كنت في صغرى أشاهد اللقطات الخاصة بـ معاهدة السلام التي انتهت معها حرب 6 أكتوبر، التي تمكن فيها الجيش المصرى من خداع وهزيمة الكيان الصهيوني كما كان يقول الرئيس الراحل محمد أنور السادات "في 6 ساعات"، الهزيمة التي لم يعترف بها الكيان الصهيوني وحاولوا دائما تزييف الحقائق من خلفها ومحاولة قلب الصورة لصالحهم.
ومن 1973 وحتى يومنا هذا تم طرح العديد من الأفلام التي تناولت حرب 6 أكتوبر من الجانب المصرى "المنتصر" الذى دافع بشرف وبسالة عن أرضه، إلا أننى ذهلت أمام الفيلم الأمريكي البريطاني "الإسرائيلي" Golda، والذى يتناول القصة من وجهة نظر جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في فترة الحرب، التي كانت ولا تظل المرأة الوحيدة التي شغلت هذا المنصب.
وفى الحقيقة كنت دائما أشعر بالخوف من مشاهدة صور القيادات الإسرائيلية، بسبب الغضب الظاهر على وجوهم بشكل واضح في خلال وبعد حرب 73، ومع مشاهدة فيلم Golda تجد أنك أمام صورة مختلفة يحاول الغرب تصديرها للعالم.
جولدا مائير التي خاف منها القيادات الإسرائيلية، تقدم الكيك والطعام والقهوة في منزلها خلال أيام الحرب، في مشاهد "عبثية" في محاولة من صناع فيلم Golda أن يظهروها كـ إنسانة رقيقة القلب، تخاف على إحساس من حولها وتحاول التخفيف عنهم.
فيلم Golda ما هو إلا ساعة و 40 دقيقة من المعلومات الكاذبة عن 3 أسابيع من حرب شاملة وكبيرة استطاع فيها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعقليته الفذة والماكرة بخداع العالم بـ أكمله وليس إسرائيل فقط، وهذا ما جاء على لسان جولدا نفسها أو النجمة العالمية هيلين ميرين التى أكدت أن السادات الرئيس الأول والوحيد الذى تمكن من هزيمتهم والوقوف إمامهم في حرب خسرت فيها مصر ألالاف الأرواح لضمان تحقيق النصر.
تضمن فيلم Golda ظهور الكثير من القيادات الإسرائيلية المهزومة والضعيفة، كـ موشيه ديان الذى ارتجف خوف بعد مشاهدة الهزيمة بـ عينيه من طيارة حلقت فوق كتل النيران في سيناء، أو ارييل شارون الذى جلس يسرد في خطة لـ تشتيت الجيش المصرى، ثم التقط قطعة من "كيك جولدا" غير مباليا وهو خارج من منزلها.
لم تكن جولد مائير السيدة العطوف الحنون التي تخاف على شعور من حولها وتهتم بهم وهذا ما أكدته الوثائق التاريخية، هي نفسها التي أكدت أنها لا تعترف بالفسطينيون ولا بالدولة الفلسطينية، وهى نفسها من أمرت بقتل وذبح الكبار والصغار دون رحمة طوال فترة توليها المنصب، على عكس ما ظهرت به في فيلم Golda، الذى أشارت فيه ميرين مقدمة الشخصية على لسان جولدا قائلة:" سأحمل هذا الألم إلى قبرى"، وفى الحقيقة لا أعرف عن أي ألم تتحدث.
وبجانب الرواية التاريخية فإن النجمة العالمية هيلين ميرين التي تعد أحد أهم النجمات لم تقدم الدور بالشكل المنتظر فقد صُنف الدور على أنه من أسوأ أدوارها، وكأنها تحاول كسب استعطاف مشاهدي الفيلم لشخصية يعرف الملايين حول العالم حقيقتها، بـ علبة السجائر وشعر "منكوش" وطريقة كلام متلعثمة.
ولكن كانت المعلومة الوحيدة التي تزيد من فخر كل مصري يشاهد فيلم Golda هي اعتراف صناعه أن أشرف مروان ضلل جهاز مخابرات إسرائيل بأكملها أثناء استعداد الجيش المصرى للضرب في حرب أكتوبر 73، فكان انتصار للجميع بالاعتراف من نفس الأشخاص الذين أكدوا مرارا وتكرارا أن مروان كان عميلًا مزدوجًا للجانبين المصرى والإسرائيلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة