بعد 9 أيام من انطلاق شرارتها الأولى، كان منزل الحاج السيد عبد الحليم شلبي في «طناش» بالوراق محافظة الجيزة، على موعد لاستقبال بطل من أبطال «حرب أكتوبر» 1973، والذى كان يخدم في جبهة خليج العيون بالجيش الثاني الميداني، كان الحماس يملأ الأجواء، والابتسامات تضيء الوجوه، في انتظار عودة ابنهم البطل جندي مجند «عبد الفتاح» الذى يبلغ من العمر 22 ربيعا.
الجميع كان شغوفًا لاستقبال البطل الذى يشارك في حرب العزة والكرامة، كانت البلدة في أبهى صورها، تنتظر بلهفة وشوق أول إجازة لعبدالفتاح بعد الحرب، لا سيما أنه كان محبوبا من كل أهل القرية، لكن القدر كان له رأى آخر، بعد أن اصطفاه الله عز وجل شهيدا في ميدان التضحية والشرف مدافعا عن تراب الوطن.
يروي الأستاذ عبدالحليم بوزارة التربية والتعليم، و شقيق الشهيد، تفاصيل استقبال خبر استشهاد شقيقه عبدالفتاح في الحرب قائلا: إن شقيقي كان يحصل على إجازة كل 36 يوما، فطلب منه والدي رحمه الله أن يتزوج أثناء إجازته إلا أن الشهيد عليه رحمة الله اقترح تأجيل الزواج إلى الإجازة التالية، ورغم إلحاح الأسرة إلا أنها رضخت في النهاية إلى طلبه بتأجيل إتمام مراسم الزواج بعد عدة أيام، وعاد إلى ثكنته العسكرية قبل الحرب بعدة أيام.
يضيف شقيقه: بعد بدء الشرارة الأولى لحرب أكتوبر كان القلق يرتاب قلوب جميع أفراد الأسرة، بل قل إن شئت أهل البلدة جميعا، الكل كان يتابع أخبار الحرب شأنه شأن أى مواطن مصري في ذلك الوقت، حتى جاء مندوب من القوات المسلحة، ليخبرنا بنبأ استشهاد شقيقي «عبدالفتاح»، في ميادين القتال مع العدو.
يلتقط «عبدالحليم» أطراف الحديث: أحضر لنا مندوب بالقوات المسلحة بعض المتعلقات التي كان يحملها الشهيد، وأطلقت الشرطة العسكرية 21 طلقة تحية للشهيد، وسط قلوب امتزج فيها الألم بالعزة والنصر، لأنه نال الشهادة في سبيل الله والوطن.
قال شقيق الشهيد، إن وزارة الحربية أرسلت للعائلة خطابا تنعي فيه شقيقي وتقدم التعزية بعد أن نال الشهادة في ميدان الكرامة والشرف، ليظل اسمه خالد في قائمة المجد وسجل الشرف.
يواصل: مع مرور الأيام، كان الشهيد حاضرًا في كل زاوية بالمنزل، كانت العائلة تجمع ذكرياته، وتخبر قصته لكل من يزورهم، أصبحت قصته رمزًا للفخر والحزن، تحمل رسالة عن الشجاعة والتضحية.
يقول شقيق الشهيد: كانت والدته تجلس وتبكي، تحتضن وسادته، تهمس لها كأنها تخاطبه: «لقد كنت أطيب وأحن واحد في إخوتك يا عبدالفتاح وكيف سأحتمل الحياة بدونك؟».
طالب شقيق الشهيد بإطلاق إسم الشهيد «عبدالفتاح السيد عبدالحليم» على مدرسة طناش للتعليم الأساسى، مشيرًا إلى أن تحقيق تلك الأمنية سيدخل السرور والبهجة على كل أفراد عائلة «شلبي».
الجندى «عبدالفتاح السيد»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة