الأسبوعية غير عملية، لأن الناس تمضي يوم الأحد فى الكنيسة، بينما كان يوم الأربعاء هو يوم السوق للمزارعين.
ومع أخذ ذلك فى الاعتبار، تم اختيار الثلاثاء كأول يوم فى الأسبوع وأكثره ملاءمة لإجراء الانتخابات.
كما تفسر الثقافة الزراعية أيضا اختيار شهر نوفمبر للانتخابات، حيث كان الاعتقاد أن إجراء الانتخابات فى الربيع أو أوائل الصيف يتداخل مع موسم الزراعة، وانتخابات أواخر الصيف وأواخر الخريف تتداخل مع موسم الحصاد، وهو ما جعل الشهر الأخير من الخريف، وهو شهر نوفمبر، بعد انتهاء الحصاد وقبل قدوم الشتاء القارص، أفضل اختيار.