سعادة وشرف أثناء الحديث مع الأبطال المشاركين فى نصر أكتوبر المجيد، فعندما يلتقى «اليوم السابع» أى فرد من أبطالنا البواسل، تجد مدى السعادة والشرف والتباهى بأنهم جزء لا يتجزأ من النصر العظيم.
ومن بين هؤلاء الأبطال المقاتل ياسين شمس الدين، من مواليد 1954، انضم للجيش فى 18/4/1973، سلاح الحرب الإلكترونية، ونال فرق تدريب مختلفة خلال الأشهر القليلة، قبل الحرب الشرسة الكبرى، «حرب أكتوبر المجيدة»، وقال البطل «ياسين» انضممت للجيش المصرى ولم نكن على علم أن الحرب خلال أشهر قليلة، ولكننى كنت جاهزا للقتال فى أى وقت، ففى ذلك الوقت كان الدماء تغلى بداخل عروقى، من أجل استرداد أرضنا وعرضنا، والحمدلله استعدنا أرضنا المباركة ولقنا العدو درسا قاسيا لا ينسى.
وأضاف، بعد مرور 3 أشهر من انضمامى للجيش المصرى وتلقى فرق مختلفة، قمت بالانضمام إلى سلاح «الحرب الإلكترونية» فى مدينة نصر، وفى ذلك الوقت لم يكن المقاتل المصرى يختص بشىء واحد فقط، بل نتدرب على كل شىء، وقبل ذلك انضممت فى أول فرقة، فى مرسى مطروح، فى مركز تدريب الدفاع الجوى، وكانت باسم لواء «السيد هاشم»، وتعلمنا منه الصدق فى القول والعمل، ولديه القدرة على معرفة كل فرد من بيننا هل صادق أم مخادع.
وتعد هذه هى المهمة الرئيسية لهذا اللواء، فكان دائم التحدث عن الصدق فى القول والعمل، ويسير بمبدأ أن كل فرد إذا أراد أن يكون ناجحا فى مهامه وحياته، فلا بد من التحلى بالصدق فى القول والعمل، فهما أساس كل شىء، ومن هنا كانت الانطلاقة، نحو استعادة الأرض والعرض، بالصدق فى القول والعمل.
وتابع المقاتل حديثه قائلا: انتقلت بعدها للانضمام إلى فوج 703 حرب إلكترونية فى منطقة المقطم، وكنت على اعتقاد أننى فقط الذى أتحلى بالغيرة على وطنى، ولكنى رأيت الغيرة والحماس داخل كل فرد فى المؤسسة العسكرية المصرية، فأثناء التدريبات نتحدث فيما بيننا، عن الحلم بالحرب، فهل رأيت جنودا يحلمون بالحرب وينتظرون موعدها ؟!
وقبل المعركة تم نقلى للتدريب داخل فرقة إشارة، والعمل على تلقى الإشارة وترجمتها، حيث ينقسم دورنا مع باقى الأفراد، البعض متخصص فى التقاط الإشارة، والبعض الآخر يقوم بترجمتها.
وأكمل المقاتل « ياسين» ذلك الشعور ليس بداخلنا فقط، بل أثناء تحركاتنا الداخلية، والتنقل بين المحافظات أو أماكن التدريب، نرى انتظار المواطنين لنا بالورود، والهتاف لنا والدعم المعنوي، ورفع علامات النصر، وترديد جمل النصر يا أبطال، وهذا الدعم يزيد من غليان الدم بعروقنا، ونزداد إصرارا للدخول بكل قوة وعزم للحرب المنتطرة، شعور يقشعر له الأبدان حقا.
استكمل البطل مقاتل «ياسين» فى ليلة 6 أكتوبر، ووقت راحتنا فى الليل، لاحظنا أشياء غير طبيعية، حيث النشاط الزائد والتحركات الغريبة، وشعرنا أن هناك شيئا ما يحدث، حتى الصباح، ووصلنا لفترة الظهيرة، ولم نعرف شيئا عن موعد الحرب، لكن بالفعل هناك شيئا ما يحدث.
واضاف: الرئيس «محمد أنور السادات» هو رجل عظيم ومن أفضل ما حدث هو تواجد هذا الرجل، الذى لا يعرف أحد ما يدور فى رأسه، ولكنه كان سببا رئيسيا فى الانتصار، بداية من الدعم والروح القتالية الموجودة بين أفراد الجيش، وصولا بدهائه فى التخطيط والاستعداد لساعة الصفر، فهو حقا رجل وطنى مخلص، يعى جيدا قيمة وطنه، فهو رجل الحرب والسلام.
وانطلقت الحرب الكبرى فى تمام 2 ظهرا فى اليوم الأعظم يوم 6 أكتوبر من عام 1973، وبدأ سلاحنا فى التعامل، حيث نقوم بالتسويش على إشارات العدو، والتقاط الإشارات وإرسالها لمختصين الترجمة، وقمنا بالفعل بمهمتنا على أكمل وجه.
ويتكون كل طاقم من أطقم الإشارة من 4 أفراد، نعمل فى مجموعات، وفى ذلك الوقت، كان يتم استدعاء بعضنا للذهاب والتواجد على الجبهه، والبعض ذهب ولم نراه مرة أخرى، ورغم ذلك لا يعنينا، الأهم لدينا هو الإصرار على النصر وإعطاء العدو درسا قاسيا، حتى وقت الراحة كان لدينا وقت قصير للراحة، كنا نتحدث سويا، هل سترانى مرة أخرى؟ حتى شقيقى المسيحى وزميلى ويدعى نجيب جورج إسكندر لا فرق بيننا، كان يحدثنى دائما لو حدث لى مكروه ماذا تفعل؟ أجيب سأحملك على كتفى وأعود بك إلى أى مكان آمن، وبالفعل حدث ذلك وحملته وعدت به، والحمد لله انتصرنا.
أثناء لقاء مقاتل ياسين مشارك في نصر أكتوبر
بطل من أبطال حرب أكتوبر
مقاتل مصري ياسين شمس الدين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة