تتوالى نجاحات الدولة المصرية فى مختلف المجالات، وعلى رأسها مجال توطين الأصناف المختلفة من المحاصيل والزراعات، التى يتم استيرادها من الخارج لتوطين زراعتها محليا والاستغناء عن الاستيراد، وتوفير مليارات الدولارات سنويا.
ومن بين التجارب الناجحة، التى تم تنفيذها بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسى منذ 5 سنوات، تجربة زراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات، وهى التجربة التى حققت نجاحا كبيرا وحققت أرباحا مناسبة فى الوقت نفسه بالرغم من التحديات التى تواجه الزراعات، والتى يتم التغلب عليها أو التعامل معها بالتنسيق بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ووزارتى قطاع الأعمال العام والزراعة وتحت إشراف الدكتور سعيد عبد التواب خبير زراعة الأقطان فى المناطق الصحراوية، وبتمويل من الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس.
محصول القطن
وبحسب المصادر فإن جنى الأقطان سيبدأ فى شهر نوفمبر المقبل، حيث ستصل ماكينة جنى آلية جديدة تم استيرادها من الصين فى غضون أسبوعين؛ لتضاف إلى ماكينتين فى موقع الزراعات، بحيث تعمل الحصادات فى انجاز المساحة فى غضون 45 يوما أو شهرين، حسب قدرة الماكينات ونقل الاقطان ليتم حلجها.
أوضحت المصادر أن إنتاجية الفدان خلال الموسم الجارى، ستتراوح من 8 لـ10 قنطارات بإجمالى يصل متوسطة لنحو 18 ألف قنطار بقيمة 180 مليون جنيه حسب تقديرات سعر القطن قابلة للزيادة أو الانخفاض وفق السعر بعد الجنى، وهى تمثل قيمة كبيرة لتوفير الأقطان لمصانع الغزل والنسيج المصرية، والتى تشهد عملية تطوير واسعة خاصة مصنعى غزل 1 وغزل 4 بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة.
وأضافت المصادر أنه سيتم توفير الأقطان اللازمة لتشغيل مصنعى 1 و4 بطاقة تصل لنحو 45 طن غزل يوميا، تحتاج لنحو 900 قنطار يوميا، ويتم تسويق بقية الكمية وتوفيرها محليا بدلا من الاستيراد من الخارج، حيث تصل قيمة واردات الأقطان القصيرة ومنتجاتها نحو مليار دولار سنويا.
وتستهدف الحكومة زراعية نحو 150 ألف فدان من الأقطان القصيرة التيلة خلال 3 سنوات بحيث يبدأ الموسم القادم بزراعة 50 ألف فدان ثم الموسم الذى يليه 100 ألف فدان، ثم زراعة 150 ألف فدان فى الموسم الثالث، سواء فى منطقة شرق العوينات أو توشكى وفى بعض المناطق الأخرى المعزولة، بما يضمن عدم اختلاط الأقطان القصيرة بالأقطان الطويلة والمتوسطة فى وجه بحرى وقبلى.
ووفق المصادر فإن هذا الأمر يحتاج لتضافر كافة الجهود، بداية من الجهات التى توفر التمويل سواء البنوك أو شركات والجهات التى توفر الأراضى والجهات التى توفر المعدات من أجل أن يكون هناك تكامل فى التجربة، مع توفير العديد من عوامل نجاح خطة التوسع فى زراعة الاقطان قصيرة التيلة بالأراضى الجديدة.
وبالتالى من المهم جذب المستثمرين للوصول للمساحة المستهدفة، وتوافر المساحات اللازمة على أن يتم اختيار الأرض بمواصفات مناسبة خالية من الحجارة ونسب ملوحة مناسبة للأرض والمياه اقل فى نسب الحشائش وأنوعها.
من المهم أيضا وفق المصادر توافر المعدات والآلات اللازمة لكافة العمليات الزراعية بداية من الزراعة حتى الجنى وعدم اللجوء إلى الجنى اليدوى مع توافر الدراسات المناخية الكافية وتوافر الأصناف الأكثر ملائمة للظروف المناخية والميكنة وخاصة معدات الجنى.
كذلك اختيار الأجهزة ذات مقنن مائى مناسب للوفاء باحتياجات القطن خلال الصيف شديد الحرارة وتوافر معدات جنى متطورة ماكينات اليه مزوده بمكبس مناسبه للمساحات المنزرعة، يضاف لذلك توافر قطع الغيار الاكثر استهلاك وتواجدها فى محل التشغيل.
واستخدام خط معدات متطابق لمسافات الزراعة والتشغيل من الزراعة حتى الجنى مع زيادة ورفع كفاءة اطقم تشغيل المعدات وخاصة معدات الجنى، والاستفادة من الخبرات المتراكمة لهذا العمل والتعاون الإدارى المثمر والإيجابى بين أطراف العمل وتوافر الارشادات والتوصيات الفنية اللازمة.
من المهم أيضا توافر العمالة بالقدر الكافى للوفاء باحتياجات الأعمال اليدوية، وتوافر التمويل الكافى وفى الوقت المناسب، مع توافر مستلزمات الإنتاج وفى الوقت المناسب أيضا، إن نجاح مثل هذه التجربة - بحسب المصادر - يحتاج إلى التكامل وإلى وجود محالج خاصة لتلك المساحات والسعى مستقبلا لبناء مجتمعات عمرانية يمكن من خلالها توافر الأيدى العاملة اللازمة حتى تكون بأسعار مناسبة.