يتعرض العديد من الأطفال للعنف في المنزل وأيضًا للإساءة الجسدية، فالأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي هم ضحايا للإساءة وهم أنفسهم معرضون لخطر كبير للإصابة بالمشاكل الصحية الجسدية والعقلية طويلة الأمد، قد يكون الأطفال الذين يشهدون العنف بين الوالدين أيضًا أكثرعرضة للعنف في علاقاتهم المستقبلية، وإذا كنت أحد الوالدين الذين يتعرضون للإساءة، فقد يكون من الصعب معرفة كيفية حماية طفلك، كما أوضحت خبيرة العلاقات الإنسانية صابرين جابر في حديثها لـ"اليوم السابع" آثار العنف الأسري على الطفل وكيف تخلق منه شخصية متطرفة فيما بعد وكيفية معالجة الأمر في أسرع وقت.
أم تحتضن ابنتها
ما الآثار قصيرة المدى للعنف المنزلي أو الإساءة على الأطفال؟
قالت خبيرة العلاقات الإنسانية إن الطفل الذي يتعرض لعنف أسري بأي شكل يصبح مسيئًا لنفسه، لا يقدر ذاته ولا تكون لديه شخصية، ما يؤدي إلى تفاقم الأمر حتى مرحلة البلوغ والمراهقة ما تجعله شخصًا هشًا يستقبل أي معتقد أو معلومة، بل ويمكن توجيهه للتطرف والعنف لكي يخرج حصيلة العنف الذي تعرض لها منذ الصغر.
كما أوضحت أن الآثار قصيرة المدى قد تظهر على الطفل على شكل التبول اللا إرادي، ومص الإبهام حتى مع مرحلة متقدمة من عمره، وزيادة البكاء، والتذمر، والشعور بالزعر من أقل الأشياء، وهذه العلامات تظهر على الأطفال في سن ما قبل المدرسة، أما الأطفال الذين هم في عمر المدرسة قد تظهر عليهم علامات أخرى منها التأخر الدراسي الملحوظ وعدم مشاركة في الأنشطة المدرسية بجانب الشكوى المستمرة من الصداع وآلام المعدة.
طفلة حزينة
ما الآثار طويلة المدى للعنف المنزلي أو الإساءة على الأطفال؟
وأضافت خبيرة العلاقات الإنسانية أن الآثار النفسية طويلة المدى على الطفل الذي يتعرض للعنف تظهر على شكل عدم المسئولية والإهمال الشخصي، بجانب الاكتئاب والقلق الذين قد يحاولون إخراجه في صورة عنف شديد قد يصيبوا به أقرب الناس إليهم.
تعرض الطفل للعنف الأسري
هل يمكن للأطفال التعافي من مشاهدة أو تجربة العنف الأسري؟
أردفت خبيرة العلاقات الإنسانية أن يستجيب كل طفل بشكل مختلف للإساءة والصدمة، بعض الأطفال أكثر مرونة، والبعض الآخر أكثر حساسية، يعتمد نجاح الطفل في التعافي من الإساءة أو الصدمة على عدة أمور، منها نظام دعم جيد أو علاقات جيدة مع من هم في مثل عمره، لذا يجب جعل الطفل يشارك في أي نشاط يحبه، وذلك ببحث الأبوين أو احدهم على هواية يحبها الطفل مهما كانت بسيطة.
بجانب تقديرهم وتشجيعهم، وعدم نبذهم حتى إذا فعلوا أشياء خاطئة، يتم توجيههم بشكل هادئ وراقي لكي ينقذون ما يمكن إنقاذه من طفل هش أصيب بخلل من أقرب الناس إليه.
بجانب وضعه داخل صداقات صحية، فعلى الرغم من أن الأطفال لن ينسوا أبدًا ما شاهدوه أو اختبروه أثناء الإساءة، إلا أنهم يستطيعون تعلم طرق صحية للتعامل مع مشاعرهم وذكرياتهم مع نضوجهم، وكلما حصل الطفل على المساعدة في وقت أقرب، كلما زادت فرصته في أن يصبح بالغًا سليمًا عقليًا وجسديًا، ولا يجب أن يخجل الأباء من سؤال متخصصين لكي يساعدونهم على تجاوز هذه الفترة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة