واحدة من بنات مدينة المنصورة اللاتى شرفنها، فحققت إنجازات فريدة كما اسمها، إنها فريدة حسان، أول امرأة تخرجت من كلية الحقوق بوجه بحرى، وأول محامية تمارس المهنة خارج نطاق العاصمة القاهرة، هنا عبر سطور اليوم السابع تتعرف على أهم التفاصيل لسيدة من أعلام الدقهلية.
ناشطة متنوعة خُلَّد اسمها مرارا بمحافظة الدقهلية:
ولدت فريدة حسان فى مدينة المنصورة عام 1913، وعرفت بأنها امرأة موسوعية النشاط، فقد امتد نشاطها لمجالات عديدة تضمنت القانون بشكل أساسى، بالإضافة إلى الاجتماع، والسياسة، والعمل الخيرى، والتطوعي؛ فكانت رائدة اجتماعية، وسياسية بارعة، وناشطة نسوية.
خلد الدقهلاوية اسم فريدة حسان فى أكثر من مكان بالمحافظة، حيث أطلق اسمها على مدرسة فريدة حسان التجارية بشارع بورسعيد فى قلب مدينة المنصورة، كما سمى شارع المختلط المقابل لمبنى ديوان المحافظة باسمها؛ فأصبح اسمه شارع فريدة حسان، بالإضافة إلى شارع آخر رئيسى بحى التجديف بمدينة طلخا المقابلة لمدينة المنصورة، والتى يفصل بينها وبين المنصورة نهر النيل، ويربطهما ببعضهما كوبرى، ويوجد به جمعية تحسين الصحة، التى أسستها بنفسها، وتعد واحدة من الجمعيات العريقة بالدقهلية.
محامية فريدة فى مهنتها ما تزال لافتة مكتبها صامدة لما يقرب من الزمان
حققت المحامية فريدة حسان نجاحا فريدا مشهودا له فى مجال المحاماة أمام المحاكم، وارتبط اسمها بالدفاع عن البسطاء، وأبناء الطبقة الكادحة، وعرفت بجرأتها السياسية، والتصدى لمظالم الاستعمار البريطانى، الذى كانت تبغضه هو، ونظام المحاكم المختلطة، لأنها كانت صاحبة حس وطنى مخلص، وعميق.
وما تزال لافتة مكتبها بشارع البحر "الجمهورية" بمدينة المنصورة معلقة على عمارة الجمل تحمل اسم "فريدة حسان المحامية" منذ ما يقرب من قرن من الزمان.
أسست أول قسم لإيواء أطفال الشوارع وفتحت فصولا للأمية وبنت مقابر للكادحين، علاوة على تأسيس جمعية تحسين الصحة العريقة، أسست أول قسم لإيواء أطفال الشوارع، وفتحت فصولا لمحو أمية ربات البيوت جنبا إلى جنب مع تعليمهن حرف بسيطة، وأعمال يدوية تناسب ظروفهن، وبيئتهن، وترأست جمعية الشابات المسلمات، وقامت ببناء مقبرة للفقراء بالمنصورة.
عضو المجلس المحلى لمحافظة الدقهلية وحضور تحت قبة البرلمان
شاركت فريدة حسان مشاركة فعالة فى العمل العام والسياسى خصوصا بعد ثورة 23 يوليو 1952، فكان لها حضور فى المناقشات تحت قبة البرلمان، وأصبحت عضوا بالمجلس المحلى لمحافظة الدقهلية، ومقررة النشاط النسائى فيه، فقد كانت تسعى دوما إلى تمكين المرأة والوصول بها إلى المناصب العليا، وشاركت فى اللجنة التحضيرية لوضع الدستور، بالإضافة إلى عضويتها بالاتحاد القومى، والمؤتمر الشعبى للاتحاد الاشتراكى.
صدمة ووفاة
خاضت فريدة حسان انتخابات مجلس الأمة عام 1965 متوسمة خيرا فى حب البسطاء لها، وشعبيتها الجارفة وسط الطبقات الكادحة، إلى الحد الذى كان يدفع الأطفال لحمل لافتاتها الانتخابية فى الشوارع؛ لحث الجمهور على دعمهن والناخبين على التصويت لها، لكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن؛ فقد خسرت فريدة حسان للأسف فى مواجهة محترفى الحملات الانتخابية، والتحالفات والتكتلات، وأصحاب المال والمصالح؛ فكانت صدمة كبيرة لها، لكل أنصارها، ولم تمكث فريدة حسان بعدها طويلا وتوفيت بعدها بعامين فقط فى 1967م.
فريدة حسان الناشطة السياسية
فريدة حسان علم من أعلام الدقهلية
فريدة حسان في مراحل مختلفة
لافتة فريدة حسان المحامية ما تزال معلقة على مكتبها بالمنصورة
مدرسة فريدة حسان
مدرسة فريدة حسان بالمنصورة