تذكر السجلات بطولات خالدة للمصريين فى ذكرى حرب أكتوبر وانتصارات العاشر من رمضان، من أجل العزة والكرامة، ويوجد العديد من الأبطال بمراكز ومدن محافظة الشرقية، والذين سطروا تاريخ من التضحيات تجاه الوطن فى أصعب الظروف وشاركوا فى تحقيق النصر فى حرب أكتوبر يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، ليشاركوا فى كتابة التاريخ المصرى من جديد ويوجهوا رسالة قوية بأن مصر مركز القوة بجيشها وشبابها، لم تخضع ولا تستسلم فى يوم من الأيام.
«اليوم السابع» زار الجندى مقاتل محمود محمود الوزير، أحد المشاركين فى حرب أكتوبر المجيدة، ليروى لنا شهادته كمقاتل حى على حرب العزة والكرامة، حيث إنه مكث فى الخدمة العسكرية 3 سنوات وكان المقرر له سنة واحدة كونه من حملة المؤهلات العليا.
«صوت التكبيرات لحظة العبور فى حرب أكتوبر ما زال صداها يتردد فى أذنى حتى الآن، الجميع كان يكبر فى لحظة واحدة، كانت أذنى اليمنى تسمع التكبيرات من الإسماعيلية إلى السويس، واليسرى تسمع التكبيرات من الإسماعيلية إلى بورسعيد، مشهد لا يغيب عن ذاكرة كل من عاش تلك اللحظات العزة والنصر».. بهذه الكلمات سرد «الوزير» مقتطفات من مشاركته فى حرب أكتوبر.
وقال: أبلغ من العمر 75 عاما حاصل على بكالوريوس زراعة من جامعة القاهرة، وعندما كنت طالبا بالفرقة النهائية بالكلية، شاركت فى ما يسمى «كتائب خدمة الجبهة»، لزيارة مواقع الجيش، حيث كانت سيناء محتلة فى تلك الفترة، وبعد انتهاء الكلية التحقت بالخدمة العسكرية يوم 9 أكتوبر من عام 1971، وتم توزيعى فى البداية على مركز تدريب المدفعية ببنى سويف، لمدة شهرين وتدربت على المدفع.
واستطرد: صباح يوم 6 أكتوبر كان هناك حالة من الاستنفار ولم يعلم أحد من الجنود بموعد الحرب، حيث المعروف إن الحروب تكون مع خيوط الفجر، لكن حرب أكتوبر كانت فى الساعة الثانية ظهرا، وصدرت الأوامر بالحرب وكان دورى نشانجى على مدفع وزنه 8 أطنان وماسورته 5 مم وقطرها 122 ملم اسمه مدفع 122 جن، وعند عبورنا الجهة الأخرى من القنطرة، واجهتنا مشكلة فى البداية الساتر الترابى كان مرتفعا جدا، إلى أن قام سلاح المهندسين ببراعة من فتح ثغرات منه، كنا نواجه عقبة بسيطة أن الفتحة مرتفعة عن مستوى المياه وكانت زاوية حادة، والجرار الذى كان مخصصا لجذب المدفع كان دايما يعطل قبل الحرب أثناء التدريب، وأثناء العبور سبحان الله وجدت الجرار يتحرك سريعا دون أن يعطل مرة واحدة، وكان الله معنا فى تلك اللحظات، وتحرك نحو الساتر الترابى دون تعطيل والشرطة العسكرية وجهتنا إلى أماكنا، وقبل العبور تمكنا من ضرب من 200 هدف وكل هدف له مسافة واتجاه يمين ويسار.
تغالبه الدموع أثناء حديثه لـ«اليوم السابع» واسترجاع تلك اللحظات الخالدة، قائلا: لحظة العبور تعالت التكبيرات فى نفس واحد، وكنت أسمع بأذنى اليمنى تكبيرات الله أكبر من القنطرة حتى الإسماعيلية والسويس كله فى وقت واحد، وأذنى اليسرى تسمع التكبير حتى بورسعيد، لحظات تعجز أى كلمات عن وصفها ووصف الشعور الذى كنا نعيشه فى تلك اللحظات كنا جميعا على قلب رجل واحد من أجل الوطن.
وأردف «الوزير» أنه فى صباح عيد الفطر أثناء انتصارات أكتوبر طلب من قائد الكتيبة المقدم جلال عبدالحميد، أن يقوم وزملاؤه الجنود بتأدية صلاة العيد، فرفض فى البداية خوفا عليهم من أى اعتداء من العدو، وكان وقتها صدرت أوامر بوقف إطلاق النار، فأدى صلاة العيد فى الموقع وانضم إليه عدد من الجنود وألقى عليهم خطبة العيد، وعندما سمع القائد أصواتهم فى تكبيرات العيد انضم إليهم وانهالت الدموع من أعينهم جميعا فرحة بتلك اللحظات، وبعد انتهاء الحرب طلب قائد الكتيبة من كل سرية مجند ليزور أسرته لمدة 24 ساعة ويطمئن أهالى زملائه من الجنود عليهم.
احد ابطال حرب اكتوبر
الجد مع الاحفاد يروى لهم مشاركته فى حرب اكتوبر
الحاج محمود مع احفاده يسترجع ذكريات مشاركته فى حرب اكتوبر
المجند محمود الوزير اعلى دبابة بعد اسرها من العدو
شهادة مشاركته فى حرب اكتوبر
محررة اليوم السابع مع بطل من ابطال حرب اكتوبر
محمود الوزير اثناء مشاركته فى حرب اكتوبر
محمود الوزير مع زملاءه فى حرب اكتوبر
محمود الوزير