صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون كتاب "من سيحكم العالم؟.. الشمولية الرقمية" للباحثة الروسية أولجا تشيتفيريكوفا ترجمة د. باسم الزعبي.
ويدور الكتاب حول سيطرة الشمولية الرقمية، حتى أن الكاتبة تظن وكأنها دين جديد يفرض نفسه، فتقول إنه مع بداية الثورة الرقمية قام أتباع العصر الجديد بتحديث مفرداتهم واندمجوا وسط المستقبليين، وساهموا في تشكيل حركة ما بعد الإنسانوية التى كان مسقط رأسها ولاية كاليفورنيا أو بالأحرى وادى السيليكون ولكاتبة هنا تشير إلى انبعاث السيطرة الرقمية من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد من ولاية كاليفورنيا، وهو أمر تراه مقصود لتدشين مرحلة ما بعد الإنسانوية التي يكون فيها السيطرة للكمبيوتر والحاسوب، وكل ما هو رقمى على الحياة البشرية بشكل كامل يستوجب الانخراط فى ذلك المجتمع على الأقل لضمان الاستمرارية وليصبح كوكب الأرض كوكبا تحكمه الرموز والأرقام.
تتناول الكاتبة أمرا خطيرا وهو مرحلة ما بعد الإنسانوية وأنصارها ومنهم على سبيل المثال ماكس مور وجهودهم نحو إنشاء ذكاء جديد وكائنات اصطناعية جديدة، وتسرد مجموعة من موضوعاتهم المفضلة ومنها على سبيل المثال مكافحة الشيخوخة، أى تحقيق الخلود من خلال تناسخ الأرواح الرقمى، حيث تجرى عملية نسخ كاملة للدماغ البشرى وهو أمر يمكن لأى كان تصور مدى خطورته وخطوة الأبحاث في ذلك الاتجاه لأن ذلك ينطوى على إنتاج نسخة رقمية من الشخص، وبما ان شخصية الإنسان تعد حاملا للمعلومات الجينية، ويعد الدماغ بمثابة كومبيوتر عصبي، فإن الخلود ستحقق من خلال الانتقال الديناميكي من حامل وسائط رقمى إلى آخر وذلك وفقا لمعتقدات أنصار ما بعد الإنسانوية.
من سيحكم العالم