موسيقار الحب والحرب والنصر.. بليغ حمدى ملك الموسيقى.. جعل الآلات الموسيقية تتوحد وتحاور بعضها فى روائع فنية خالدة.. من تخونوه لـ ألف ليلة وليلة عبقرية بليغ أعادت الحياة لأم كلثوم والعندليب وصنعت وردة الجزائرية

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 10:01 م
موسيقار الحب والحرب والنصر.. بليغ حمدى ملك الموسيقى.. جعل الآلات الموسيقية تتوحد وتحاور بعضها فى روائع فنية خالدة.. من تخونوه لـ ألف ليلة وليلة عبقرية بليغ أعادت الحياة لأم كلثوم والعندليب وصنعت وردة الجزائرية بليغ حمدي
كتبت ندى سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

31  عاماً مرت على رحيل ملك الموسيقى الراحل بليغ حمدي، حيث اليوم السابع من أكتوبر وهو تاريخ ميلاده، فقد نجح خلال مسيرته الفنية في أن يكون أهم ملحن مصري مر على تاريخ الفن، ومازالت بصماته الفنية تُدرس ليس في مصر فقط بل في معاهد الموسيقى العالمية، إبداع بليغ وعبقريته صنعت نجوم كبار وأعادت الحياة لعمالقة الفن، الذين وجدوا في ألحان بليغ طريق جديد للتجديد لإحياء مجدهم الفني بعيدا عن الألحان المألوفة.

"بليغ كان بيشطب في النوتة وبيعدلها والفرقة بتعزف"، هذا سر عظمة بليغ في التلحين، فقاده ابتكاره وولعه بالموسيقى بأن يسابق عصره وزملاءه بتأليف ألحان تجاوزت نصف قرن وما زالت قادرة على جذب انتباهك والاستمتاع بها مهما مر عليها زمن.


ألف ليلة وليلة عظمة بليغ وعبقريته لتلحين أهم مقدمة موسيقية في تاريخ الأغنية

"ألف ليلة وليلة، أنساك، تخونوه، العيون السود "، هذه الروائع التي لن تموت ومازلنا نتذوق جمالها الفني من جيل لجيل، صنعها بليغ بعظمة وإبداع لن تجده في لحن آخر، وتظل مقدمة أغنية ألف ليلة وليلة لكوكب الشرق أم كلثوم، من أفضل المقدمات الموسيقية في تاريخ الغناء العربي، فتجد في هذا اللحن على وجه التحديد، توحد كامل بين الآلات الموسيقية وكأن الآلات تتحاور مع بعضها البعض، في لحن فريد لايتكرر.

تعاون بليغ حمدي مع أم كلثوم.. عند وكبرياء وإبداع

تعاون الراحل بليغ حمدي مع عمالقة الفن والغناء في الخمسينات، وكان التعاون الأبرز مع أم كلثوم، التي كانت تبحث عن ألحان جديد وفكر مبتكر بعيداً عن السنباطى، وصدفة مدبرة من الراحل محمد فوزي جمعت بين كوكب الشرق وبليغ، كانت السبب وراء هذه الروائع الفنية التي قدمتها الست في "ألف ليلة وليلة، فات الميعاد، سيرة الحب، و حب إيه".

على الرغم من هيبة أم كلثوم، وقوة شخصيتها في الغناء، إلا أن بليغ حمدي كان شخصية عنيدة للغاية، ولا أحد مهما بلغت أهميته نجح في فرض رأي لم يقتنع بليغ به، خاصة إذا كان هذا الاختلاف في الموسيقى، وهذا الموقف يكشف عن ثقة بليغ في فنه وإبداعه، وذلك عندما رفض تلحين أغنية "هسيبك للزمن" لكوكب الشرق، وكانت قسوة كلمات الأغنية التي تقول: "ابكى مش هسأل عليك اشكى مش هرحم عينيك"، واستنكر بليغ قائلا: "مقدرش على قسوة الأغنية دي"، وبالفعل رفض تلحينها ليتولى السنباطى هذه المهمة بدلا عنه.


علاقة بليغ مع وردة سنوات من الحب والفن.. وقصة حب لم تنته برغم الطلاق

رقة بليغ وعاطفته كانت سر انجذاب وردة له، لتبدأ قصة حبهما قبل أن يرى كل منهما الآخر، وردة عشقت بليغ من لحم أغنية تخونوه، وهي أول أغنية جمعت بينه وبين العندليب الأسمر، والغريب أن وردة لم تنتبه المطرب الأغنية بل عشقت من قام بتلحينها، أما بليغ فقد وقع في غرامها من أول لقاء في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي".

وردة صرحت في أحد اللقاءات التليفزيونية، أن بليغ كان يحرص على تقديم الورود لها يوميا، لكن الغيرة وعدم التفاهم كانا كفيلان بأن ينهيا قصة الحب التي عاشت سنوات، قدما الثنائي خلالها روائع فنية، منها: "العيون السود، حكايتي مع الزمان حنين، بودعك، اشتروني، ومالي"، وغيرها من إبداعات وردة التي توهجت فنيًا مع الحان بليغ وتشكلت شخصيتها الفنية، حتى انتهت هذه العلاقة وكانت صدمة للوسط الفني، لكن برغم رفض بليغ عدم التوسط للعودة لوردة من جديد، لكن المقربين منه أجمعوا أنه كان يتذكرها ولم ينساها حتى وافته المنية، وكانت أغنية "الحب اللي كان" لميادة الحناوي، وأغنية "يمكن على باله حبيبي" لعفاف راضي، من أكثر الأغاني التي لحنها بليغ وأهداها لها.


بليغ حمدي العندليب الأسمر.. علاقة غنائية استثنائية

علاقة بليغ مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، أيضا من الثنائيات الفنية الهامة في تاريخ الموسيقى العربية، وكما ذكرنا كانت البداية من لحن تخونوه لتبدأ معها إبداعات فنية أعادت صوت عبد الحليم وقدمته من جديد، والعديد من النقاد أجمعوا أن بليغ أعاد روح الشباب للعندليب، خاصة في أغنية  التوبة، سواح، على حسب وداد قلبي، جانا الهوى، وهذه الأغاني على وجه التحديد تميزت باللون الشعبي الذي قدمه العندليب لأول مرة بفضل بليغ.

الأغاني الوطنية للراحل بليغ حمدي

الأغاني الوطنية التي قدمها بليغ حمدي، أيضا ما زالت علامة فارقة تتغنى مع كل مناسبة وطنية، فقد قدم مع العندليب روائع وطنية، قادرة في كل مرة أن تشعرك بالفخر والنصر والحماس، وكأن النصر كان بالأمس، ومنها أغنية عدى النهار، عاش اللي قال، فدائي، لكن تظل أغنية أي دمعة حزن لا التي قدمها بليغ العندليب في عام 1974، من كلمات محمد حمزة من أكثر الأغانى الوطنية التي لحنها بليغ بقلبه، وأكد المقربون منه أن بليغ كان يتغنى هذه الأغنية بمشاعر خاصة، وكأن اللحن بمثابة حديث دار بين بليغ ونفسه لتجاوز مشاعر الحزن والكسرة التي عاشها هو وكل مصري بعد الهزيمة.
 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة