يواصل الجيش السوداني، محاولاته لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، وخلال الأيام الماضية استطاع تحقيق انتصارات على قوات الدعم السريع، واخترق مناطق حيوية كانت تحت سيطرة قوات الدعم، وتمكن السبت من السيطرة على سلسلة جبال موية في سنار، بعد معارك شرسة استمرت على مدار أيام.
يأتي هذا في الوقت الذى زادت الاتهامات لقوات الدعم السريع، باحتجاز شاحنات إغاثة، وقيامها بمنع وصول المساعدات لمستحقيها، في مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان، وكانت الشاحنات تحمل كميات من الأدوية المنقذة للحياة، والأغذية مخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وفى الوقت ذاته، تلقت السودان، 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا بعد تجاوز عدد المصابين بالوباء 20 ألفًا، وذلك ضمن الجهود الدولية، لمساعدة البلد المنكوب على احتواء الوباء القاتل.
الجيش يستعيد السيطرة على جبال موية بسنار
وفى استمرار للعملية العسكرية التي بدأت الخميس 26 سبتمبر، أعلن الجيش السوداني، السبت، استعادة السيطرة على سلسلة جبال موية في ولاية سنار وسط السودان، بعد معارك ضارية لعدة أيام، وكانت العمليات تحت إشراف شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، وفقا لما أعلنه مجلس السيادة الانتقالي.
وأكد ضباط من الجيش استعادة السيطرة على مناطق جبال موية، بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع، والتي كانت تسيطر على المنطقة منذ نهاية يونيو الماضى، وكانت تقطع طرق الإمداد عن ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور.
وقال مجلس السيادة الانتقالي، في بيان رسمى، إن نائب قائد الجيش شمس الدين كباشي أشرف على سير العمليات العسكرية بعدة محاور، وتعهد كباشي بمواصلة الزحف حتى تطهير آخر شبر من هذا البلد.
وكشفت وسائل إعلام سودانية، أن سيطرة الجيش على جبال موية، من شأنها قطع طرق إمداد قوات الدعم السريع في مدن سنجة والدندر والسوكي وكركوج وقرى ولاية سنار، وبالتالي حصارهم.
دبلوماسي سودانى يتوقع حسم المعركة في الخرطوم قريبا
وفى سياق متصل، علق على يوسف الشريف، وهو دبلوماسي سوادنى في وزارة الخارجية، على العملية العسكرية التي أطلقها الجيش لتحرير الخرطوم، وقال إنه بات من المؤكد أن سيطرة الدعم السريع على العاصمة الخرطوم، قد قاربت على الانتهاء وأن أكبر عقبة تواجه الجيش الآن تتمثل فى مصفاة جيلى التى يتواجد فيها عدد كبير من عناصر الدعم المتمركزين داخلها، غير أن قوات الجيش تحاصرها من جميع الاتجاهات وأن ما يعوق تقدمها هو زرع العبوات الناسفة فى محيط المصفى، متوقعا حسم المعركة في الأيام المقبلة.
وأكد الدبلوماسي السوداني، أن الأزمة تتمثل في أن الجيش يواجه عدواً غير موجود فى ساحة قتال أو صحراء ولكنه يختبئ فى بيوت المواطنين بالخرطوم وبحرى وأم درمان وغيرها من الولايات، وأشار إلى أن استعداد الجيش لهذه المعركة بدأ منذ فترة ليست بالقصيرة، واستطاع أن يعزز قدراته العسكرية.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع فقدت زمام المبادرة الآن وأن الجيش لا يتحرك فقط فى الخرطوم ولكن فى جميع المناطق التى تتواجد فيها قوات الدعم وانتقل من مرحلة الدفاع عن مقراته العسكرية إلى الهجوم المباغت فى مناطق مختلفة وبتوقيت واحد، وذلك لا ينفى بأن قوات الجيش أمام معارك صعبة، وفقا لصحيفة المشهد السوادنى.
وذكر أن الانتصارات التى تحققت خلال الأيام الماضية أثبتت أن الشعب السودانى يقف خلف الجيش وهو ما يرفع الروح المعنوية للقوات المقاتلة، والأهم من ذلك أن فرحة السودانيين كانت بمشاركة المصريين الذين حملوا على عاتقهم التخفيف عنهم وقت اندلاع الحرب وهو ما يعبر عن تلاقى شعوب البلدين.
قوات الدعم السريع تجبر سكان "حجر العسل" على النزوح
ومن جهة أخرى، كشفت لجان مقاومة حجر العسل بولاية نهر النيل، أن قوات الدعم السريع، اعتدت بالضرب على سكان جنوب ووسط حجر العسل، ما أجبرهم على النزوح، وقالت المقاومة في بيان إن قوات الدعم السريع، تعمل على ترويع المواطنين، لإجبارهم على النزوح وتحويل منازلهم إلى ثكنات وارتكازات ومخابئ عسكرية.
فيما كشفت مصادر من مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، عن احتجاز 10 شاحنة محملة بأدوية منقذة للحياة ومواد غذائية للأطفال المصابين بسوء التغذية في منطقة السنجكاية الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وتحركت الشاحنات من بورتسودان بولاية البحر الأحمر عبر مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، حيث أنها مخصصة لجنوب كردفان، وفقا لموقع دارفور 24.
وكشف شاهد عيان، أن 12 شاحنة تتبع للأمم المتحدة انطلقت السبت من مدينة الأبيض، وهي محملة بكميات كبيرة من الأدوية المنقذة للحياة وأدوية لعلاج الأمراض المزمنة، إضافة إلى أغذية مخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وأشار إلى أنه جرى تخصيص شاحنتين لمدينة الدبيبات التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بينما كانت خمس شاحنات موجهة إلى مدينة الدلنج وخمس أخرى إلى كادقلي.
وأكد أن شاحنتين وصلت لمدينة الدبيبات، وتحركت باقي الشاحنات العشر المخصصة للدلنج وكادقلي، إلا أن هذه الشاحنات تم احتجازها في قرية السنجكاية التي تبعد حوالي 43 كيلومتراً عن مدينة الدلنج، وهي منطقة تخضع لسيطرة الدعم السريع، ولم تكمل الشاحنات رحلتها إلى الدلنج.
وتقع مدينة الدلنج لحصار من قوات الدعم السريع منذ يناير الماضى، مما خلق أزمة في الغذاء والدواء لعدم القدرة على المساعدات للمدينة.
السودان تستلم 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا
وفى محاولات مضنية، لاحتواء الوضع الوبائى في السودان، أعلن هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة السوداني، استلام 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا بعد تجاوز عدد المصابين بالوباء 20 ألفًا.
ونفذت وزارة الصحة في الفترة من 16 إلى 21 سبتمبر الماضي حملة تطعيم ضد الكوليرا في ولاية كسلا وذلك بعد استلام 404 آلاف جرعة من اللقاح من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونسيف"، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وقال وزير الصحة، إن السودان استلمت 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا، بدعم من التحالف العالمي للقاحات ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة يونيسيف، وأشار إلى أن اللقاح سيوزع على ثلاث ولايات لتطعيم 1,058,545 شخصًا من عمر عام فما فوق، حيث تُنَفذ حملات تطعيم في محليات عطبرة والدامر وبربر بولاية نهر النيل، ومنطقة خشم القربة بولاية كسلا، وبلدية القضارف بولاية القضارف.
فيما قال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة، إن إدارة الرصد والمعلومات أبلغت عن تسجيل 562 إصابة جديدة بالكوليرا، تتضمن 11 وفاة، وذلك يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وكشف عن توسع نطاق تفشي الوباء في 65 محلية تقع في 12 ولاية، مشيرًا إلى أن إجمالي إصابات الكوليرا ارتفع إلى 20,398 حالة تشمل 597 وفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة