أكد خبراء ومحللون سياسيون أردنيون، أن صلابة الموقف المصرى والأردنى الرافض لتهجير الفلسطينيين وخلق الوطن البلديل، أفشل المخططات الإسرائيلية لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، مشيرين إلى أن القيادة المصرية والأردنية عملت منذ اليوم الأول إلى صد الخطط والأفكار الإسرائيلية الداعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال الخبراء الأردنيون فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان بمناسبة مرور عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إن مصر والأردن لعبا الدور الأكبر والأبرز على مدار عام كامل في وقف المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، موضحين أن (القاهرة) و(عمان) قامتا بتغيير الصورة التي زعمت إسرائيل بثها إلى العالم لكسب التعاطف الدولي معها ضد أهالي قطاع غزة.
وأوضح الدكتور جمال الشلبي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الأردنية، أن التعاون والتنسيق المصري الأردني التاريخي والمستمر حتى اللحظة وربما منذ الدقائق الأولى للحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر العام الماضي، كان حجر الزاوية في تغيير المشهد العالمي إزاء ما يحدث في القطاع بأنه حرب إبادة من قبل الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن (القاهرة) و(عمان) هما السند الحقيقي والتاريخي للقضية الفلسطينية القائمة، والتي لم ولن تنهار بحكم هذا الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني المصري الأردني.
وأضاف الشلبي، أن مصر كانت الدولة الأولى في العالم التي دعت إلى عقد قمة عالمية قمة "السلام" بالقاهرة بعد أيام قليلة من الحرب على قطاع غزة مما ساهم في وقف الدعم الجزئي من الغرب وأمريكا لإسرائيل مع استمرار عدوانها على أهالي غزة، مشيرا إلى أن الجسر الجوي والبري الذي تم من مصر والأردن من مساعدات لأهالي غزة حرك العالم إزاء هذه الكارثة الإنسانية المستمرة.
ونوه إلى أن الجهد الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني منذ اندلاع الحرب وحتى اللحظة، كان معبرا عن الشارع العربي الرافض لهذه الحرب اللإنسانية، مشيرا إلى أن الرفض القاطع لفكرة الوطن البديل وتهجير الفلسطينيين انطلق من مصر والأردن وأصبح خطا أحمر واقتنع العالم بهذا الرفض رغم المحاولات الإسرائيلية المتكررة.
عبدالله حسان الفاعوري عضو حزب المستقبل والحياة الأردني، أكد أن (القاهرة) و(عمان) تمثلان قبلة الحياة بالنسبة للقضية الفلسطينية والفلسطينيين، مؤكدا أن الموقف المصري الأردني الصلب والمستمر الرافض لفكرة التهجير أنقذ حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف من الضياع.
ولفت الفاعوري إلى أن (القاهرة) و(عمان) أول من حذرا من اتساع رقعة الحرب في المنطقة والإقليم والعالم، وللأسف هو ما لم يتعاط معه أحد، وتداعياته تظهر حاليا للجميع على الساحة الإقليمية والدولية، معربا عن أسفه لصمت المجتمع الدولي على المجازر التي تحدث في غزة وحاليا أيضا في لبنان دون أي ردع لدولة الاحتلال.
وشدد على ضرورة أن يستمر الدعم العربي للموقف المصري والأردني الرافض للتهجير مع بذل المزيد من الجهد العربي والدولي لوقف الحرب على غزة ولبنان، مشيرا إلى أن شعوب المنطقة وخصوصا الشعب المصري والأردني يدفع حاليا ثمن تداعيات هذه الحرب على الأوضاع الاقتصادية.
الدكتور محمد حسن الطراونة مدير وكالة مؤاب الأخبارية الأردنية، قال إنه ومنذ الساعات الأولى للحرب على غزة، أدركت مصر والأردن خطورة النتائج السلبية على كافة المستويات بالمنطقة، معتبرا أن الموقف المصري والأردني كان ومازال متقدما بشأن ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية.
وأوضح الطراونة، أن الوضع أصبح معقدا جدا في منطقة الشرق الأوسط وسط صمت دولي غير مسبوق وعدم اتخاذ مواقف صارمة ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتكررة، مشددا على أن الساحة الإقليمية والدولية باتت أكثر سخونة وتدهورت الأوضاع الاقتصادية عالميا.
ولفت إلى أن إسرائيل تريد تصفية القضية الفلسطينية عبر الوطن البديل للفلسطينيين سواء في مصر أو الأردن وهذا ما يعلم به قيادتا البلدين، مؤكدا أن الموقف الصارم والصلب الذي أعلنته (القاهرة) و(عمان) بشأن رفض التهجير جعل الاحتلال يعيد أوراقة ويبحث عن طرق بديلة لتنفيذ مخططه وهو ما جعله يهاجم لبنان ويسعى إلى تحويل المنطقة إلى كتلة من الخراب والدمار من أجل تغطية فشله في مخططه وفي حربه على غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة