العيش الفلاحى له مذاق خاص والعديد من الأسر الريفية بقرى ونجوع محافظة الشرقية، تحرص على خبيز العيش الفلاحى داخل الأفران البلدية، مما ساعد فى عدم اندثار مهنة صانع أدوات الخبيز الفلاحى، وفى احد أحياء مدينة القرين، يشتهر العديد من الأهالى بتصنيع مطارح الخبيز، من جريد النخيل وهي واحدة من أقدم الحرف التراثية بالمحافظة، وتصنف منتجات الجريد اليدوى كأحد أقدم الحرف التراثية بالشرقية كونها حرفة ريفية بسيطة، وصديقة للبيئة تمثل مصدرا للرزق للعديد من العائلات. حيث احترفها العديد من المواطنين بمدينة القرين تصنيع منتجات مخلفات النخيل التي تعتبر ذات بعد ثقافي يرتبط بتاريخ مصر وحضارة شعبها.
فى كوخ صغير مصنوع من الجريد ومعروش بالبلاستيك، يطل من داخله العم "صلاح عبد الحميد" موظف بالمعاش، يمتلك أنامل ذهبية فى تشكيل وتطويع عيدان الجريد إلى تحف تراثية يطل من عبقها تاريخ بلدته القرين مدينة النخيل والتى يطلق عليها بلد المليون نخلة.
" اليوم السابع" زار العم " صلاح" فى ورشته الصغيرة الكائنة أمام منزله فى أحد أقدم الأحياء بمدينة القرين وسرد لنا حكايته مع حرفة تصنيع مطارح الخبيز، قائلا: تلك الحرفة اليدوية قائمة فى بلدتنا منذ أكثر من 300 عاما، وتوارثنها من الأجداد والأباء، وحافظنا عليها من الاندثار لكونها تمثل ارث ثقافي لبلدتنا، قبل أن يشير أنه كان يعمل رئيس وحدة شئون اجتماعية قبل إحالته مؤخرا للمعاش، و يعمل فى حرفة أجداده من اجل تحسين معيشته وتتعاون معه أسرته.
حيث يقوم العم " صلاح" أحد أمهر صنعة مطارح الخبيز بمدينة القرين، بإحضار جريد النخيل ثم بعدة مراحل قبل أن تخرج المطروحة بشكلها الدائرى، حيث يتم تقليم العيدان وحفها وصنفرتها فكل شيء يتم بدقة من اجل ان تخرج كل قطعة فى مكانها المحدد والمضبوط فى المطرحة، منوها أنه فى البداية يقطع الجريد الى قطع متساوية ثم يتم بريها وعمل ثقوب فى أماكن محددة من كل عود، ثم يتم تنعيمها وصنفرتها وتترك فى الشمس لتجف، وتحتاج المطرحة من يومين إلى ثلاثة فى فصل الصيف لتجف، وسبعة أيام فى فصل الشتاء، حيث يتم وضعها بجوار الحائط لتجف منها المياه.
واستطرد صانع مطارح الخبيز فى حديثه ل" اليوم السابع" قائلا:" يوجد 7 أنواع من المطارح السعر يتفاوت حسب حجم كل قطعة، و أن المنتجات يتم ترويجها بمحافظتى القليوبية والمنوفية، فهما أكثر محافظات الجمهورية فى شراء مطارح القرين لجودتها.
" العيش الفلاحى له مذاق خاص" قالتها " أم محمد" تعمل فى خبازة منذ أكثر من 30 عاما بمدينة القرين، ومصدر دخلها وأسرتها من خبيز العيش الفلاحى للسيدات بالمنازل، قائلة: العيش الفلاحى له مذاق خاص وأغلب الأسر الريفية لا تستطيع الاستغناء عنه فى تناول الطعام وخاصة البامية والملوخية الخضراء لهما مذاق خاص بالعيش الفلاحى، و العديد من الأسر الشرقاوية لا زالت تحرص على الخبيز وتناول العيش الفلاحى.
يذكر أن مدينة القرين من المدن التي تحظى بقيمة تاريخية بمحافظة الشرقية، لموقعها المتميز، وهى عن مدينة القاهـرة 70 كم، ومساحتها 50 كم تقريبا وعدد سكانها 400 ألف نسمة تقريبـا، وتقع بين منتهى مراكز فاقوس والتل الكبير وأبو حماد، ولها تاريخ ونضال كبير في مقاومة الاحتلال الإنجليزي لمصر لقربها من التل الكبير، وتعتمد القرية على الزراعة بالدرجة الأولى، وتشتهر بإنتاج البلح والتمر والعجوة والمانجو والموالح ويطلق عليها بلد المليون نخلة.
العم-صلاح
العم-صلاح-عبد-الحميد
العم-صلاح-ورث-المهنة-من-ابيه-(2)
العم-صلاح-ورث-المهنة-من-ابيه
تحف-تراثية
جانب-من-المطارح--المصنوعة-من-النخيل
صانع-المطارح
فنان-فى-تصنيع-المطارح
مطار-الخبيز
مطارح-الشرقية
مطارح-كبيرة-الحجم
مطارح-من-سعف-الجريد
مهن-تراثية