في ورشة صغيرة تعج بعشرات التحف والأنتيكات، متعددة الألوان والتصميمات بمقاسات متساوية ومتناسقة، أقرب إلى المنحوتات الأصلية لقدماء المصريين نفرتيتي وأبو الهول وتوت عنخ آمون، برعت في تشكيلها أنامل فنان مكافح وطموح في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر.
10 سنوات شاهدة على إبداعات سيد محمد إبراهيم، صاحب الـ39 عامًا، في صناعة التماثيل والتحف الفرعونية المقلدة من البوليستر، التي يتهافت عليها زوار المعز وخان الخليلي: "كافحت منذ أن كنت في السابعة من عمري في مهنة خراطة الرخام، وظليت أعمل لسنوات طويلة في صناعة تحف وأنتيكات الألباستر، حتى اتجهت مؤخرًا، ومنذ عشر سنوات، لصناعة تحف البوليستر "الصب".
باستخدام مادة البوليستر يستطيع سيد بموهبته التي تظهر جليًا في أعماله الفنية أن يشكل تحفًا وأنتيكات تأخذ طابعًا فرعونيًا، ذات تصميمات معقدة وتفاصيل دقيقة تشبه الحقيقية، بمهارة ودقة واحترافية عالية: "عملي لسنوات طويلة في صناعة التحف برخام الألباستر أكسبني خبرة كبيرة وكان سببًا في إتقاني صناعة تحف البوليستر، والذي تطور مع مرور الوقت".
مراحل التصنيع التي تمر بها تلك المنتجات التي تبهر السياح من كافة أنحاء العالم، ويقبلون على اقتنائها لما تحمله ملامحها من عبق الحضارة المصرية القديمة، عديدة لا يعلمها إلا القليل جدًا ممن تعلموا ذلك الفن اليدوي وأجادوه وعددهم يعد على أصابع اليد الواحدة: "تمر صناعة التماثيل والتحف بمراحل عدة، بداية من صناعة الاسطمبات مرورًا بصب مادة البوليستر السائل في الاسطمبة وصولًا للصنفرة والتشطيب".
يصنع سيد قطعًا فنية غاية في الروعة والجمال تحاكي تماثيل الفراعنة والتحف المصرية القديمة والسر في الاسطمبات: "نعتمد في التصنيع على الاسطمبات، إذ أصنع من داخل الورشة قوالب مطاطة "فورم" من السيلكون لما يراد تشكيله من تماثيل وتحف، تتنوع أشكالها وأحجامها ورسوماتها، ما بين أهرامات وطفايات ذات نقوش واضحة وبارزة وتماثيل لملوك الفراعنة، وعند تشكيل التمثال يتم صب البوليستر في القوالب المجهزة، وبعدها يترك الخليط داخل الاسطمبة فترة تتراوح ما بين خمس وعشر دقائق حتى يتماسك ويجف، لتبدأ بعدها مراحل السنفرة والتشطيب والصباغة، مؤكدًا: "الاسطمبة هي أصعب مراحل التصنيع، لما تحتاجه من حرفية عالية في التصنيع وإبراز ما فيها من تفاصيل لرسومات أو نقوش".
تعتبر صناعة التحف والأنتيكات فن وصناعة معًا، فتجمع بين قواعد وأساسيات ثابتة وحرفية الصانع ومهارته في التصنيع: "المهنة تحتاج لمهارة وخبرة وصبر، تعتمد على أدوات وخامات تقليدية وفي نفس الوقت مهارة الحرفي وحسه الفني، وحتى يحترفها أي أحد ويتمكن من تشكيل قطع فنية مميزة الشكل والتصميم وذات جودة عالية لابد أن يخضع لفترة تعليم وتدريب طويلة، مؤكدًا: "يجد الحرفي نفسه مع الممارسة مبدعًا ومتجددًا ومميزًا بأعماله".
تعد صناعة التماثيل الفرعونية المقلدة من الحرف الموروثة والصناعات اليدوية الهامة في مجال السياحة، ورغم أنها لم تشهد الكثير من التطور والتنوع إلا أنها ما زالت تحتفظ برونقها الذي يرتبط بإبداعات العمل اليدوي: "ما يميز الحرفة "الشغل" اليدوي، وحرفية العامل المصري في التشكيل والتصنيع التقليدي مستلهمًا إبداعاته من الحضارة المصرية القديمة، ورغم الآلات الحديثة والماكينات التي أصبح يعتمد عليها غيرنا في التصنيع، ومنها الصين، إلا أن دقة وحرفية منتجاتنا اليدوية ليس لها مثيل، ونظل نحن أصل الحرفة وأساسها".
يعمل سيد في مهنته بإصرار وعزيمة، يكافح بما لديه من إمكانيات بسيطة ليطور من عمله وينشر منتجاته بشكل أكبر وأوسع: "تباع منتجاتي في الحسين والمعز وخان الخليلي والهرم والغردقة وشرم الشيخ، بدأت حياتي من تحت الصفر والحمد لله بالاجتهاد والعمل ذاع صيتي في المهنة".
جانب من صناعة التحف الفرعوينة
صناعة التحف الفرعونية المقلدة
صناعة التحف الفرعونية
صناعة التحف الفرعونية
صناعة تحف الفراعنة
ورش صناعة التحف الفرعونية المقلدة من البوليستر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة