يعد الراحل محمود الجوهري، أحد أكبر المدربين في تاريخ الكرة المصرية، كان لاعبا موهوبا في الأهلي ونجح في تحقيق إنجازات عديدة سواء لاعب في الأهلي والمنتخب او مدرب مع الأهلي والزمالك والمنتخب الوطني.
وكان لقب "الجنرال"، من أهم الألقاب التي حصدها الجوهري، غير أنها ترتبط بقصة واقعية تبعث على الفخر والإعجاب، خاصة وأن النجم الراحل شارك في حرب أكتوبر المجيدة في السادس من أكتوبر عام 1973، برتبة مقدم، وأنهى خدمته العسكرية برتبة عميد في سلاح الإشارة.
فى حرب أكتوبر، تم اختيار الجنرال الراحل محمود الجوهرى، ليكون ضابط اتصال بين القيادة والقوات فى الجبهة. وشارك فى عدة عمليات إغارة، منها غارة على إحدى نقاط العدو القوية فى الدفرسوار، حيث نفذ مخطط تنظيم الاتصالات بين القيادة والقوات بنجاح، ودائمًا كان يردد محمود الجوهرى من تجربته فى حرب 6 أكتوبر أنه تعلم من حرب أكتوبر، أن الإيمان بالله هو سر النجاح، والتدريب الواقعى يؤدى للانتصار، ولا بد أن يتعلم كل شخص من أخطائه، مؤكداً أنه فى حرب أكتوبر نفذنا كل شىء ببراعة وقهرنا العدو ولقناه درسًا قاسيًا.
عقب حرب أكتوبر قرر الجوهري التفرغ لكرة القدم، بعد اعتزال كرة القدم لاعبًا واتجه للتدريب حيث أطلق عليه لقب «الجنرال» بعد أن درس العلوم العسكرية وعمل فى القوات المسلحة حتى ترك الخدمة فى 1976.
وعن حرب أكتوبر المجيدة يقول الجوهري:
"تعد من المواقف الفارقة فى حياتى وتحمل فى نفس الوقت جانب الإثارة والتشويق، حين تخرجت فى الكلية الحربية ولم أحضر حفل تخرجى، حيث كنت وقتها خارج مصر بصحبة البعثة الرياضية المصرية المسافرة إلى روسيا، عبر البحر، وحاولت معرفة نتيجة الكلية، لكن كبير المعلمين فى الكلية، والذى سافر معنا رفض الإفصاح عن النتيجة تماما، ركزت فى مهمتى حيث كنت ضمن فريق الأهلى، الذى يمثل مصر فى تلك المسابقة المقامة لأول مرة للدول الاشتراكية، ثم فوجئت بكبير المعلمين يسلم لى ظرفًا مغلقًا وجدت بداخله نتيجتى بالكلية وترتيبى رقم 121 وسلاحى هو الإشارة وهو السلاح الذى اخترته بالفعل قبل ذلك لأننى عشقته وتعلقت بفنياته العالية.
ويضيف الجوهري: قبل الحرب تم استدعائى لأكون قائدا لجناح التكتيك الخاص ومهمته السيطرة على كل القوات، وكانت مفاجأة كبيرة لى حيث كنت وقتها برتبة مقدم ثم شاركت فى عمليات إغارة مع الجيش الثانى، بل كنت أحد ضباط الإشارة خلال عملية التصدى لثغرة الدفرسوار، حيث كنت ضابط اتصال بين القيادة والقوات فى الجبهة» .