تشكل الطيور الغازية خطرا على التنوع الأحيائي في مصر، وتزداد شراسة في القضاء على الطيور المحلية، حيث تتغذى على بقايا الأطعمة بالقمامة والطيور الصغيرة وبيوض الطيور الأخرى والحشرات المحلية، وتسببت في انقراض بعضها وتقليل بعضها الآخر، وتعتبر الأنواع الغازية خطراً على البيئة لأنها تتنافس بصعوبة مع الأنواع المحلية على موارد محدودة وتعطل النظم البيئية المحلية، وفي كثير من الحالات، تحمل الأنواع الغازية أمراضاً خطيرة أو تجبر الأنواع المحلية على الانتقال من أجل العثور على الغذاء والمأوى، ونتيجة لذلك تتعرض الأنواع المحلية نباتات أو حيوانات للضغط وقد تنقرض، وهو أمر يضر التنوع الحيوي و توازن النظام البيئي الطبيعي.
يقول الدكتور عاطف محمد كامل أحمد، مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، المشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان، وعضو اللجنة العلمية لاتفاقية سايتس وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، إن طائر المينا والغراب الهندي في صدر قائمة الطيور الغازية التي تهدد بانقراض العديد من الطيور المحلية؛ إذ تتكاثر وتنتشر في ربوع المحافظات، ولا تعد مصر موطنها المحلي، إذ هاجرت من دول أخرى، بطرق مختلفة، ولكن طالما أنها لا تؤثر على البيئة المصرية فهي طيور دخيلة، ونُطلق عليها تسمية طيور غازية عند تأثيرها على النظم البيئية والأنواع المحلية، مؤكدة أن هجرة الطيور تحدث بشكل موسمى وسنوي، وتدخل الطيور وتخرج بطريقة تحقق التوازن البيئي، ولكن الطيور الغازية جاءت عن غير طريق الهجرة بل وصلت عبر طرق أخرى مثل استجلابها كطائر زينة، أو بسبب الموقع الجغرافي، أو وصولها عن طريق الشحن البحري، حيث استوطنت وبدأت تؤثر على النظم البيئية.
وأضاف: أن موضوع الطيور الغازية هو موضوع قديم وبدأ منذ فترة طويلة تعود إلى السبعينيات، وتؤثر هذه الطيور بصفة كبيرة على البيئة وعلى النظام الاقتصادي بشكل عام، وحسب المنظمات الدولية التي أصدرت إنذارات فيها كونها طيورا تتمتع بشراهة غير طبيعية، ومنافسة قوية جدا للكائنات الحية الموجودة في النظام البيئي المحلي، وبسبب بعض الصفات غير الجيدة فيها مثل عدوانيتها وشراهتها وكثرة أوساخها فقد أطلقها الناس في الطبيعة بدلا من قتلها لصعوبة التحكم بها، حيث وجدت في النظام البيئي المحلي مكانا مناسبا للتكاثر، وجاءت هذه الطيور في البداية من الهند، فتسيّدت على الطيور المحلية، وهذه الطيور الغازية تتغذى على بقايا الأطعمة بالقمامة والطيور الصغيرة وبيوض الطيور الأخرى والحشرات المحلية، وتسببت في انقراض بعضها وتقليل بعضها الآخر مثل بعض أنواع النحل والعناكب، لا سيما أنها توجد في شقوق الجبال والفلوق الصخرية ومن الصعب اصطيادها، كما أنها تحتل أعشاش بعض الطيور بعد تدمير البيوض وطرد الطيور منها.
وأشار إلى أن طائر المينا من أشهر أنواع الطيور الغازية، إلا أن من بينها أنواع من طائر المينا لا تعد غازية، أما الببغاء الأخضر فيصنف من الأنواع الدخيلة نظرا لتأثيره المحدود على البيئة رغم أن بعض الدول الأوروبية اعتبرته من الطيور الغازية بسبب استيلائه كذلك على أعشاش الطيور الأخرى إلى جانب الاستيلاء على موارد التغذية ومناطق الصيد للطيور المحلية، كما أنها من الطيور التي تعود إلى المكان نفسه بصفة متكررة ولا تسمح لغيرها من الطيور باستعمار مكانها في كل الأحوال وإلا قضت عليه.
وتابع: أن التنوع الإحيائي في مصر يعد الأكبر من نوعه بالمقارنة مع دول المنطقة، لا سيما في المناطق الساحلية، ويعد الغراب الهندي من الأنواع المتكيفة مع ظروف النظام البيئي و استطاعت التعايش معه في المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية أو الموسمية، كما أنه من الطيور سريعة التكاثر، وتأثيرها قوي جدا، لذلك نحتاج إلى إجراء دراسات متخصصة أكثر، فلا توجد حتى الآن دراسات علمية درست الطيور الغازية، رغم أن تأثيرها يمكن مشاهدته وتقييمه على النظام البيئي أو الطيور المحلية، أما عن التأثيرات الاقتصادية للطيور الغازية فهي متعددة ومتنوعة، موضحا: تبحث هذه الطيور عن أماكن لوضع بيوضها فتبحث في الأبراج والشقوق والأعمدة الكهربائية، كما أنها أحيانا تسحب أسلاك الكهرباء في بعض المحطات وتتسبب في حرائق بها، وتكسر الزجاج في بعض الأماكن لتعشش بداخلها، ويمكن تقليل أعداد هذه الطيور عبر تدمير الأعشاش ووضع الأقفاص والقنص.
الغراب الهندي
الغراب الهنديي
طائر المينا ا
طائر المينا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة