نوبل فى المزادات العالمية.. جائزة تحولت من قيمة رمزية إلى مادية

تعتبر جوائز نوبل من أرفع الجوائز العالمية التي تمنح للأفراد والمؤسسات التي قدمت إسهامات بارزة في مجالات الأدب، السلام، العلوم، والاقتصاد، منذ تأسيسها في عام 1901 أصبحت هذه الجوائز رمزا للتميز والابتكار، وفي السنوات الأخيرة، شاهدنا ظاهرة غير متوقعة وهي بيع بعض هذه الجوائز في المزادات العالمية، هذا الاتجاه يثير العديد من التساؤلات حول القيمة الرمزية والمادية لهذه الجوائز، وأسباب ودوافع الفائزين أو ورثتهم لبيعها، في هذا التقرير، سنستعرض تاريخ بيع جوائز نوبل في المزادات، الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، وأبرز الأمثلة على الجوائز التي تم بيعها، وإليك التقرير.

وبحسب ما ذكره موقع brusselstimes ظل سوق ميداليات جائزة نوبل الذهبية مستقراً نسبياً خلال السنوات القليلة الماضية، باستثناء المبلغ المذهل الذي بلغ 103.5 مليون دولار، والذي حققته ميدالية ديمتري موراتوف جائزة نوبل للسلام لعام 2021 في دار هيريتيج للمزادات في عام 2022، حيث ذهبت العائدات لصالح الاستجابة الإنسانية لليونيسف للاجئين الأوكرانيين النازحين بسبب الحرب.

في 15 ديسمبر 2023، باعت دارهيريتيج ميدالية نوبل الذهبية الأكثر شيوعًا - إذا كان هناك شيء من هذا القبيل عندما يتم منحها لمساهمات كبيرة في التعلم - مع منح جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1948 إلى أرن دبليو كيه تيسيليوس لأبحاثه في التحليل الكهربائي والامتصاص بيعت الميدالية مقابل 125000 دولار.

في 13 ديسمبر 2023، بيعت ميدالية نوبل في الكيمياء لعام 1905 التي مُنحت لأدولف فون باير مقابل 203200 دولار في مزاد سوثبي، وهي أقدم ميدالية نوبل ذهبية تُعرض في مزاد

وقد مُنِحَت الجائزة لأدولف فون باير "تقديراً لخدماته في النهوض بالكيمياء العضوية والصناعة الكيميائية، من خلال عمله على الأصباغ العضوية والمركبات العطرية المائية"، وقد أرسلها أحفاده إلى دار سوثبي للمزادات، وقد وُضِعَت الميداليتان في علب جلدية حمراء أصلية، وقد صُكَّتا من ذهب عيار 23 قيراطاً بواسطة دار سك العملة الملكية السويدية.

وفى نفس العام 2013 ، بيعت جائزة نوبل في الكيمياء التي حصل عليها فرانسيس كريك، أحد مكتشفي بنية الحمض النووي بمبلغ  2.27 مليون دولار.

تختلف الأسباب وراء بيع جوائز نوبل، فقد يبيع الفائزون أو ورثتهم الجائزة لأسباب مالية أو لأسباب شخصية،على سبيل المثال، باع العالم جيمس واتسون جائزته في عام 2014 مقابل 4.76 مليون دولار لدعم أبحاثه العلمية.

وفى عام 2015 بيعت جائزة نوبل في الفيزياء التي حصل عليها ليون ليدرمان مقابل 765,000 دولار.

وفى عام 2024 تم طرح ميدالية جائزة نوبل الممنوحة للكيميائي الفيزيائي الأمريكي روبرت موليكين للبيع بالمزاد العلني، وقد حصل موليكين، الذي توفي عام 1986، على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1966 عن عمله في نظرية المدارات الجزيئية ــ وهي طريقة لوصف البنية الإلكترونية للجزيئات باستخدام ميكانيكا الكم.

كما طرحت جائزة نوبل في الطب ، والتي مُنحت في عام 2008 لعالم الفيروسات هارالد زور هاوزن، في مزاد Heritage ANA World & Ancient Coins Platinum Session and Signature Auction في أغسطس 2024.

لم تجد الميدالية التي تلقاها موريس ميترلينك من الأكاديمية السويدية عندما فاز بجائزة نوبل في الأدب عام 1911 مشتريا في المزاد الذي نظمته دار سوثبى، وفقا لنتائج المزاد التي نشرت على موقع دار المزادات.

يظل موريس ميترلينك (1862-1949)، إلى يومنا هذا، البلجيكي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب، والكاتب الفرنسي الثاني الذي حصل على الجائزة المرموقة، بعد سولي برودوم في عام 1901،وكان من المقرر أن يبدأ المزاد على الميدالية الذهبية والشهادة التي يبلغ قطرها 65 ملم بمبلغ 90 ألف يورو.

أسس المخترع السويدي ألفريد نوبل الجوائز في عام 1895، مع جوائز في الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب والأدب والسلام في عام 1901، ولعقود من الزمن، تجنبت الميداليات طرحها في المزادات، ولم تبدأ الميداليات الذهبية الأولى لنوبل في الظهور في المزادات إلا في ثمانينيات القرن العشرين.

وأشعل بيع دار هيريتيج في عام 2013 لجائزة فرانسيس كريك في الطب أو علم وظائف الأعضاء لعام 1962 مقابل 2.270.500 دولار السوق، وظهرت الميداليات بانتظام منذ ذلك الحين، وكانت أغلى الميداليات هي تلك التي تُمنح لمستحقين معروفين أو لإنجازات ذات صلة خاصة.