اكتشف علماء الآثار، كتلة حجرية مستطيلة تحتوي على نقش ثلاثي الأبعاد داخل دائرة، في حصن كاسترو دي سان فيسينزو في بلان، أورينسي، إسبانيا، تتميز هذه الأنواع من الرموز بأنماط تنطلق من نقطة مركزية، وهى مرتبطة بثقافة كاسترو من العصر الحديدي الإيبيري، ويرجع تاريخها إلى حوالي القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، وفقًا لما نشره موقع "heritagedaily".
كان التريسكيلى، وهو رمز سلتي يتكون من حلزونات، وكثيرًا ما نجده في الفن الزخرفي السلتي، أول قطعة أثرية تم العثور عليها مدفونة في أنقاض هيكل دائري منهار، وكانت هذه الرموز مرتبطة عادة بالساونا الطقسية في مجتمعات كاسترو في الاحتفالات الدينية والتطهير.
كانت قلعة سان فيسينزو، التي أهملت ونُهبت لعقود من الزمن، تحت التنقيب منذ العام الماضي، ومن السمات المميزة لثقافة كاسترو القلاع والحصون المحصنة، والمعروفة باسم "كاستروس"، من الكلمة اللاتينية "كاستروم"، والتي تعني القلعة.
بحلول القرن الثاني قبل الميلاد، تطورت بعض هذه الحصون الجبلية إلى مدن محصنة شبه حضرية، قابلة للمقارنة في الحجم بالمدن الرومانية في نفس العصر، على سبيل المثال، في سان سيبراو دي لاس وسيتانيا دي بريتيروس، تميزت هذه التحصينات بشوارع منظمة ومباني مشتركة وحتى أنظمة مياه متقدمة، كان سكان هذه الثقافة يعملون بشكل أساسي في الزراعة وتربية الحيوانات والعمل بالمعادن، وخاصة الحديد والبرونز.
ازدهرت ثقافة كاسترو، التي نشأت في القرن التاسع قبل الميلاد، حتى اصطدامها بالثقافة الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد، ويُعد وجود الجرار في الموقع التي يرجع تاريخها إلى العصر الجمهوري وما بعده مؤشرًا على ذلك.
كما اكتشف الفريق كتلة ثانية عليها رسم صخري على شكل "وردة كامونا"، وقد عُثر على هذا الرمز في مواقع مثل سيتانيا دي بريتيروس، وهو حصن على تلة تقع في بلدية غيمارايش في البرتغال، وواجهة صخرة مونتي داس فيرادوراس في سيرديدو بإسبانيا.
وقال علماء الآثار: "هذا الاكتشاف لا يعزز فهمنا للعصر الحديدي في المنطقة فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على التراث التاريخي والثقافي الغني الذي لا يزال ينتظر الكشف عنه في شمال غرب شبه الجزيرة الأيبيرية".
رموز منحوتة من العصر الإيبيري
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة