فتاوى الأسرة.. دار الإفتاء توضح الحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين.. على الزوج ألا يستغل قوامته على زوجته ويحاول إذلالها وتسفيه رأيها وعدم التعرض لأهلها بالسوء.. ولابد للمرأة من إعانة الرجل في تحمل الأعباء

السبت، 05 أكتوبر 2024 12:07 م
فتاوى الأسرة.. دار الإفتاء توضح الحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين.. على الزوج ألا يستغل قوامته على زوجته ويحاول إذلالها وتسفيه رأيها وعدم التعرض لأهلها بالسوء.. ولابد للمرأة من إعانة الرجل في تحمل الأعباء دار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد أولى الإسلام الأسرة اهتمامًا بالغًا فحث عند الإقدام على الزواج وتكوين الأسرة على حسن اختيار الزوجة؛ فاختيار المرأة ذات الدين والخلق هو أهم الدعائم لتحقيق استقرار الأسرة، وأحاط الإسلام الأسرةَ بسياجٍ من الحقوق والواجبات، فقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ}؛ أي أن للنساء من الحقوق مثل ما للرجال عليهن من الحقوق، فليؤدِّ كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف، وعمل الإسلام على التأسيس للأسرة وبقائها، كما اعتنى الإسلام ببناء الأسرة من خلال منظومة عقدية وقِيَميَّة متناسقة وشاملة، يقوم أساسُها على تحقيق العدل والمحبة والرحمة، ولقد أصدرت دار الافتاء أحدث اصدراتها بعنوان"الفتوى وتنمية الأسرة"، والتى اشتملت على أمور منها:

الأمانة والإخلاص

أول ما يلزم الزوجين من الحقوق والواجبات أمورٌ مشتركة بينهما، منها: الأمانةُ والإخلاص، فيجب على كل من الزوجين أن يكون أمينًا مع صاحبه فلا يخونه فيما قلَّ أو كَثُر، وتكون خيانة الأمانة بنحو إفشاء الأسرار وارتكاب الأفعال التي لا يرضى عنها الآخر في السرِّ.

حسن العشرة

لقد حثَّ الإسلامُ على حسن العشرة بين الزوجين، فقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ} [النساء: 19]، ومن المعاشرة بالمعروف: رفق المعاملة، وطلاقة الوجه، ولين القول، والاحترام المتبادل؛ فلا يستغل الزوج قوامته على زوجته فيحاول إذلالها أو تسفيه رأيها، أو يتعرض لأهل زوجته بالسوء قولًا أو فعلًا، أو يؤذيها أمام أولادها.

ومن حسن العشرة: ملاطفة الزوجة، ويدلُّ على ذلك فعله صلى الله عليه وسلم حيث كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها فسابقته يومًا وسبقها في بعض الأيام فقال: (هذه بتلك).

ومن حسن العشرة أيضًا: المشاركةُ الوجدانيةُ في الأفراح والأحزان، فالزوجانِ يتعاونانِ في السراء والضراء على جلْب السرور ودفع الحزن؛ لأنَّ المشاركةَ في الأفراح تجعلها تتضاعف، والمواساة في الأحزان والمصائب تكسر حدتها فتخف وطأتها؛ قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته يومًا: «إذا رأيتِني غضبتُ فرضِّني، وإذا رأيتُكِ غَضبَى رضَّيْتُكِ وإلا لم نصطحب.

التعاون

تعاوُنُ الزوجين في الخدمات المنزلية ضروري، فإعانة الرجل زوجته ومشاركته لها في أعمال البيت من مكارم الأخلاق التي سنَّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرج الإمام البخاري عن الأسود قال: (سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إليها)، وعنها أيضًا: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصِفُ نعلَه، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته).

فكثير من الرجال يظنُّ أن مساعدةَ أهلِ بيته عيبٌ يقدحُ في كمال رجولته، وهذا الظنُّ الخاطئ مخالفٌ لما جاءت به السُّنة النبوية الشريفة كما هو ظاهر في سيرته صلى الله عليه وسلم.

وكذا على المرأة إعانة الرجل فيما يتحمله من أعباء، فكل منهما ينبغي أن يُعين الآخر على تحمُّل أعبائه وعلى سائر شئونه.

التغافل عن الجوانب غير الحسنة

ومن حسن العشرة ألَّا يركز أحد الزوجين على الجانب السيِّئ في الآخر ويغفل الجوانب الحسنة، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يبغض مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خُلُقًا رضي منها غيره"، وتحثُّ الشريعة الإسلامية كلًّا من الزوجين على فهم طبيعة الآخر، والوعي بالفوارق الفطرية والطبيعية والنفسية لكل منهما، وبوجود قواسم وسمات مشتركة بينهما، كما تحثُّ الشريعة كلًّا من الزوجين -لنجاح الحياة الزوجية- على الاهتمام بعوامل التوافق والإيجابيات في شخصية الطرف الآخر، وحصر أسباب الاختلاف، والبحث لها عن حلول وسط يتراضيان عليها، والبعد عن نزغات العناد والإثارة والإفراط في الغيرة وحبِّ التغلب على الآخر.

تحصيل العفة

من الحقوق الزوجية: أن يعف الرجل زوجته وتعف الزوجة زوجها، وليس للمرأة أن تشتغلَ بغير الفرائض إذا كان ذلك سببًا في تفويت حق زوجها، كما لا يجوزُ للرجل أن يشتغلَ بالنوافل فيعجز عن أداء حق زوجته، ومن هذا الباب أن يتزين كلٌّ منهما لصاحبه؛ فإن ذلك سببٌ في تحصيل العفة، فكما حثَّ الشرع كلًّا من الزوجين على تحسين الخُلُق لصاحبه والرفق به واحتمال أذاه؛ فكذلك حثهما على تحسين الخَلق بالتجمُّل والتزيُّن؛ لأنه من باب المعاشرة بالمعروف، وقد بيَّن صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ في تجمُّلِ المرأة لزوجها كبيرَ الأجر فيما رواه البيهقي في شعب الإيمان من حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها: (أنها أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي، إني وافدة النساء إليك، واعلم -نفسي لك الفداء- أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي. إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مرابطًا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأةً تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة، وأعْلِمي مَنْ خلفك من النساء أن حسن تبعُّل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته تعدل ذلك كله).

وقد سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسلم تنظيف بدنه وتجميله بإزالة ما هو مظنة لجمع ما يُؤذي البدن وقد ينفر منه الزوج والزوجة: كتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والاستحداد، وغيرها؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الشيخان: (الفطرة خمس: الختان والاستحداد وتقليم الأظفار ونتف الإبط وقص الشارب).










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة