يمر عام كامل على "الإبادة الجماعية" التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، فمنذ الـ7 من شهر أكتوبر 2023، أحرق قوات الاحتلال الأخضر واليابس ودمرت كل أشكال الحياة، وحاصرت القطاع برا وبحرا وجوا، ومنعت الماء والطعام والدواء عن الأشقاء، ونشرت الأمراض بينهم من خلال تدمير المستشفيات وقتل الأطباء واعتقالهم.
فقوات الاحتلال الإسرائيلية لا تفرق، بين المدني والعسكري، بين رجل يعمل في الصليب الأحمر الدولي، أو امرأة تقوم بمساعدة اللاجئين باسم وكالة "الأونروا" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تحاول "تل أبيب" تدميرها وتهاجمها في كل المحافل الدولية وعلى الأرض، وتحشدت دول العالم على منع تمويلها، وكذلك دمرت مبانيها في غزة، وقتلت العاملين فيها بالصواريخ والرصاص والقنابل في القطاع الفلسطيني، في تحدى وتجاهل صارخ لمهمة الأمم المتحدة، لذلك أجرت "اليوم السابع" حوارا مع عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، للحديث عن تأثير الحرب الإسرائيلية على أهداف المنظمة في القطاع والوضع الإنساني فيه.
وأكد المستشار عدنان أبو حسنة، أن إسرائيل تريد تصفية الأونروا لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، والمفهوم السياسي لحق تقرير المصير، وحل الدولتين، قائلا: " تل أبيب تعتقد أن الأونروا هي الإطار الذي أبقى قضية اللاجئين الفلسطينين حية ويجب القضاء عليها".
كما أكد أن هناك تشريعًا في الكنيست الإسرائيلي لمحاولة اعتبار الأونروا منظمة إرهابية، موضحا أن ذلك سيكون له عواقب خطيرة على كافة المستويات، وعواقب وخيمة على حياة اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام.
المستشار الإعلامي للأونروا
الوضع الصحي والإنساني في غزة
وعن الأوضاع الإنسانية ف قطاع غزة بعد مرور عام من الحرب الإسرائيلية على القطاع، قال إن "الأوضاع الإنسانية في المدينة الفلسطينية، وصلت إلى منحنيات غير مسبوقة وخطيرة، ويتم محاصرة 80% من سكان القطاع في مساحة 30 كيلو متر مربع، وسط انهيار تام لمناحي الحياة الصحية، ووسط دمار هائل ولا مجود لمياه أو غذاء والدواء وكذلك الخيام، مشيرا إلى أن الشتاء سوف يفاقم الوضع الإنساني في القطاع نظرا لنقص المواد اللازمة للعيش".
وبخصوص الوضع الصحي في القطاع، أكد أن الوضع الصحي منهار تمام في غزة، وهناك انتشار كبير للأمراض بسبب نقص الأدوية، لافتا إلى وجود أكثر من 1000 حالة إصابة أسبوعية بالفيروسات الكبدية الوبائية، والأمراض المعوية والمعدية.
مبنى للأونروا مدمر في غزة
ضحايا الأونروا في الحرب الإسرائيلي على غزة
من المعروف أن "الأونروا ليست الوكالة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي تواجه الخطر، حيث تعرضت مركبات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى إطلاق النيران في من قبل القوات الإسرائيلية، برغم التنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ومنذ السابع من أكتوبر 2023، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية باعتقال موظفي الأونروا في غزة، وأفادوا بتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة أثناء احتجازهم، وقال "أبو حسنة"، إن "وكالة الأونروا فقدت حتى الآن 224 من العاملين فيها، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر 2023، لافتا إلى أن هذا الرقم هو أكبر رقم لعدد القتلى من العاملين في الأمم المتحدة منذ إنشائها عام 1945".
الوضع المالي لوكالة الأونروا
ورد على سؤال اليوم السابع حول الوضع المالي لوكالة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قال المستشار الإعلامي للوكالة، إن الوضع المالي صعب للغاية، لافتا إلى أن جميع الدول التي علقت تمويلها للوكالة أعادة في التمويل مرة أخرة، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي تمول " الأونروا" بـ350 مليون دولار سنويا وعلقت تمويلها حتى شهر مارس من العام المقبل، متمنيا أن يتم التراجع عن هذا القرار.
وأكد أن الأونروا ستواصل تقديم خدماتها إلى الشعب الفلسطيني وغيرهم في لبنان وغزة والقدس الشرقية والضفة الغربية، ولن تتوقف عن ذلك بناء على رغبة إسرائيلية لأنها ببساطة تعمل بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
موظف الأونروا يحمل طفل
حصار إسرائيل على غزة
وعن تداعيات الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قال المستشار عدنان أبو حسنة، إن ذلك الحصار جعل غزة مدينة غير صالحة للحياة فهي الآن منهكة، مؤكدا أن الحرب الإسرائيلية دمرت البنية التحتية والجامعات والمدارس والمنازل، وكافة مباني الاتصالات حتى أصبحت غزة خراب.
وأضاف أن "الاستمرار في الحرب الإسرائيلية وعدم وقف إطلاق النار سيكون له تداعيات خطيرة حتى كافة المستويات حتى على المستوى النفسي، وهناك مئات الالاف مصابون بإضرابات نفسية وعقلية".
مباني الأونروا دمرتها إسرائيل
يتعرض موظفو الأونروا للمضايقة والإهانة بشكل منتظم عند حواجز التفتيش الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وبخصوص المباني والمنشآت التابعة للوكالة الأممية التي دمرتها إسرائيل في خلال عام كامل من الحرب على غزة، أشار إلى أنه هناك ما يقرب من 190 منشأة تم تدميرها كاملا أو جزئيا في كافة مدن القطاع منها عيادات طبية ومراكز إيواء ومدارس وملاجئ ، ومراكز توزيع مساعدات.
عدنان أبو حسنة
رسالة الأونروا للمجتمع الدولي
ووجه عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، رسالة للمجتمع الدولي قال فيها: على العالم ان يتدخل ويجب ان يكون هناك وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وإعطاء أمل لهم لإعادة مدينتهم ومنازلهم المدمرة، مضياف: "الأمور تدهور بشكل سريع وبصورة دراماتيكية وهناك خطورة من انهيار منظومة العمل الإنساني، وبالتالي سنكون أمام تسونامي لم يعد يوجد شيء في غزة لتدميره، ويكفي قتل الآلاف من أهلها".
وتابع قائلا: "وما حدث في غزة يحتاج إلى سنوات وعقود لإزالة الركام وإعادة الإعمار والتأهيل النفسي لسكان القطاع من جديد وما تبقى من هياكل بشرية في مكان تم سحقه بشكل كامل ولا فائدة من استمرار هذه الحرب، ولذلك يجب أن يسمح بإدخال كافة الاحتياجات للأهالي الفلسطينين في قطاع غزة واعتبارهم جزء من هذا العالم".