محطات الحياة كثيرة، فالعمر مثل القطار، كل محطة تختلف عن الأخرى، بعضها طريقها مظلم، والأخرى منير أو مخيف، فهكذا الحياة.. يوم مضىء، ويوم مظلم، حتى الفرص فيها لحظية، أما تنتزع أو ترحل سريعًا، مثل باب القطار الذى يغلق بعد فترة قليلة من الزمن.
تمر محطة تلو الأخرى، وفى كل محطة من محطات الحياة تجد نفسك شخصًا مختلفًا، وكلما مررت بمصاعب وابتلاءات فى قطار الحياة تألمت، ثم تعلمت، ثم نضجت، بل واكتسبت أحاسيس وأفكارا جديدة، بعضها إيجابي وبعضها يظل يغلق عليك نفسك، فلا تعرف كيف الهروب منها، ولكنك ستعرف فى تلك الرحلة، أنه لا توجد أحلام مستحيلة، ومهما كان القطار سريعًا، ومهما كانت المحطات مظلمة، ومهما كانت الحياة مؤلمة، فلابد من أن تصل إلى محطة تلامس فيها الشمس المشرقة، جسد القطار، وتغلفه بالدفء.
تقابل فى القطار أشخاصا، بعضهم يمرون فى حياتك مرور الكرام، وآخرون يشعلون الضوء المنير فى المحطات المظلمة، لينيروا لك دربك فى الرحلة، وهؤلاء يوجدهم الله فى الوقت المناسب، آخرون يتركون بصمة فى حياتك، ويجعلوا منك شخصًا قويًا، ولا يتخلون عنك فى كل المحطات، وأحيانًا يظلون لآخر الرحلة.. ولكن الرحلة لا تخلو من أولئك الذين يعطونك دروسًا قاسية.
يسير القطار دون أن يتوقف ولا ينتظر أحدا، و نمر فى حياتنا بمحطات مختلفة، كمحطات الفرح والحزن والأمل والأحلام واليأس والإحباط، منا من يستطيع الجلوس على المقعد طوال رحلته بالقطار، ومنا من يستمتع فى كل وقت برحلته، ويعيش بكل مخاوفه، وأحلامه ويعافر حتى يصل للمحطة القادمة، ومنا من يريد أن يتوقف القطار حتى يستريح من كل الصراعات، ومنا من ينتظر المحطة القادمة فى صمت، وكأن بها طوق النجاة؛ الذي سيغير حياته للأفضل.
تأكد أن من ينجح فى العبور بالقطار بسلام هو من يؤمن بأن كلنا عابرون بلا شك، وسنصل فى النهاية، وكلما أدركت أن القطار يسير مهما ساءت الأمور، أدركت أن هناك أملا؛ لكى تصل إلى وجهتك، حتى لو قررت تغيير القطار، المهم أن تكون على المسار الصحيح.
استمتع برحلتك وتعلم من كل تجربة، وأبحث عن الحكمة وراء كل موقف مؤلمًا كان أو محببًا إلى قلبك.. فأنت لا تدرك ما تخفيه الأمور فى أعماقها، ولن تدرك كما أدرك موسى عليه السلام-مؤخرًا، حكمة خرق السفينة وقتل الغلام.