تحل اليوم الأحد السادس من أكتوبر عام 2024، الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم، الذى استعادت فيه قواتنا المسلحة أرض سيناء الغالية، وقدم جنودنا البواسل كل غالٍ ونفيس وضحوا بدمائهم الذكية لتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة.
كان النصر تلخيصا لعناصر وأسباب عديدة، فى مقدمتها إنجاز الدولة والقيادة السياسية مخططا شاملا للخداع الاستراتيجى. وكانت كرة القدم جزءا أصيلا من الرؤية التى انتهت بالانتصار، وبدأ دورها منذ انطلاق الدورى فى موسم 1973، فكان انتظام المسابقة نوعا من التمويه وتثبيت الأجواء الطبيعية وأن مصر لا تستعد للحرب.
انطلق الأسبوع الخامس من الموسم يوم 5 أكتوبر بسبع مباريات، وتبقت مباراتان فقط كانتا مقررتين فى اليوم التالى: غزل المحلة والطيران، والإسماعيلى مع المصرى. وبالفعل وقتما كان الجنود يحاولون عبور قناة السويس، كان لاعبو المحلة والطيران يتبارون على أرض الملعب من أجل نقاط المباراة، وكانت الأخيرة فى الموسم؛ إذ قرر اتحاد الكرة إلغاء المسابقة والتفرغ لاستكمال معركة الثأر والتحرير، وفتحت الأندية أبوابها لأنشطة التدريب والتمريض والتبرع بالدم.
كانت المباراة قد انطلقت فى الساعة الثانية والنصف ظهرا، أى بعد أقل من نصف الساعة على بدء الضربة الجوية، وسارت بشكل طبيعى حتى فوجئ لاعبو غزل المحلة بأن جمهورهم يهتف لفريق الطيران، وحينما استفسروا عن السبب بين الشوطين كانت الإجابة أنهم سمعوا فى الراديو خبر بداية المعركة وعبور القناة، فهتفوا لنادى الطيران تحيّة لدور القوات الجوية فى الحرب. "وهذه كانت قصة 90 دقيقة استكملت أعظم خطط الخداع الاستراتيجى"