تعرف على تاريخ المقر البابوي من الإسكندرية إلى العاصمة الإدارية

الأحد، 06 أكتوبر 2024 02:00 ص
تعرف على تاريخ المقر البابوي من الإسكندرية إلى العاصمة الإدارية كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة
كتبت: بتول عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبرالكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أقدم الكنائس الرسولية في العالم، وأصبح الأهتمام  بتاريخها وحضارتها جزء أصيل من تاريخ مصر وحضارتها.

ويمثل المقر البابوي أحد أهم تراث الكنيسة الأرثوذكسية وتاريخها، ويمر تاريخ المقر بـ7 محطات أساسية من بداية الكرازة في الإسكندرية القديس مارمرقس الرسول حتي عصرنا الحالي قداسة البابا تواضروس الثاني، وفي التقرير التالي نتتبع رحلة انتقال الكرسي المرقسي الرسولي "المقر البابوي"، وسوف نبدأ بالمحطة الأولى في هذه الرحلة وهي :

المحطة الأولي: الإسكندرية: (61  -1047 م تقريبا ):
جاء القديس مارمرقس الرسول جاء إلي مدينة الإسكندرية عام 61م، وكانت الشرارة  الأولى  لبدء الكرازة كما يروي تاريخ الكنيسة أنه بينما كان يمشي ذات يوم على البحر مفكرا ومتأملا من أين يبدأ الكرازة في هذه المدينة العظمي، تهرأ حذائه  من كثرة المشي فذهب إلي إسكافي يدعي أسمه “أنيانوس” لكي يقوم بإصلاحه، وفجأة دخل المخراز في يده فصرخ بطريقة لا شعورية من شدة الألم "يا الإله الواحد"، فأنتهز القديس مرقس الرسول الفرصة وسأله هل تريد أن تعرف الإله الواحد، فلما أجاب بالإيجاب بدأ يشرح له قواعد الإيمان المسيحي حتي آمن وأعتمد هو وأهله أجمعين، وأتخذ من منزله مركز للتبشير بالديانة المسيحية، ولما أزداد عدد المؤمنين قام القديس مرقس الرسول برسامة “انيانوس” أول أسقف لمدينة الإسكندرية، وبعد إستشهاد القديس مرقس الرسول عام 68 م، دفن جسده بكنيسة تدعى “بوكاليا” ومقرها الحالي هو الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل، وأصبحت هي المقر الرسمي للآباء البطاركة، وأستمر الآباء البطاركة مقيمون بمدينة الإسكندرية حتي عهد البابا شنودة الثاني البطريرك 65، ثم بدأت بعدها المحطة الثانية من رحلة الكرسي المرقسي.

المحطة الثانية: كنيسة السيدة العذراء المعلقة:  (1047 – 1320 ):
مع بداية الحكم الفاطمي على مصر تم تأسيس مدينة القاهرة عام 969 م، وتم نقل النشاط التجاري إلى العاصمة الجديدة مما حدا بالبابا خريستوذولوس البطريرك 66 ( 1046- 1077 ) بنقل الكرسي البابوي إلى كنيسة السيدة العذراء الشهيرة بالمعلقة بمصر القديمة، واستمرت الكنيسة المعلقة هي المقر الرسمي للكرسي البابوي حتى عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300- 1320) بإستثناء فترات قصيرة كان بعض البابوات يلجأون إلي كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة ويتخذونها إستراحة بديلة.

المحطة الثالثة: كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة (1320- 1660 م):
في عصر البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300- 1320 م) تم نقل الكرسي البابوي من كنيسة السيدة العذراء المعلقة إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة التي تأسست عام 350م.

المحطة الرابعة : كنيسة السيدة العذراء المغيثة بحارة الروم 1660-1799:
في عصر البابا متاؤس الرابع البطريرك 102 ( 1660-  1675  م) تم نقل الكرسي البابوي إلى كنيسة السيدة العذراء حارة الروم، وهي كنيسة أثرية تقع في منطقة الغورية بالدرب الأحمر.

المحطة الخامسة:  الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية ( 1799 -1971 ) :
قام البابا مرقس الثامن بنقل الكرسي البابوي من حارة الروم إلي الكنيسة المرقسية الكبرى بالدرب الواسع، ولبناء هذه الكنيسة  قصة طريفة يرويها علي باشا مبارك في خططه، وذلك في الجزء السادس من خططه ص 211 فيقول (وسبب إنشاء هذه الكنيسة أن الأمير الشهير المعلم إبراهيم  الجوهري – رئيس كتبة القطر المصري – اتفق له أحد السيدات المحترمات السلطانية ولعلها أخت السلطان كانت قدمت من القسطنينية إلي مصر قاصدة الحج، ولكونه متقدما في الدولة تقدما مشهورا باشر بنفسه أداء الخدمات  الواجبة لمثلها في الذهاب والعودة وقدم لها الهدايا اللائقة لرفيع مقامها فأرادت مكافأته علي خدمته التي أبداها  معها، فسألت عن مرغوباته فالتمس منها المساعدة في إصدار فرمان سلطاني بالرخصة في إنشاء كنيسة بالأزبكية حيث مستقر سكنه والتمس منها أشياء أخري كرفع الجزية عن الرهبان إلي غير ذلك فقوبل رجاؤه بالإجابة، ولكنه توفي في 25 بشنس 1511 الموافق ختام سنة 1209 هلالية قبل الشروع في البناء، فلما تولي أخوه جرجس أفندي منصبه أتحد مع البطريرك وباقي أكابر الأمة وشرعوا في بنائها بجانب القلاية وانتهت عمارته سنة 1516 للشهداء كما ذكرنا ؛ ويقال إن أصل الموقع الذي بنيت فيه الكنيسة كان ملكا للأمير يعقوب والمعلم ملطي الذين كانوا موظفين في وظائف شهيرة مدة حكم الفرنسيس وتنازلا عنه للكنيسة ولإتخاذ البطريرك القلاية سكنه بجانبها صارت هذه الكنيسة الأولي من الكنائس المصرية )، وبالفعل تم تكريس الكنيسة للصلاة في 14 سبتمبر 1800 علي يد البابا مرقس الثامن.

المحطة السادسة: الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ( 1971- …… ) :
وفي عصر البابا كيرلس السادس وبالتحديد  في 24 يوليو 1965 تم وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة بأرض الانبا رويس بالعباسية  في حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم افتتاحها رسميا للصلاة في 25 يونية 1968 في حفل مهيب حضره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطورأثيوبيا الراحل، وفي هذه الكاتدرائية أيضا تمت صلاة التجنيز علي روح  قداسة البابا كيرلس السادس في 10 مارس 1971 ، كما تم تجليس البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 في 14 نوفمبر 1971، وأيضا صلاة التجنيز علي قداسته في 21 مارس 2012 ، كما تم فيها أيضا رسامة البابا تواضروس الثاني البطريرك الـ 118 في 18 نوفمبر 2012.

المحطة السابعة  والأخيرة: كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة :
تم افتتاحها رسميا في يوم السادس من يناير2019 ، بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقداسة البابا تواضروس الثاني، وهي تعد الأكبر حجما وسعة، حيث تقع على مساحة 15 فدانا أي ما يعادل 63 ألف متر مربع، وتتسع لأكثر من 8 آلاف شخص، وتحتوي علي مبنى للمقر البابوي وصالة استقبال وقاعة اجتماعات ومكاتب إدارية، كما تحتوي على قاعة كبيرة متحف لتاريخ الكنيسة القبطية، ويوجد بها من الداخل أيقونات مرسومة علي الحوائط تعبر عن ميلاد السيد المسيح، وبشارة القديسة العذراء مريم، وبعض الأيقونات المستوحاة من سفر الرؤيا .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة