يتعين على الأنظمة التعليمية دعم المعلمين وتقديرهم في كل مرحلة من مراحل مسيرتهم المهنية، بدءاً من مرحلة جذب الطلاب لتدريبهم وتأهيلهم كي يصبحوا مُعلِّمين واختيارهم في برامج الإعداد الأولي للمعلمين، وحتى توزيعهم وتعيينهم وتطوير وتنمية مسارهم طوال حياتهم المهنية بوصفهم قادةً للتعلُّم، وذلك بحسب ما ذكره لويس بنفينيستي مدير قطاع الممارسات العالمية للتعليم على مدونات البنك الدولى.
أضاف أنه من هذا المنطلق، وضع البنك الدولي إطاراً لدعم برنامج للنهوض بالمعلمين من أجل تحسين تعلُّم الطلاب، على النحو المُبيَّن في الشكل أدناه. ويساعد هذا الإطار على ضمان تعامل مشروعات البنك الدولي، والجهود المماثلة على مستوى السياسات المعنية بالمعلمين في مختلف البلدان، مع مهنة التدريس من منظور شامل لجميع الجوانب، وبناء أنظمة يجري فيها إعداد المعلمين ودعمهم وتحفيزهم وتقديرهم على النحو الذي يستحقونه.
الإصلاحات الداعمة لمهنة التدريس
نستقي أحد الأمثلة على هذا النهج الشامل من الجمهورية الدومينيكية، فبدعمٍ من البنك الدولي وشركاء آخرين، شرعت الجمهورية الدومينيكية في تنفيذ إصلاح واسع النطاق لدعم مهنة التدريس، بدءاً بوضع معايير مهنية ومعايير أداء للمعلمين. وهذه المعايير تساعد في إثراء عملية اختيار المعلمين، وتدريبهم وتطويرهم المهني، وتعيينهم، وتقييمهم.
وفي تنزانيا، يدعم البنك الدولي جهود الحكومة الرامية إلى تحسين التطوير المهني المستمر للمعلمين، بما في ذلك تصميم وتعميم الإطار الوطني للتطوير المهني المستمر للمعلمين (ميواكا).
واستكمالاً للجهود الرامية إلى تعميم إطار ميواكا، أقامت تنزانيا شراكة تمتد لعدة سنوات مع مركز اليونسكو لتدريب المعلمين في شنغهاي لإتاحة الفرصة لواضعي السياسات ومعلمي الرياضيات التنزانيين للتفاعل مع المعلمين والخبراء في شنغهاي، التي تتمتع بتاريخ حافل في مجال التطوير المهني المستمر في المدارس وعلى مستوى المجموعات. وأتاحت هذه الشراكة موارد وفرصاً للتعلم لواضعي السياسات والمعلمين التنزانيين، وساعدت على تدعيم نهج تنزانيا نحو التطوير المهني المستمر للمعلم.
وفي غانا التي تعاني من تزايد معدلات التراجع في أعداد المعلمين وتغيُّبهم عن العمل، يدعم البنك الدولي جهود الحكومة في تعزيز الدعم والموارد للمعلمين وبناء قدرات إدارة التعليم في المقاطعات. تجدر الإشارة إلى أن واحدا من كل خمسة معلمين غانيين لا يجيدون التعامل في المدارس التي يعملون فيها باللغة المحلية إجادة تامة (وهي اللغة التي يتم تشجيع التعامل بها بوصفها أداة التدريس في مرحلة التأسيس).
وإذ نحتفل باليوم العالمي للمعلمين في 5 أكتوبر2024، فإننا نتذكر أن تكريم المعلمين وتقديرهم ودعمهم في أنحاء العالم يتطلب أنظمة وسياسات تعليمية تتعامل مع مهنة التدريس من منظور شامل؛ بما يضمن حصول المعلمين على الفرص والموارد التي يحتاجون إليها في كل مرحلة من مراحل مسيرتهم المهنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة