رئيس جامعة الأزهر: ما أحوجنا أن نذكر التاريخ والمجد ونحن في نشوة نصر ‏أكتوبر

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 04:59 م
رئيس جامعة الأزهر: ما أحوجنا أن نذكر التاريخ والمجد ونحن في نشوة نصر ‏أكتوبر الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن مسابقة «مئذنة الأزهر» للشعر، جعلت للشعر ‏مئذنة فى الأزهر الشريف تؤذن كل عام فيهوى إليها قلب كل ذى موهبة صادقة على اختلاف ألسنتهم ‏وألوانهم؛ وأنه وإذا كانت مئذنة الشعر هذه تؤذن كل عام، فإن معاهد الأزهر الشريف وكلياته يتردد فيها ‏صوت الشعر ليلا ونهارا، ولا تفتر عن ترداده وحفظه وإنشاده والتمثل به فى المحاضرة والمذاكرة، فى ‏قاعات الدرس والتحصيل، وفى المحافل والمناسبات الدينية والوطنية، وفى الحكمة حين تخرج من قلب ‏الحكيم، والفرحة حين تشع نورها فى القلوب، وعند الألم والأمل، والنصر والظفر، وذلك كله انطلاقًا من ‏تعاليم ديننا وسنة نبينا محمد ﷺ، الذى رفع للبيان لواءه فكان أفصح العرب، وشبه البيان فى قوة تأثيره ‏بالسحر فقال: «إن من الشعر ‏لحكمة وإن من البيان لسحرا».‏

وخلال كلمته اليوم فى حفل تكريم أوائل الفائزين فى مسابقة «مئذنة الأزهر» للشعر، التى نظمها مركز ‏تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، أكد رئيس جامعة الأزهر أن الشعر فى الأزهر الشريف ‏جامعا وجامعة لا يخبو ضوؤه، ولا ينطفئ سراجه، فهو الكلمة العذبة التى تسكن القلوب، وتضمد ‏الجراح، وتقوى العزائم، وتعين على المروءة ومكارم الأخلاق. وفى هذه الظروف الحالكة والمحن ‏المتتابعة ما أحوجَ الأمة إلى مواهب صادقة تعيد لها حماستها، وتستثير كوامن القوة والمروءة المغروسة ‏فى جبلتها، لتبعث فى شباب أمتنا روح البطولة والرجولة والفداء؛ وهذا مَأَمٌّ نبيل من مقاصد الشعر فى ‏تاريخه الطويل. ‏

وتابع أنه من أجل هذا الغرض النبيل ألف العلماء دواوين الحماسة، وكتبوا أسفارا نفيسة فى ‏شعر الحماسة؛ لأنه يوقظ الأمة من غفلتها، ويقوى العزائم، ويشحذ الهمم، ويصقل اللسان، ويشجع قلب ‏الجبان؛ ودونَك ديوان الحماسة لأبى تمام الذى جمعه واختاره واصطفاه من شعر العرب فى كل غرض ‏من أغراض الشعر كالفخر والغزل والمدح والرثاء، ولكنه سماه ديوان الحماسة باسم باب من أهم أبوابه ‏وهو باب الشعر الذى يتغنى بالبطولة فى الحروب وحلاوة الانتصار ويشجع على حماية الأرض ‏والعرض، ويصون كرامة الأمة ويحمى أرضها وسماءها ورجالها وأطفالها ونساءها وشبابها وشيبها، ثم ‏تتابع تأليف العلماء تحت اسم الحماسة، وكثر وطاب، مثل الحماسة البصرية وغيرها، وظلت هذه الروح ‏سارية فى أوصال الشعر حتى قال أحد شعرائنا المحدثين: غيرى يقول الشعر فضل بلاغة وأنا أريق ‏على جوانبه الدما.‏

وأشار إلى حاجة الأمة إلى الشعر الذى يبعث العزائم من رقدتها، وإلى شعر يبعث فى النفوس ‏أنوار الحرية وأشواق الحرية، وأنوار العدل والسلام، وكراهية الظلم والذل والهزيمة، وما أحوجنا إلى كل ‏كلمة جميلة وقلم صادق يدعو الأمة أن تمتلك أسباب القوة بالتفوق العلمى والتفوق العسكرى وهما ‏قرينان، حتى تبقى هذه الأمة مرفوعةً هاماتُها لها درعٌ وسيف كما قال الراحل البطل الشهيد الرئيس ‏محمد أنور السادات يوم نصر أكتوبر المجيد عام 1973م، فى دنيا لا تكون إلا للغالب ولا تعرف إلا ‏قوة المنتصر، ولا تعطى السلام إلا لمن ملك القوة، وقديما قال المتنبي:‏
أَذاقَنى زَمَنى بَلوى شَرِقتُ بِها * لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَاِنتَحَبا
وَإِن عَمَرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً * وَالسَمهَرِى أَخاً وَالمَشرَفِى أَبا
بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِماً * حَتّى كَأَنَّ لَهُ فى قَتلِهِ أَرَبا
فَالمَوتُ أَعذَرُ لى وَالصَبرُ أَجمَلُ بى * وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا ‏
نعم يا أبا الطيب، ونعمة عيني، «والدنيا لمن غلبا»، وصح قولُك وصح لسانُك.‏

وأضاف رئيس جامعة الأزهر: ما أحوجنا أن نذكر التاريخ والمجد والبطولة ونحن فى نشوة انتصار ‏أكتوبر المجيد وفى زمن تكالبت علينا الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، أن نذكرهم بسيدنا رسول ‏الله ﷺ الذى قال عنه صحابتُه الكرام رضى الله عنهم: «كنا إذا حمى الوطيس احتمينا برسول الله ﷺ، ‏وقد مر صلى الله عليه وسلم على قوم يترامون بالنبال أى يتدربون على مهارة الرمى فقال: «ارموا بنى ‏إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميا». مضيفًا فضيلته: أن العرب أمة الشجاعة والمروءة والبأس، وقد قال أبو ‏تمام: «ومن شك أن الجود والبأس فيهم * كمن شك فى أن الفصاحة فى نجد». وما أحوجنا إلى الشعر ‏الذى يجمع الأمة ويوحد صفها ويرفع رايتها.‏

وفى ختام كلمته، أكد رئيس جامعة الأزهر أن الشعب المصرى متذوق للشعر والأدب الرفيع، يهش ‏للكلمة ويتأثر بها وتروقه وتعجبه، وينقاد لها ويذعن، حتى قال صلاح الدين الأيوبي: «لم أفتح مصر ‏بالسلاح، وإنما فتحتها بقلم القاضى الفاضل»، ودور الأزهر الشريف فى تحبيب الشعر والأدب إلى ‏الأمة لا يخفى، حتى كان من علمائه من يجلس إلى عمود من أعمدة الأزهر فيشرح ديوان الحماسة ‏ويشرح كتاب الكامل ويقرأ دواوين الشعر على طلابه ومحبيه من مختلف البلاد، وكذا درس الفقه على ‏المذاهب الأربعة لتأليف المسلمين وجمع كلمتهم ونبذ التعصب لمذهب بعينه، قال الأستاذ أحمد حسن ‏الزيات عن الأزهر
‏«رأى صلاحُ الدين أن يؤلف قلوب المسلمين كافة؛ فأجاز تدريس المذاهب الأربعة فى الأزهر.. وحفظ ‏الأزهر اللغة من الزوال، وعلومها من الاضمحلال، وظل وحده يرسل أشعة العلم والدين إلى أنحاء العالم ‏الإسلامي، لا يخرج عالم إلا منه، ولا ينبغ كاتب ولا شاعر إلا فيه».‏







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة