بطولات أكتوبر المجيدة معين لا ينضب، كلما بحثنا دُهِشْنَا من قصص، ومواقف لا يمكن أن يمحيها الزمن من ذاكرة أبطالها العظماء، ومن حق الأجيال الجديدة أن تسمع عن بطولة سطرتها كتب التاريخ من روايات من بقى من أبطالها الموجودين على قيد الحياة، متعهم الله بالصحة والعافية؛ لذا انتقلت «اليوم السابع» لمقابلة البطل عزت سماحة الشاهد على بطولات تورث الفخر والنبل والشجاعة.
عزت سماحة مصطفى الحلوانى، مجند بالقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة، مجند محب لتراب وطنه، من مواليد 1950 م بعزبة الحلوانى، خريج كلية الزراعة بجامعة المنصورة، ويبلغ من العمر 74 عاما، ولديه 3 من الأبناء: تامر، خالد، ومروة، و9 من الأحفاد، يحكى لهم دوما عن بطولات المقاتل المصرى فى حرب الاستنزاف، ونصر أكتوبر العظيم.
وتابع عزت سماحة قائلا: «التحقت بالقوات المسلحة بعد أن أنهيت دراستى الجامعية، وكان عمرى حينها 27 عاما، فكان مركز التدريب فى بنى سويف دفاع جوى، وأتى مندوب من المظلات واختارنى مع 2 من أقاربه لسلاح المظلات فى أنشاص، وبقينا هناك لمدة عام نتدرب فى الكتيبة 515 وكانت مدفعية 23 ملم، وقبل حرب 6 أكتوبر بشهر منعوا الإجازات مع تدريبات ليل نهار، وأخدنا أوامر بالتوجه للإسماعيلية، وعبرنا القناة على المعديات بالسيارات المدرعة جاهزة للضرب، وخلفها المدافع 23 ملم، وكان فى كل مدفع 6 أفراد، وكنت الحكمدار عليهم، وعبرنا بالسيارات شادة المنافع، ووصلنا لعيون موسى، كان اللواء الأول مشاة مهمته أن يصل لمطار المليز، وكان توجد دشمة حصينة للإسرائيليين فى عيون موسى، إذ كان الإسرائيليون يوزعون أنفسهم فى دشم فى سيناء، وتلقينا أوامر بتطهير وتدمير دشمة عيون موسى، وتمكنا من دخولها وتطهيرها، وقمنا بأسر 60 أسيرا إسرائيليا ما بين ضباط وعساكر، وتم تسليمهم للواء المشاة، ونقلهم للقاهرة، وعبرنا خلف خطوط العدو، وكانت المهمة تطهير وتدمير لمطار المليز، وتم الإسقاط بالمظلات والتطهير، والتدمير بالكامل للمطار عن آخره، وتمت المهمة على مدار يومين، وكان وقتها يتم حمل جهاز اللاسلكى على الظهر، وهذا يعنى أن المقاتل يحمل أوزانا ثقيلة جدا خلال تحركه خصوصا لو كان مشيا على الأقدام فى الرمال».
وعن أصعب المواقف التى مرت به خلال الحرب قال: «دفنت 3 من زملائى فى حفرة واحدة، ابراهيم دخل سلاحه من ظهره، وخرج من صدره، وده كان أصلا رديف دخل الجيش وخرج منه ورجع له بعد 12 عاما.. عاد لقدره، وفوزى الذى أصيب فى بطنه وخرجت أمعاؤه، وحلمى من كفر الشيخ، أصيب فى الرأس واستشهد فى الحال، وحفرنا حفرة ودفنا فيها الشهداء الثلاثة فى حفرة واحدة وقبر واحد، وحفرنا أسماءهم على خشبة نصبناها فوق القبر، واستكملنا مسيرة الحرب والنصر».
عزت-سماحة-بطل-من-أبطال-حرب-أكتوبر-المجيدة
عزت-سماحة-عبد-اللطيف-خلال-لقاءه-مع-مراسلة-اليوم-السابع
مراسلة-اليوم-السابع-أثناء-حوارها-مع-بطل-أكتوبر
مراسلة-اليوم-السابع-مع-عزت-سماحة-بطل-من-أبطال-حرب-أكتوبر