الفكرة كانت استراحة للخديو إسماعيل من مشقة رحلة الصيد، حيث شغف خديو مصر بصيد الطيور المهاجرة المستقرة فى صحراء الفيوم، نظرا لاستقرار الجو الدافئ في مصر بالشتاء، فكانت نهاية الرحلة أخذ قسط من الراحة فى استراحة الهرم، كونها جغرافيا نهاية طريق الفيوم وبداية الطريق لقصر عابدين مقر الحكم آن ذاك.
فكرة البناء والتشييد
أصدر الخديو إسماعيل أمرا فى عام 1869 بتشييد استراحة على مساحة 40 فدان أمام أهرامات الجيزة، عرفت فيما بعد بفندق "مينا هاوس" كى يقضي فيها أوقاته بعد عودته من رحلات الصيد الطويلة ويقابل ضيوفه فيها، وهذه الاستراحة تطل على هضبة الأهرامات ومحاطة بحدائق الياسمين التى تفوح رائحتها على بعد أمتار، وكأنه عبير استقبال الخديو وضيوفه، وعند اقتراب افتتاح قناة السويس وإعداد احتفال عظيم ومراسم استقبال الزعماء والأمراء، أمر الخديوي بتوسعة الاستراحة وتهيئة شارع الهرم كونه الطريق المؤدي لها وحول البناء إلى قصر يليق بضيوف حفل افتتاح قناة السويس .
بيع الفندق بسبب ديون الخديوى إسماعيل
وفى عام 1883 زادت ديون إسماعيل فاضطر ابنه الخديوى توفيق لبيع القصر لثري بريطاني وزوجته، وحسب المصادر والمراجع كان اسمهم "فريدريك وجيسي هيد" وأصبح القصر مسكناً خاصاً بهما، تزوجوا فيه وقضيا فيه شهر العسل ووسعا بناءه وأطلقا عليه اسم مينا نسبة للملك مينا الملك الفرعونى الذي وحد القطرين.
وبعد عامين وبالتحديد فى 1885 باع الزوجان القصر لرجل إنجليزي وزوجته هما "إيثيل وهيوز لوكيه كينغ" وهي عائلة اشتهرت بعشقها للآثار المصرية القديمة، وقررت تحويل القصر لفندق يحافظ على نفس اسمه مينا هاوس والذي افتتح للعامة في عام 1886 وخلال الحرب العالمية الأولى أصبح الفندق مقراً للقوات الأسترالية والنيوزيلاندية ثم تحول إلى مستشفى فى أواخر الحرب.
مينا هاوس خلال الحربين العالميتين
أثناء الحرب العالمية الأولى تم إغلاق الفندق وتحويله إلى مقر للقوات الأسترالية والنيوزيلندية، ومع نهاية تلك الحرب تحول إلى مستشفى ميداني لعلاج الجرحى. أما في عام 1943، وخلال الحرب العالمية الثانية كان فندق مينا هاوس هو مقر استقبال مؤتمر القاهرة، فيما التقى ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين روزفلت فى فندق مينا هاوس عام 1943 لمناقشة خطط الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر.
مينا هاوس شاهد على اتفاقية كامب ديفيد معاهدة السلام
فى عام 1974 وشهد الفندق مباحثات السلام بين الرئيس أنور السادات والرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن فيما سمى مؤتمر مينا هاوس.
التصميم المعماري لفندق مينا هاوس
يتكون الفندق من أربعة طوابق تمتاز بسلالم من الرخام الفخم مع طراز العمارة الإسلامية التى شيدت بها الاستراحة، وبه عدد من الثريات المصنوعة يدويا من الزجاج الملون والتى يصل طولها إلى ثلاث طوابق ، وتتنوع مستويات الغرف فهناك 96 غرفة فى المبنى الرئيس للفندق و 390 غرفة فى المبنى الملحق به ، وجميع الغرف فرشت بسجاد فارسى يدوى الصنع ويزينها جداريات قديمة بالإضافة إلى الإبقاء على النوافذ الخشبية القديمة ، وجميع الغرف تطل على أول وأكبر حمام سباحة تم بناؤه فى مصر بالإضافة إلى ملعب للجولف يحتوى على 18 حفرة، وملعب للتنس، وملعب للجرى ومركز للياقة البدنية، وأكثر من قاعة لإقامة الحفلات والمؤتمرات.
تطوير فندق مينا هاوس
بدأ الفندق بعدد 80 غرفة وجناح مميز، وفي عام 1920 أضيفت للفندق 30 غرفة أخرى، انتقلت ملكية الفندق من عائلة "لوكيه" إلى شركة الفنادق المصرية التي كانت تمتلك فنادق تاريخية مثل "شبرد" و "الجزيرة بالاس" و مع قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تم تأميم الفندق وإعادة ملكيته إلى الحكومة المصرية وفي عام 1971 اشترى الفندق "راي بهادور موهان سينغ وشركته أوبيروي ، تجديده في عام 1972 وانتهى في عام 1975، وفى شهر ديسمبر عام 1977 عقد مؤتمر مينا هاوس بين الرئيس المصرى الأسبق أنور السادات والرئيس الأمريكى جيمى كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن وممثلين عن الأمم المتحدة قبل عقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل.
وفى عام 1972 تولت شركة فنادق أوبروى العالمية الهندية ادارة الفندق، وقامت بإعادة التجديد الفندق اكثر مرة ، وأخر مرة تم تجديد الفندق كان عام 1991 في عام 1978 بدأ العمل في جناح الحدائق حيث وأضيفت 200 لتصبح عدد الغرف 486 غرفة.
وكان الفندق قد سبق تطوير غرف مبانى الـ"مينا جاردن" منذ عام 2006 حتى 2011، ولمدة 5 سنوات وفى مارس 2015 افتتح أشرف سالمان وزير الاستثمار وقتها توسعات فندق مينا هاوس التابع للشركة القابضة للسياحة، فيها تم افتتاح الجناح "A" امتداداً للقصر التاريخى بعدد 36 غرفة، بتكلفة استثمارية بلغت 60 مليون جنيه، لزيادة الطاقة الفندقية إلى 361 غرفة، ،ورفع كفاءة الفندق ليتناسب مع أحدث النظم ومعايير الفنادق ذات الـ5 نجوم، مع المحافظة على الشكل الأثرى والمعمارى القديم للقصر.
سجل زوار فندق مينا هاوس
ومن أشهر الشخصيات التى أقامت في مينا هاوس أوجيني أمبراطورة فرنسا، والأمير ألبرت فيكتور أمير ويلز ونستون تشرشل والملك فاروق والملكة نازلي والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والملك جوستاف ملك السويد والملك امبرتو ملك إيطاليا والفونسو ملك إسبانيا والملك محمد الخامس ملك المغرب وغيرهم ووشهد مفاوضات السلام . ومن أبرز من اقم بالفندق أوجينى أمبراطورة فرنسا، والأمير ألبرت فيكتور أمير ويلز فى عام 1889، والسير آرثر كونان دويل وزوجته فى عام 1894 كما حضر الملك جورج الخامس وزوجته الملكة مارى تك مأدبة غداء هناك فى عام 1909 واقام فيه ايضا ونستون تشرشل فى عام 1914.
والرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى عام 1974 وملك ألبانيا روغ والملك جوستاف ملك السويد والملك امبرتو ملك إيطاليا والفونسو ملك أسبانيا والإمبراطور هيلا سيلاسى امبراطور أثيوبيا والملك محمد الخامس ملك المغرب وسعد زغلول أقام بالفندق بعد استقالته من الحكومة والقائد العسكرى الإنجليزى مونتجمرى حيث لا يزال الجناح الذى أقام فيه باسمه.
وأقام فيه أغا خان والأميرة ديانا والملكة اليزابيث الثانية وملكة النرويج، وملك وملكة أسبانيا ورئيس البرتغال ورئيس فرنسا ساركوزى وشارلى شابلن وأجاثا كريستى وبيل غيتس وفرانك سيناترا وبراين آدمز وبروك شيلدز وأسمهان وأم كلثوم تقضى عادة بضعة أيام بالفندق للراحة بعد كل حفلة غنائية ولها جناح باسمها وروبرت دى نيرو وروجر مور "جيمس بوند" وسيسيل دى ميل وتشارلتون هيستون.
فندق مينا هاوس فى السينما العالمية
لفندق مينا هاوس مكانة عظيمة فى نفوس صناع سينما هوليود كونه الفندق المحتضن لآخر عجائب الدنيا السبع، حيث شغل الفندق صناع الفيلم الأمريكى العالمى valley of the king عام 1954 وادى الملوك والذي تدور أحداثه في مصر عام 1900، كما ظهرت أجنحة الفندق فى مشاهد عديدة لأفلام جيمس بوند العالمية.
تصوير المسلسل في مصر هو بارقة أمل وتطور كبير في الصناعة، حيث قام كريس جريسمر مخرج الحلقة بالتصوير في أماكن عديدة منها أهرامات الجيزة وفندق مينا هاوس، أماكن ظهرت غاية في الجمال فى زمن الستينات وهو الزمن الذي تدور فيه أحداث الحلقة، وهي من كتابة بريان وينبراندت و ستيفن ليليان وبطولة رايموند لي و كاتلين باسيت وماسون الكسندر بارك.
فندق مينا هاوس فى السينما العربية
تاريخ فندق مينا هاوس فى أمهات الكتب ومراجع المكتبات الكبرى
"اليوم السابع" يرصد حصر ببليوجرافى للكتب والأبحاث والمقالات المنشورة فى المكتبة العربية تحت رأس موضوع فندق مينا هاوس كأحد أهم المراجع والمصادر التى وثقت تاريخ الفندق العريق.
فندق مينا هاوس بكل ما يحمله من رمز للشموخ أمام أهرامات الجيزة، مثل شغف لدى الكثير من الباحثين العرب والأجانب لتوثيق الأسرار التى حدثت بين جدرانه بداية من فكرة إنشاءه عام 1869 مرورا بالحرب العربية الأولى والثانية حتى الجمهورية، فيما قدم الباحثين العديد من الكتب والأبحاث منها:
كتاب التطور العمراني لشوارع مدينة القاهرة من البدايات حتي القرن الحادي والعشرين، للكاتب فتحي حافظ الحديدي، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية 2014، ص160، يطالع هذا الكتاب الشيق الذى يضم بين دفتيه صورا فوتوغرافية نادرة، شاهدة على تاريخ مصر ومنطقة الأهرامات والتطور الحضارى والعمرانى على أرض الأجداد ويقول فتحى الحديدى : انها العاصمة بعبق تاريخها وعمقه، وسحر تراثها وعراقته.
كتاب تاريخ مصر في عهد الخديو اسماعيل 1863 - 1879
ذكر الياس أيوبي فندق مينا هاوس فى كتابه، تاريخ مصر في عهد الخديو اسماعيل 1863 - 1879 المجمد الأول ، مكتبة مدبولي ، 1996 ص201، حيث أرَّخ إلياس الأيوبي في كتاب السيرة الذاتية للخديو والإنجازات التي حققها على مُخْتَلَفِ الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما تناول البعثات التي أُرسلت في عهده؛ والتي أسفرت بدورها عن نهضة علمية شاملة، وَسَمَت مصرَ بطابع المدنية الحديثة، كما استطاع من خلال سياسته الرشيدة أن يمد جسورًا فكرية بين المصريين والغربيين؛ فجعل من مصر إمبراطوريةً عظمى تجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين عظمة الشرقِ في مجده التليد، وبين الفكر الغربي القائم على دعائم النهضة الحديثة.
كتاب الخديو إسماعيل ومعشوقته مصر
وفى نفس السياق تناول كتاب الخديو إسماعيل ومعشوقته مصر لحسين كفافي الصادر عن الهيئة المصرية العامة لمكتاب 1994، قراءة تفصيلية عن فندق مينا هاوس كأحد أهم إنجازات الخديو إسماعيل، وتناولت الكاتبة لطيفة سالم، فندق مينا هاوس فى كتابها مصر في الحرب العالمية الأولى الصادر عن دار "الشروق" عام 2009 وتقول لطيفة سالم : صادفت الدراسة صعوبات خاصة يتعلق بعضها بصعوبة الحصول على الوثائق والمصادر الأصلية، وحتى عند العثور على بعضها كان الأمر صعبا لتداخل التواريخ والموضوعات وعدم التنظيم والترتيب داخل دور المحفوظات والوزارات والمصالح الحكومية، هذا بالاضافة الى ندرة المراجع التي ركزت احداثها على هذه الفترة، ثم مشقة الدوريات التي كانت معاصرة لفترة الحرب.
كتاب مصر في عيون نساء أورو با
المؤلف عرفة عبده على، ذكر فندق مينا هاوس فى كتابه "مصر في عيون نساء أورو با"، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة2017 ،ص145 يرصد الباحث ما سجلته رحّالات أوروبيات عن مصر وطبيعة أهلها وعاداتهم، ويعرض الكتاب رؤية ستّ عشرة امرأة أوروبية زرنَ مصر، بينهن الطبيبات والروائيات والسائحات والصحفيات والمعلمات والباحثات في التاريخ والأنثربولوجيا، حيث سجّلن تجاربهن مع أشخاص من بيئات وطبقات مختلفة في عشرات البلدات المصرية، وبما يغطّي الفترة بين القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين.
فندق مينا هاوس فى الأبحاث والتقارير التاريخية
وعن الأبحاث والمقالات والدراسات على سبيل المثال وليس الحصر هناك قراءة تحليلية للكاتبة رانيا سعد الدين بعنوان مينا هاوس "استراحة خديوية بنكهة فرعونية نشرت بجريدة الشرق الأوسط فى 16 مايو عام 2012
ونشر الكاتب الصحفى عبد الحليم سالم، تحقيقا استقصائيا موسع عن فندق مينا هاوس..أقدم فندق تاريخى يبوح بأسراره منشور بجريدة اليوم السابع 22، يوليو 2015
وقدم المؤرخ المصري فاروق عثمان محمود أباظة بحثا لمؤتمر المممكة العربية السعودية في مائة عام، وجاءت تحت عنوان زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود لمصر وأثرها في دعم العلاقات السعودية المصرية يناير 1946 حيث تناول نزول الملك فى فندق مينا هاوس الشاهد على عصر مصر..
جدير بالذكر أن صحيفة "التايم" اعتمدت فندق مينا هاوس ضمن أفضل 100 موقع في العالم زيارة الملك عبد العزيز بن سعود لمصر في ضوء العلاقات المصرية السعودية
وتناول الباحث عاصم محروس عبد المطلب: "زيارة الملك عبد العزيز بن سعود لمصر في ضوء العلاقات المصرية السعودية" في النصف الأول من القرن العشرين، أبريل 1987م، المجمد الأول، ص 219
Andrew HumphreysK- Grand Hotels of Egypt In the Golden Age of Travel American University in Cairo Press ) 2011-p48
أما توماس إدوارد لورنس الضابط البريطانى الذى اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الدولة العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار وعرف وقتها بلورنس العرب، وقد ُصور عن حياته فى مصر وإقامته فى فندق مينا هاوس عام 1962فى مذكراته ثورة في الصحراء
يعتبر فندق مينا هاوس من أعرق فنادق مصر وأكثرها تميزا بموقعه المواجه لأهرامات الجيزة، ومينا هاوس كان مقصدا لأبرز زعماء العالم وشهد مفاوضات السلام .
فندق مينا هاوس فى مجلة التايم الأمريكية
مجلة "التايم" اختارته ضمن قائمة أفضل الأماكن التى يمكن زيارتها على مستوى العالم فى 2018، بالإضافة للفندق المكسيكى" Viceroy Los Cabos"، و الفرنسى " Paris’s Hotel de Crillon".
الحدائق فندق مينا هاوس قبل التطوير
فندق مينا هاوس وموكب استقبال الضيوف عام 1908
أول فندق مزود بحمام سباحة
وصول نزلاء الفندق
غرف الفندق
مطعم فندق مينا هاوس المطل على الأهرامات
مبنى فندق مينا هاوس عام 1908
غرف استقبال الضيوف
حدائق الباسمين المطلة على الفندق
فندق مينا هاوس فى الفترة من 1920- 1930
استراحة الصيد
خلال الحرب العالمية
حديقة الفندق
مدخل الفندق
فنجان قهوة امام أهرامات الجيزة
شرفة الفندق المطلة على الأهرامات
استراحة الضيوف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة