تستعد موزمبيق، لانطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية، الأربعاء، ومن المتوقع أن يشارك الموزمبيقيين في التصويت بأعداد ضخمة، في انتخابات ستختار خليفة للرئيس فيليبي نيوسي بعد انتهاء ولايتيه.
ووفقا للأرقام الرسمية، من المقرر أن يدلى 17 مليون شخص بصوته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من أصل 31 مليون مواطن، إلى جانب 250 عضوا في البرلمان والجمعيات الإقليمية، وفقا لصحيفة "African news".
في حين من المتوقع على نطاق واسع أن تحتفظ جبهة تحرير موزمبيق الحاكمة، "فريليمو"، بالسلطة، فإن 4 مرشحين يخوضون حملات لإحداث التغيير في بلد يواجه تمردًا جهاديًا مستمرًا منذ سنوات في شمال البلاد الغنية بالطاقة، التي تتواجد بها جماعة تتبع تنظيم داعش، الذين أطلقوا تمردًا في مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية الغنية بالغاز في عام 2017، مما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتدمير سبل العيش ونزوح مئات الآلاف داخليًا، وعطل التمرد مشاريع طاقة بمليارات الدولارات.
وتم إجبار أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من منازلهم بسبب التمرد، في حين واجه ملايين آخرون نقصًا حادًا في الغذاء بسبب الجفاف.
وقبل عام، أحاطت الانتخابات المحلية التي عقدت في موزمبيق مزاعم بتزوير الأصوات والاحتيال، مما أثار احتجاجات عنيفة في العاصمة مابوتو والمناطق المحيطة بها.
المرشحين المتنافسين في الانتخابات
يتنافس في الانتخابات الرئاسية الموزمبيقية، 4 مرشحين، إذ رشح حزب "فريليمو" الحاكم، الذي ظل في السلطة منذ الاستقلال عن البرتغال في عام 1975، دانييل تشابو ليخلف الرئيس الحالي فيليبى نيوسى، وتشابو البالغ من العمر 47 عامًا هو حاكم سابق لإقليم إنهامبان الجنوبي، وهو محرك قوي لاقتصاد السياحة في البلاد.
ومن المتوقع أن يواجه تشابو أكبر منافسة من فيناسيو موندلين البالغ من العمر 50 عاما، وهو مصرفي، ويخوض المعركة الانتخابية، كمرشح مستقل تحت شعار "أنقذوا موزمبيق، هذا البلد لنا" وقد اجتذب حشودا كبيرة، وخصوصا في صفوف الشباب.
ويحظى موندلين بدعم "الحزب المتفائل من أجل تنمية موزمبيق"، أو بوديموس، الذي أسسه المنشقون عن الحزب الحاكم، وقد ترشح لمنصب عمدة المدينة في الانتخابات المحلية العام الماضي، وزعم داعميه أنه تم التلاعب في النتائج.
فيما رشحت الحركة الديمقراطية في موزمبيق لوتيرو سيمانجو، وقد تأسس حزبه في عام 2008، بعد أن انفصل عن حزب المقاومة الوطنية الموزمبيقية، أو "رينامو"، الذي تحول إلى جماعة متمردة معارضة، ويلقى حزب سيمانجو صدى بين الشباب بسبب سياساته بشأن المساواة والوظائف، إذ وعد ببناء العديد من المصانع وخفض تكلفة المعيشة.
فيما يمثل حزب المعارضة "رينامو"، أوسوفو مومادي، الذي أصبح رئيسًا للحزب بعد وفاة أفونسو دلاكاما، الزعيم الكاريزمي السابق الذي توفي في عام 2018.
الأحداث على الساحة الموزمبيقية
تخوض موزمبيق حربا ضد جماعة متطرفة تابعة لتنظيم داعش والتي شنت هجمات على مجتمعات في مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية منذ عام 2017، ومارست أعمال عنف شنيعة، بما فيه قطع رؤوس بعض المواطنين.
وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام إن نحو 600 ألف شخص من أصل 1.3 مليون شخص فروا عادوا إلى ديارهم منذ ذلك الحين، وكثير منهم إلى مجتمعات مدمرة حيث دمرت المنازل والأسواق والكنائس والمدارس والمرافق الصحية.
ووعد المرشحون بمعالجة قضايا التنمية التي تفاقمت بسبب التمرد، بما في ذلك إيقاف مشروع غاز حيوي لشركة طاقة فرنسية شهيرة في شمال موزمبيق نتيجة للتمرد المتطرف هناك.
وتواجه موزمبيق أيضاً مستويات مرتفعة من البطالة والجوع، والتي تفاقمت بسبب الجفاف الشديد، ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، يواجه 1.3 مليون شخص نقصاً حاداً في الغذاء.
وقد شابت فضائح الفساد حزب فريليمو الحاكم، بما في ذلك ما يسمى بفضيحة "سندات التونة" التي سُجن فيها وزير المالية السابق مانويل تشانج في وقت سابق من هذا العام بتهمة تلقي رشاوى لترتيب ضمانات قروض سرية لشركات صيد الأسماك التي تسيطر عليها الحكومة.
وقد تعرضت القروض للنهب، وانتهى الأمر بموزمبيق إلى ديون مخفية بقيمة 2 مليار دولار، مما أدى إلى أزمة مالية مع توقف صندوق النقد الدولي عن الدعم المالي.
متى ستظهر نتيجة الانتخابات؟
لن يكون هناك سوى يوم واحد للتصويت، وسيبدأ فرز الأصوات على الفور، وستعلن النتائج الجزئية مع ورودها، ومن المقرر أن تعلن اللجنة الوطنية للانتخابات النتائج الرسمية بعد 15 يوما، ثم يصادق عليها المجلس الدستوري، ويحق لأي حزب تقديم اعتراضات إلى المجلس، الذي سيقرر ما إذا كانت الاعتراضات ذات أساس من عدمه.