قال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، إن هناك عجائب ولطائف في سورة القلم، لافتا إلى أن السورة ابتدأت بحرف مقطع هو "نون"، وهو من الحروف التي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على فضائية "الناس": "الحروف المقطعة تحمل أسرارًا محجوبة لا يعلمها إلا الله، مما يعكس عمق العلم الإلهي وخصوصية القرآن".
وأشار إلى أن الله أقسم بالنون وهو الحرف وبالقلم، وهو أداة الكتابة، كما أقسم بالسطر، ثم قال: (ما أنت بنعمة ربك بمجنون)، مما يدل على تزكية عقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن كمال عقله لا يمكن الإحاطة به، وأن الأقلام مهما كتبت حوله وكماله وعظيم خلقه لن تستطيع أن تعبر عن عظمته.
وأضاف: "الله سبحانه وتعالى حين أراد أن يثني على خلقه صلى الله عليه وسلم، جاء به أولًا في سياق جواب القسم: نون والقلم، ثم جاء به ثانيًا مؤكدًا بالجملة الاسمية، ثم مؤكدًا بلام التوكيد في قوله: "لَعلى خلق"، ثم بحرف الجر "على" الذي يدل على مدى تمكنه صلى الله عليه وسلم من هذه الأخلاق وعلوه عليها، كما يعلو الراكب على ما يركبه، فهو المرجع فيها، نعم هو المرجع وهو القدوة وهو المستعلي عليها وعلى كمالها صلى الله عليه وسلم".