يتصور البعض أن بذرة التطرف الديني أو الجهاد "غير المقدس" جاءت مع ظهور الجماعات الإسلامية، لكن جذور التطرف ضاربة في التاريخ، وقتل الناس باسم الدين والرب ظاهرة ليست حديثة على الإطلاق بل لها جذور ظهرت حتى قبل الإسلام.
رغم أن كثيرًا من المؤرخين والباحثين يحاولون أن يلصقوا صفة الإرهاب بالدين الإسلامي، فإن حقائق التاريخ تكشف زيف تلك الادعاءات، فجذور الإرهاب تمتد إلى ما قبل التاريخ، ولم تقتصر على أمة أو شعب بعينه، وتعود جذور الإرهاب اليهودي إلى آلاف السنين قبل تأسيس إسرائيل، ولعل ما يتضمنه التلمود، وهو أحد كتب الشريعة اليهودية، يؤكد أن اليهود اعتبروا الإرهاب أداة مشروعة في السياسة.
أباد يوشع بن نون النبى التوراتى الذى خرج ببنى إسرائيل من التيه ودخل بهم بيت المقدس (أورشليم) بعد حصار، قتل فيه أكثر اثنى عشر ألفًا، فى عملية قتل جماعى فى شوارع المدينة، وهى تجسيد لقرار الرب يهوه، وحقق بها ومن خلالها يشوع إثارة الخوف والرعب فى نفوس سكان المدينة الكنعانية، وكان لأفعال الإبادة والحرق التى أجراها.
وجاء ذلك تماشيا مع ما ورد النص التوراتى: "ودخلوا المدينة وأخذوها وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار.. فكان جميع الذين سقطوا فى ذلك اليوم من رجال ونساء أثنى عشر ألفًا جميع أهل عاى. ويشوع لم يرد يده بالمزراق حتى حرَّم جميع سكان عاي.. وأحرق يشوع عاى وجعلها تلًا أبديا خرابًا إلى هذا اليوم" (يش 8: 19-28).
وبحسب ما قاله دكتور محمد عمارة: "فإن النبى التوراتى يوشع بن نون ادعى أن الأوامر الإلهية أن تدعوهم إلى تدمير كل الأغيار من البشر إلى الشجر إلى الحجر، ومن الحيوان إلى الطبيعة، ومن الكبار إلى الأطفال، ومن الرجال إلى النساء"، ولعل ما تقوم به قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد الأطفال والأبرياء فى فلسطين، يسير على خطى السفاح الأول يوشع، ولا يزالوا يرتكبون العديد من المجازر ضد الشعب الفلسطينى الاعزل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة