أول مصرية تستخرج رخصة سلاح..

الفدائية آمنة دهشان دعمت الجنود بالطعام والدواء واستقبلتهم بالزغاريد بعد النصر

الأحد، 06 أكتوبر 2024 03:00 م
الفدائية آمنة دهشان دعمت الجنود بالطعام والدواء واستقبلتهم بالزغاريد بعد النصر أمنة دهشان
منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نصر أكتوبر المجيد ملحمة شارك فيها جموع المصريين بقلوبهم ودعواتهم، ولكن هناك من بدأوا الاستعداد لهذا النصر منذ زمن بعيد، رجال ونساء عاشوا ذل الاحتلال الإنجليزي، وصمدوا أمام العدوان الثلاثي على مدن القناة، وعايشوا حسرة نكسة 67، لم يفكروا في أرواحهم لحظة، فقد بذلوا الغالي والنفيس من أجل الوطن، تاركين أسرهم وأهاليهم ليدافعوا عن بلدهم بعمليات فدائية، غير عالمين إذا كانوا سيعودون أم لا؟ ولأن حب الوطن لا يفرق بين رجل وامرأة، فقد تنافست النساء في هذا الدور البطولي وهناك العديد من القصص الوطنية لبطلات من الفدائيات يستعرض "اليوم السابع" إحداها في ذكرى النصر.

آمنة دهشان أول امرأة تستخرج رخصة سلاح

من بين بطولات الفدائيين والفدائيات تبرز آمنة دهشان، ابنة مدينة الإسماعيلية. آمنة هي الابنة الوسطى بين أخواتها، وقد شُهد لها منذ صغرها بالذكاء الشديد والشجاعة وقوة الشخصية، ولدت في 16 نوفمبر 1925، وحفظت القرآن الكريم في سن صغيرة، لم يحالفها الحظ في التعلم بسبب العادات والتقاليد السائدة في ذلك الوقت، خاصة أنها من قرية نائية على أطراف مدينة الإسماعيلية تسمى عزبة أبو دهشان في منطقة السبع آبار الشرقية، مركز أبو صوير، ورغم ذلك، تعلمت القراءة والكتابة، وعاشت طفولتها حتى تزوجت في سن مبكرة عام 1948 من ابن عمها الحاج جمعة إبراهيم دهشان، وأنجبت ابنة و7 أولاد، وعاشت في نفس العزبة، كما روت ابنتها الحاجة زينب جمعة دهشان في حوارها لـ"اليوم السابع".

وتسرد "زينب" بطولات والدتها قائلة: "بدأت أمي في العمل الفدائي منذ عام 1948، كان الفدائيون يتواجدون في منطقة القنال لإجراء عمليات فدائية مثل تفجير معسكرات الإنجليز، وكانت أمي تأتي لهم بملابس الفلاحين، وتضع التراب على وجوههم ليبدون كأنهم عمال، وعند البحث عنهم من قبل العدو، كانت تقول لهم إنهم عمال يزرعون الأرض، والدي في ذلك الوقت كان يساعدها في إخفاء الفدائيين، وكانت تعد الطعام لهم من مالها الخاص، كما جهزت لهم غرفتين من بيتها لاستقبالهم ومبيتهم، وكانت تقوم بخدمتهم حتى انتهاء مهمتهم".

استمر عمل آمنة في مساعدة الفدائيين على هذه الوتيرة حتى نكسة 1967، حيث اشتد العمل الفدائي في منطقة القناة. تقول زينب: "بدأت أمي في حمل السلاح، وكانت تخبئه في ملابسها حينًا، وأحيانًا تضعه في عربة نقل الخضار الخاصة بها، ثم توصله إلى الفدائيين من قرية نفيشة إلى منطقة المحطة الجديدة وعريشية العبيد".

 
أمنة دهشان
الحاجة أمنة دهشان

وتضيف زينب: "لم تستطع أمي أن تترك أرض المعركة حتى لو كلفها ذلك حياتها، ورفضت أمي التهجير مع باقي أهالي العزبة، فهجرت أبناءها مع أخواتها إلى مدينة بلبيس، لكنها ظلت مع والدي بالقرب من أرض المعركة، كانت تأتي كل يوم إلى بلبيس لتجهز لنا الطعام وتعتني بنا، ثم تعود إلى الإسماعيلية رغم الخطر الشديد، ولتسهيل مرورها، استخرج لها الحاكم العسكري تصريح دخول مدن القناة بحجة أنها صاحبة أرض زراعية هناك، وخلال هذا الوقت، كانت تساعد الجنود المصريين المتواجدين وتقدم لهم الطعام والدواء وكل ما يحتاجونه حتى انتصارات أكتوبر".

تختتم زينب حديثها قائلة: "ظلت أمي تحكي لنا عن هذا اليوم حتى وفاتها، كانت تستقبل الجنود المصريين العائدين من النصر بالزغاريد وزعف النخل وثمار البلح، وتستقبلهم في بيتها، تجهز لهم الطعام وتقدم الإسعافات الأولية للجرحى حتى يتم نقلهم إلى أقرب مستشفى، الحاجة آمنة كانت أول امرأة تستخرج رخصة لحمل السلاح في مصر، وأول فدائية في مدن القناة منذ عام 1948. رحم الله الفدائية البطلة آمنة دهشان، ابنة الإسماعيلية."










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة