شهدت دول العالم خلال الأيام الماضية عدد من الأعاصير والعواصف ، بجانب ثوران العديد من البراكين، التي تعكس غضب الطبيعة، وسببت تلك العواصف والاعاصير فيضانات عارمة أدت إلى مصرع العشرات وإصابة وفقدان العديد ، والتي كانت آخرها عاصفة دانا التي ضربت إسبانيا وتسببت في مصرع حوالى 100 شخص بالإضافة إلى أضرار كبيرة، وشهدت إسبانيا أسوأ كارثة طبيعية.
فيضانات اسبانيا
وأعلنت الحكومة الإسبانية حدادا وطنيًا لثلاثة أيام بدءا من الخميس، بعد وفاة حوالى 100 قتيل، جراء فيضانات ناجمة عن تساقط أمطار غزيرة اجتاحت جنوب شرقي إسبانيا، توفي معظمهم في فالنسيا وسط فوضى سائدة في المناطق المتضررة التي ما زال بعضها معزولا عن سائر البلاد في وقت تسابق أجهزة الإغاثة الزمن لإنقاذ أشخاص حاصرتهم السيول والوحول مساء الثلاثاء.
وفي قرية تشيفا الصغيرة النائية في فالنسيا، سقط 491 لترا من المياه لكل متر مربع في ثماني ساعات فقط، أي ما يعادل سنة من هطول الأمطار، وفق هيئة الأرصاد الوطنية.
علقت فالنسيا الإسبانية الاحتفال بالهالووين، بسبب الفيضانات العارمة التي اجتاحت المدينة الإسبانية ، وذلك بعد أن أصدرت حكومة إسبانيا مرسومًا للحداد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا دانا المميتين في مجتمع بلنسية وكاستيلا لا مانشا والأندلس (من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر).
كما تعرضت كوبا لإعصار "أوسكار"، وأعلن الدفاع المدني في كوبا، ارتفاع عدد ضحايا إعصار أوسكار الذي ضرب البلاد قبل 10 أيام إلى 8 قتلى وإصابة اثنين آخرين مع بقاء شخصين في عداد المفقودين، وقال بيان لفرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني الكوبي: "جراء إعصار أوسكار، لقي 8 أشخاص حتفهم وأصيب طفلان، أحدهما يبلغ من العمر 6 سنوات والآخر 12 عاما، وكلاهما يتعافى حاليا، ولا يزال شخصان في عداد المفقودين".
اعصار اوسكار
وتعرضت الأقاليم الواقعة في شرق كوبا لهطول أمطار وفيضانات في المناطق المنخفضة، كما تم تعليق عدد من خطوط القطارات والحافلات في البلاد ، بالإضافة إلى إغلاق المدارس، وتسببت رياح الإعصار التي اشتدت سرعتها لاحقا إلى 130 كيلومترا في الساعة في إلحاق أضرار جسيمة بالزراعة في شرق كوبا.
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أن الجسور المتساقطة والأنهار تحولت إلى تدفقات من الطين داخل المنازل ، بالإضافة إلى الأثاث المكسور والمخاصيل التي غمرتها المياه ، والأجهزة المدمرة .
وفى فيتنام، أعلنت وكالة إدارة الكوارث، مصرع خمسة أشخاص وإصابة 5 آخرين؛ جراء الفيضانات العارمة الناجمة عن هطول أمطار غزيرة بسبب العاصفة الاستوائية "ترامي" التي ضربت وسط البلاد مؤخرا، حيث أدت إلى تدمير مئات من المنازل والمحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب مياه الأنهار وانقطاع التيار الكهربائى.
وكان 345 شخصا قد لقوا مصرعهم في شهر سبتمبر الماضي بسبب إعصار "ياجي" الذي ضرب شمال فيتنام وتسبب أيضا في خسائر اقتصادية بقيمة 3.3 مليار دولار ، وقال الخبراء إن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يتسبب في أنماط مناخية أكثر شدة يمكن أن تزيد من احتمال حدوث فيضانات مدمرة.
كما تسببت الرياح والأمطار الغزيرة، الناجمة عن إعصار "كونج - ري"، في إصابة 27 شخصا بأنحاء مختلفة من تايوان.
براكين تثور
كما يشهد العالم فى الآونة الأخيرة، ثوران العديد من البراكين ، وهناك 1350 بركانا تشطا ، يعتبر 500 بركان منهم ثاروا بالفعل فى الأونة الأخيرة ، ومنها بركان بوبوكاتبتبيل في المكسيك، وكوباهو فى تشيلى ، وفويجو فى جواتيمالا، وجبل ميرابى فى إندونيسيا.
وأيضا شهد عام 2024 فى أغسطس ثوران جديد لبركان ، في شبه جزيرة ريكيانيس في جنوب غرب أيسلندا وقذف حممه في الهواء وفق ما أعلن السلطات، وهو سادس ثوران بركاني تشهده البلاد منذ بداية العام،وجاء بعد ثوران آخر استمر أكثر من ثلاثة أسابيع اعتبارا من نهاية مايو في شبه جزيرة ريكيانيس نفسها.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن قرية جريندافيك القريبة يجري إخلاؤها على غرار ما حصل خلال حالات ثوران بركانية سابقة، لكنها لم تحدد عدد الأشخاص الموجودين فيها.
كما يعد بركان إتنا، الواقع في جزيرة صقلية بإيطاليا أيضا، أحد أكثر البراكين نشاطا في العالم والأعلى في أوروبا. وتطلق ثوراناته المتكررة، والتي يمكن أن تكون متفجرة ومتدفقة، كميات كبيرة من الحمم البركانية والرماد، مما يؤثر بانتظام على المجتمعات المحلية.
وظلت إتنا في نشاط مستمر منذ آلاف السنين، ويمثل قربها من المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب النشاط الزلزالي المرتبط بها، خطرًا على السكان والبنية التحتية المحيطة بها، وهو شهد ثوران مرات عديدة منذ بداية العام الجارى.
كما شهد بركان سترومبولي في إيطاليا، أحد أكثر البراكين نشاطًا على وجه الأرض، عدة حالات من النشاط خلال الأسبوع الماضى ويستمر فى ثورانه، ورصدت كاميرا أحد السكان القريبين من بركان سترومبولي ويقع في جزيرة صقلية، تناثر كميات كبيرة من الرماد خارج فوهته.
وأطلقت سلطات كلا من تشيلى وجواتيمالا ، تحذيرا هامة لمواطنيهما بسبب ثوران البراكين ، حيث ثار بركان كوباهو فى تشيلى بعد أن زاد نشاطه مما أدى إلى إثارة حالة من الخوف والقلق ، كما أن بركان فويجو أصدر ما بين 4 إلى 10 انفجارات ، كما أنه أصدر أعمدة من الغازات ذات اللون الرمادي من 4500 إلى 4800 متر فوق مستوى سطح البحر (14764 إلى 15748 قدم).
كما هو الحال فى جواتيمالا ، نظرًا للنشاط البركاني لبركان فويجو وتمثالي باكايا وسانتياجويتو العملاقين، يحتفظ نظام المنسق الوطني للحد من الكوارث (كونريد) بمراقبة مستمرة لإبلاغ المجتمع بأي تعديل في تدابير الحماية ضد أزمة محتملة.
أما فى أندونيسيا، فقد ثار بركان "جبل ميرابي" مجددا فى 27 أكتوبر مما تسبب في إطلاق أعمدة كثيفة من الرماد، وذلك دون أن ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا.