رحيل الشاعر التونسى أبو القاسم الشابى.. ما سبب موته؟

الأربعاء، 09 أكتوبر 2024 08:00 م
رحيل الشاعر التونسى أبو القاسم الشابى.. ما سبب موته؟ أبو القاسم الشابي
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر، اليوم، ذكرى رحيل الشاعر التونسى الكبير أبو القاسم الشابى، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 9 أكتوبر عام 1943، وكان قد حقق اسمه شهرة واسعة فى الوطن العربى حتى حفظ قصائده طلاب المدارس على الرغم من كونه توفى فى سن صغيرة إذ رحل عن عالمنا فى عمر الخامسة والعشرين.

ولد أبو القاسم بن محمد بن أبى القاسم بن إبراهيم الشابى عام 1909 فى بلدة الشابة التابعة لولاية توزر، وترجع دماء نسبته إلى أبيه الشيخ محمد الشَابى الذى اتسم بالتقوى والصلاح، وكان يقضى وقته بين المسجد والمحكمة والمنزل، وقد كان لهذه النشأة أثر فى حياة الشابى؛ فقد حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بجامعة الزيتونة عام 1920، وتخرج فيها عام 1928 والتحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق بجامعة الزيتونة بتونس، وحصل منها على ليسانس الحقوق عام 1930 ميلادية.

كان الشابي يعلم أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا فى عام 1929، وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابى للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً فى ذلك وذهب الشابى برفقة صديقة زين العابدين السنوسى لاستشارة الدكتور محمود الماطرى، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطرى للشابى حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطرى حذر الشابى على أى حال من عواقب الإجهاد الفكرى والبدنى وبناء على رأى الدكتور وامتثالاً لرغبة والده عزم الشابى على الزواج وعقد قرانه.

ويبدو أن "الشابى" كان مصاباً بالقلب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً فى قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعى للمرض بعامل الزمن، والشابى كان فى الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التى تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التى كانت تحيط بالطلاب عامة فى مدارس السكنى التابعة للزيتونة، ومنها الصدمة التى تلقاها بموت محبوبته الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء فى الاعتدال فى حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.

لم يأتمر الشابى بنصيحة الأطباء إلا بترك الجرى والقفز وتسلق الجبال والسياحة، ولعل الألم النفسى الذى كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال.

ساءت حالته فى آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة، حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابى إلى الحمّة (حامة توزر) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة.

وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلى فى الآفاق فغادر الشابى توزر إلى العاصمة فى 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام فى أحد فنادقها وزار حمام الأنف، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانة ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقى من مدينة تونس وهى موصوفة بجفاف الهواء، ولكن حال الشابى ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا: أداء السل هو أم مرض القلب؟.

توفى أبو القاسم الشابى فى المستشفى فى التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً، نقل جثمان الشابى فى أصيل اليوم الذى توفى فيه إلى توزر ودفن فيها، وقد نال الشابى بعد موته شهرة كبيرة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة