ألقت الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، طوفان الأقصى، والذى يعد أسوأ هجوم تعرضت له إسرائيل منذ حرب 1973، بظلاله على سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث سارع المرشحان الديمقراطية كامالا هاريس والجمهورى دونالد ترامب، لاستغلال الحدث للتعبيرعن مساندتهم لليهود.
فقد اتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خصومه الديمقراطيين باحتضان "معاداة السامية" بطريقة لم يفعلها الجمهوريون. وبحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن ترامب، وخلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، قال إن الكراهية المعادية لليهود قد عادت حتى هنا فى أمريكا، فى شوارعنا وإعلامنا وجامعاتنا، وداخل صفوف الحزب الديمقراطى على وجه الخصوص.
وتابع ترامب قائلا: سأقول لكم أن هذا ليس موجودا فى الحزب الجمهورى، لم يصب الحزب الجمهورى بهذا المرض المروع.
وتقول الصحيفة إن ترامب كرر هذه الحجة مرارا على مدار العام الماضى، وهو يصور نفسه داعما قويا لإسرائيل ويتودد لكسب دعم الناخبين اليهود. إلا أن الرئيس الامريكى السابق واجه انتقادات بسبب تعليقاته وصلاته بأشخاص ادلوا بتصريحات وصفتها بانها "معادية للسامية".
ففي الشهر الماضى، قال إن اليهود سيكون لهم علاقة كبير بالخسارة فى حال هزيمته فى الانتخابات، وشكك فى عقلية اليهود الديمقراطيين، علما بأن أن اليهود الأمريكيين طالما أيدوا الديمقراطيين بفارق كبير.
وجاءت تصريحات ترامب خلال فعالية فى منتجع للجولف فى فلوريدا، والذى شهد حضور العديد من أعضاء الكونجرس وقادة اليهود. وأقام المنظمون احتفالا بإضاءة الشموع فى الجزء الأول من الفعالية، بينما قال العديد من الحاضرين أن هجوم السابع من أكتوبر لم يكن ليحدث لو كان ترامب فى اليت الأبيض.
من جانبها، أصدرت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، بيانا تؤكد فيها دعمها ومساندتها لإسرائيل، لكنها قالت أيضا إنها تشعر بحزن بالغ لحجم القتل والدمار فى غزة خلال العام الماضى، مؤكدة أنها ستناضل دائما حتى يتمكن الفلسطينيون من تجسيد حقهم فى الكرامة والحرية والامن وتقرير المصير.
إلا أن حديث هاريس عن حقوق الفلسطينيين لن يؤثرا كثيرا عل موقف الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين منها فى سباق الرئاسة.
حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن العنف المتصاعد فى الشرق الأوسط يهدد تحالف الناخبين الديمقراطيين فى الولايات المتحدة، حيث أظهر الناخبون العرب الامريكيون مؤشرات على التخلي عن دعم الديمقراطيين، فى الوقت الذى يشعر فيه بعض اليهود بالقلق على مستقبلهم فى الحزب الذى أيدته عائلاتهم على مدار عقود طويلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التوترات هامة للغاية من الناحية السياسية فى ولاية ميتشيجان، وهى ولاية أساسية وحاسمة فى السباق الرئاسي، وذات نسبة كبيرة من الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين.
وقبل أربع سنوات، فاز الرئيس جو بايدن بولاية ميتشيجان بدعم قوى من العرب والمسلمين، إلا أن المقابلات التي أجرتها الصحيفة مع الناخبين والنشطاء وقادة المجتمع فى منطقة ديترويت تشير إلى أن دعم المرشحة الديمقراطية لم يتقلص فقط بين العب والمسلمين الأمريكيين، لكنه تلاشى تماما.
يقول إمام حسن قازوينى ، مؤسس المعهد الإسلامي لأمريكا فى ديربورن، إنه بشكل شخصى لا يعرف أحدا سيصوت لهاريس، مضيفا أنه يخطط للتصويت لحزب ثالث هذا العام بعد أن دعم بايدن فى 2020 . وأضاف أن الكثير من المسلمين كانوا يأملون فى البداية ان تظهر هاريس بعض العدالة أو حتى الحياد فى التعامل مع ما يحدث فى غزة، لكن للأسف، لم يكن هذا أكثر من تمنى.
ويشعر كثير من هؤلاء الناخبين بالغضب من دعم إدارة بايدن وهاريس لإسرائيل فى حربها على غزة والآن فى لبنان. وزاد هذا الشعور مع اتساع القتال فى الشرق الأوسط قبل أقل من شهر من يوم الانتخابات، وهذه إشارة تحذيرية لهاريس فى ولاية شديدة الانقسام.
ويوجد أكثر من 300 ألف من السكان ذوى الأصول الشرق أوسطية أو شمال أفريقية، ومن بين نحو 24 مقابلة أجرتها الصحيفة مع مجمعة من الناخبين من مختلف مستويات التدين والبلدان الأصلية التي جاءوا منها، قال اثنان فقط إنهم سيصوتون لهاريس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة