بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة، اليوم 7 أكتوبر، كان رد فعل الزعماء الأوروبيين سريعاً، وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فى بيان "الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب كل الأبرياء الذين تحطمت حياتهم منذ ذلك اليوم المشؤوم".
وكررت فون دير لاين دعواتها لوقف إطلاق النار فى القطاع والإفراج غير المشروط عن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس فى غزة، معلنة أنه "بعد مرور عام، أصبح الوضع الإنسانى فى غزة مروعا، وسيواصل الاتحاد الأوروبى بذل كل ما فى وسعه لحشد المساعدات المالية وتسهيل إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، والآن أيضا فى لبنان".
وخلال عام من القتال، قُتل أكثر من 41 ألف فلسطينى فى غزة، لكن وزارة الصحة التى تديرها حماس لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين فى إحصاءها.
كما تستذكر الحكومة الإسبانية ضحايا الحرب، وجاء فى بيان لوزارة الخارجية أن "وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين وإنهاء العنف أمر ضروري". وأضاف أن "الحكومة ملتزمة بمواصلة العمل من أجل السلام فى الشرق الأوسط والمضى قدما فى تطبيق حل الدولتين اللذين يعيشان معا فى سلام وأمن، وهو أفضل ضمان للاستقرار للجميع فى المنطقة".
وفى مقطع فيديو نُشر على X، أعرب المستشار الألمانى أولاف شولتز عن أسفه لوجود "الكثير من المعاناة والعديد من الوفيات" على جانبى الصراع".
وتواصل الحكومة الاتحادية الدعوة بإصرار إلى وقف إطلاق النار، الذى يجب أن يحدث فى نهاية المطاف حتى يتسنى حماية السكان المدنيين فى قطاع غزة بشكل أفضل، ولضمان حماية أفضل للسكان المدنيين فى قطاع غزة". وقال: "بالطبع، يتم تقديم خدمة أفضل".
وفى صلاته بكاتدرائية القديسة مريم الكبرى البابوية فى روما، طلب البابا فرنسيس "فى هذه الأوقات المضطهدة بالظلم والتى دمرتها الحروب".
دعا بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، إلى وقف فورى لإطلاق النار على جميع الجبهات بما فى ذلك لبنان، فى الذكرى الأولى لبدء الهجمات الإسرائيلية لقطاع غزة، قائلا أن المنطقة غارقة فى "معاناة متزايدة".
وأعرب البابا فرانسيس عن أسفه لأنه منذ ذلك اليوم المميت فى 7 أكتوبر 2023، "سقط الشرق الأوسط فى معاناة خطيرة متزايدة مع العمليات العسكرية المدمرة التى لا تزال تضرب الفلسطينيين".
ودعا البابا فرانسيس المجتمع الدولى إلى إنهاء دوامة الانتقام ومنع تكرار هجمات مثل تلك التى وقعت فى إيران أيضا، وقال "لجميع الدول الحق فى العيش فى سلام وأمن، ولا ينبغى مهاجمة أراضيها أو غزوها"،مضيفا "يجب احترام السيادة وضمانها بالسلام، وليس بالكراهية والحرب، ولهذا رفع صلاته من أجل جميع اللبنانيين، وخاصة سكان الجنوب الذين أجبروا على ترك مدنهم.
وأشار البابا إلى أن "الأعمال العسكرية المدمرة" لا تزال تؤثر على السكان الفلسطينيين، مضيفا أنهم "مدنيون أبرياء، ويجب أن يحصل جميع الناس على المساعدات الإنسانية اللازمة".
ووصف البابا فرانسيس الهجمات ضد المدنيين فى الحروب بأنها "جرائم حرب"، وحذر من أن العالم ينزلق نحو الصراع العالمي، ودعا الزعماء الأوروبيين إلى العمل معا، وشدد على أهمية التعاون فى بناء مستقبل لا تعتبر فيه الحرب خيارا قابلا للتطبيق.
وفى إيطاليا، شدد الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، على أن "الحل التفاوضى النهائى ضرورى بين إسرائيل وفلسطين، والذى ينص، بمساعدة المجتمع الدولي، على إنشاء دولتين مستقلتين وذات سيادة".
وبالنسبة لماتاريلا، فإن "هذا أمر ضرورى لضمان السلام والأمن الدائمين للشعبين وللمنطقة بأكملها، ولمنع العداء والنفور والاستياء المتراكم فى الأشهر الأخيرة من إنتاج انفجارات جديدة ومتصاعدة من العنف فى جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وكان علن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى أن هناك مشروعا ليس فقط لإعادة الإعمار الإنسانى فى غزة، لكن إعادة الإعمار السياسى والاقتصادى أيضا بالقطاع.
وأوضح وزير الخارجية الإيطالى، أن إيطاليا مستعدة لإرسال فرقة عسكرية للعمل فى المرحلة الانتقالية، التى يجب أن تديرها الأمم المتحدة، نحو ميلاد دولة فلسطينية، وتوحيد القطاع والضفة الغربية.
وكانت بعض الدول الأوروبية دعت إلى وقف تسليح إسرائيل، ومنها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، حيث أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، على ضرورة التوصل لحلول سياسية ووقف تسليم الأسلحة، وأن فرنسا لم تسلم إسرائيل أى سلاح فى هذا الوقت الحرج.
وتبعت إيطاليا وإسبانيا، أيضا قرار فرنسا، وأيضا قامت هولندا بوقف تصدير قطع غيار الطائرات المقاتلة من طراز F-35، بعد حكم المحكمة الهولندية الذى اعتبر أن هذه الأجزاء قد تستخدم فى ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنسانى الدولي.
وتستمر الهجمات على غزة
أعلن الجيش الإسرائيلى عن هجوم جوى وبرى جديد على جباليا شمال قطاع غزة، حيث يوجد مخيم للاجئين يعود تاريخه إلى حرب عام 1948 التى أعقبت قيام إسرائيل، وكررت إسرائيل دعوتها، منذ الأسابيع الأولى للحرب، إلى إخلاء شمال غزة بشكل كامل.
وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 300 ألف شخص ما زالوا فى الشمال المدمر بشدة، بينما فر حوالى مليون إلى الجنوب. وقد دفعت هذه الأوامر الجديدة آلاف الأشخاص إلى الفرار من المنطقة، العديد منهم سيرًا على الأقدام وآخرون على الحمير والعربات.