يواجه المسار السياسى لوقف الحرب في لبنان تعنتًا إسرائيليا يعيق المساعى العربية والدولية للجم العدوان الأسرائيلى ومحاولة إيجاد حلول سلمية بعيدا عن نيران الحرب. وأمام هذا التعنت يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة أخرى بشأن الحرب فى لبنان غدًا الخميس.
فى هذا السياق، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي؛ إن المساعي العربية والدولية لا تزال مستمرة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ لكن التعنت الإسرائيلى لا يزال يعيق نجاح هذه المساعي.
وأضاف ميقاتى، أنه قد البعض أن الجهود الدبلوماسية قد توقفت وهناك ما يشبه الموافقة الضمنية على مضي إسرائيل في عدوانها لكن هذا الانطباع غير صحيح؛ فنحن مستمرون في اجراء الاتصالات اللازمة، مشيرا إلى أن أصدقاء لبنان من الدول العربية والأجنبية يواصلون أيضاً الضغط لوقف إطلاق النار لفترة محددة للبحث في الخطوات السياسية الأساسية، وأهمها التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم1701 وإجبار العدو الإسرائيلي على تنفيذه.
وعلى الصعيد الميداني، تستمر الغارات الجوية فى لبنان حاصدة أرواح الأبرياء، فى جميع أنحاء لبنان، موجهة ضرباتها إلى الأحياء السكنية والمستشفيات والمراكز الصحية.
وفى هذا السياق استهدف الجيش الإسرائيلى مساء اليوم الأربعاء، مركزا تطوعيا للدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية في وادي جيلو، مما ادى الى استشهاد مسعفين وإصابة عدد آخر، كما استهدف بلدتي مجدل سلم و قلاويه.
أعلن حزب الله، اليوم الأربعاء، قصف منطقة زوفولون بالصواريخ الكبيرة، وذلك دعما للشعب الفلسطينى الصامد فى قطاع غزة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.
وأضاف أنه تم استهداف قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم تجاه منطقة اللبونة بصاروخ موجّه، وسقوطهم بين قتيل وجريح، فيما دوت صفارات الإنذار دوت في حوالى 30 بلدة ومدينة إثر دفعة الصواريخ الأخيرة من لبنان.
سيناريو غزة
وعلى صعيد آخر، أدان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمى لورانس اليوم الأربعاء، هجمات إسرائيل على لبنان. مشيرا إلى أنها تستخدم نفس الأساليب والوسائل العسكرية التى تتبعها فى قطاع غزة.
واتهم لورانس الجيش الإسرائيلي باستخدام "نفس الوسائل والأساليب الحربية" كما في غزة، مؤكداً أن "الدمار لا يصدق" في المنطقتين.
ومن جانبه، قال رئيس قسم الصحة الإقليمية بالاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسام فيصل،إن الوضع الإنسانى فى لبنان حرج للغاية وحجم المساعدات الذى يصل ضئيل مقارنة بحجم الاحتياجاتعلى الأرض، فما وصل من دعم لا يتجاوز سوى 12% منالدعم المطلوب لاستمرار تقديم خدمات الإسعاف والطوارئونقل الدم والإغاثة.
الحرمان من الكهرباء
ومع استمرار الغارات أصبحت أحياء كاملة تعيش فى ظلام دامس، وفى هذا السياق قال وزير الطاقة وليد فياض إن مهمتنا الصمود الى أطول وقت ممكن وتأمين الظروف الحياتية الأساسية، موضحا أن الضربات الاسرائيلية أثرت على البنى التحتية، لافتا إلى أن ما يدث جريمة حرب وأنه على الاسرة الدولية التحرك لوقفها.
وتابع قائلا، "هناك تواصل مع جهات عدّة لتأمين موظفي الصيانة لايصالهم الى مواقع الاعطال بالكهرباء في الجنوب لاصلاحها، مضيفاً أنه ليست كل المعدات للاصلاح متوافرة والامر يتطلب وقتا ونعمل على ايجاد حلول مؤقت ، ولفت فياض إلى أن "هناك أحياء في رأس بيروت محرومة من الكهرباء جراء الغارات".
وفى سياق التحذيرات من مغبة استمرار حرب لبنان، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من أن لبنان على شفا حرب شاملة بسبب التصعيد الإسرائيلي، مؤكدا ضرورة احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.
وقال جوتيريش متحدثا عن حرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها إسرائيل في غزة ولبنان إن "الكابوس في غزة دخلعامه الثاني"، مضيفا أن هذا العام كان عام الأزمات في غزة، الإنسانية والسياسية والدبلوماسية والأخلاقية.
وذكر جوتيريش أن غزة أصبحت مركزا لمعاناة لا يمكن تصورها بعد 7 أكتوبر2023، مشيرا إلى مقتل مدنيينوصحفيين وعمال إغاثة إنسانية وموظفين أمميين.
وأضاف أن إسرائيل هاجمت المناطق السكنية في شمالغزة وأخلت المستشفيات وقطعت الكهرباء.
وحذر جوتيريش من مشروع قانون إسرائيلي لمنع وكالةالأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا) من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أن الخطوة الإسرائيلية ستكون كارثية.
وفى السياق نفسه حذر وزير خارجية بريطانيا من أن الوضع الراهن في الشرق الأوسط خطير للغاية، يجب ألانتردد في السعي إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة