يواصل مقاتلو الدعم السريع، التصعيد العسكري، والهجوم على المدنيين، في عدة محاور، وأخرها هجومهم على منطقة دونكى الحر في ولاية غرب كردفان، وهو الهجوم الذى أسفر عن مقتل 10 أشخاص، وإصابة آخرين.
فيما يواصل المدنيين في ولاية الجزيرة، النزوح بسبب الهجمات العنيفة للدعم السريع على الولاية، ردا على انضمام قائد الدعم السريع السابق في الولاية أبو عاقلة كيكل، للقوات المسلحة السودانية، وكشفت منظمة الهجرة الدولية ارتفاع أعداد الفارين من العنف إلى 119 ألف منذ 20 أكتوبر، مع بدء الهجمات وتصاعد وتيرتها.
مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين جراء هجوم للدعم السريع على منطقة "دونكي الحر"
كشفت شبكة أطباء السودان، مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين جراء هجوم للدعم السريع على منطقة "دونكي الحر" بولاية غرب كردفان ونهبت سوق المنطقة والمرافق الطبية وحرقت عدد من منازل المواطنين.
وأدانت شبكة أطباء السودان، في بيان رسمي، عمليات القتل والنهب التي تمارسها الدعم السريع بمنطقة "دونكي الحر" بولاية غرب كردفان وتعتبره استمرار لعمليات القتل والتهجير التي تمارسها في كل مناطق تواجدها.
فرار 119 ألف شخص من العنف في ولاية الجزيرة
ومن جهتها أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، عن ارتفاع عدد الفارين من العنف في شرق ولاية الجزيرة، إلى ما يزيد على 119 ألف شخص.
وبدأ مقاتلو الدعم السريع هجمات انتقامية على مدن وقرى شرق الجزيرة منذ 21 أكتوبر الجاري، ردًا على انشقاق قائدها في الولاية، أبو عاقلة كيكل، وانضمامه للجيش السوداني.
وقال بيان رسمي لمنظمة الهجرة الدولية، إن "23,879 أسرة، بما يقارب 119,395 شخصًا، نزحوا من شرق الجزيرة، منذ 20 أكتوبر الجاري"، وأشارت إلى أن الأسر النازحة لجأت إلى مناطق متفرقة في ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وتحدثت منظمات حقوقية عن مقتل نحو ألف مدني وتعرض عشرات الفتيات للعنف الجنسي، ما دفع بعضهن للانتحار، في هجمات شنتها عناصر الدعم السريع، حيث تمّ حرق المزارع ونهب الأسواق والمنازل وتعطيل شبكات الاتصال والإنترنت، وأفادت منظمة الهجرة بأن انقطاع الاتصالات في أنحاء شرق الجزيرة قد أعاق قدرة فرقها الميدانية على تقديم تقديرات دقيقة للنزوح من المواقع المتضررة الأخرى.
موجة نزوح جديدة من الفاشر بسبب هجمات الدعم السريع
وفى سياق متصل، دفعت المعارك الأخيرة بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، موجة جديدة من السكان للفرار نحو مناطق جبل مرة، وكشف آدم رجال، الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، إن أعداد الفارين الأسبوع الحالي فقط، بلغ نحو 2500 شخص، يمثلون 502 أسرة نزحوا إلى مناطق "طويلة ومرتال وفنقا ودربات وروكرو وقولو وسرتوني".
وأشار إلى أن أعداد النازحين في بلدة طويلة الواقعة غرب الفاشر بلغ نحو 422 أسرة ونزح الى منطقة مرتال 7 أسرة، وفنقا 3 أسرة، ومخيم سورتوني 16 أسرة، وبلدة روكرو شمال جبل مرة 9 أسرة، وبلدة دربات في شرق جبل مرة 15 أسرة، وبلدة قولو وسط جبل مرة 30 أسرة، وفقا لموقع دارفور 24.
وأضاف "رجال" أن أوضاع النازحين الجدد سيئة للغاية خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ونقص الغذاء ومياه الشرب والأدوية والمأوى، وناشد المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لهم وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم".
وتسبب القتال بمدينة الفاشر منذ مايو الماضي في نزوح نحو 410 ألف شخص إلى مناطق جبل مرة ومناطق أخرى في البلاد.
الفيضانات تؤثر سلبا على 4 مليون فدان
وتزيد الفيضانات من المعاناة في السودان، كما تركت تأثير سلبى عميق على الأراضي الزراعية، وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية "الفاو"، الأربعاء، عن تأثر 4 ملايين فدان من الأراضي الزراعية و4 ملايين رأس من الماشية بسبب الفيضانات في السودان.
واجتاحت سيول جارفة وفيضانات مدمرة مناطق واسعة في السودان خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2024، مسببة أضراراً بالغة لآلاف الأشخاص.
وأفادت منظمة الفاو، في تقرير، بأن 1.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية تأثرت بالفيضانات، خاصة في ولايات سنار والقضارف والجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق.
وأشارت المنظمة إلى أن شهري أغسطس وسبتمبر يشهدان زراعة الحبوب الرئيسية، بما في ذلك الذرة الرفيعة والدخن، حيث تزامنت زراعة هذه المحاصيل مع الفيضانات الكثيفة، التي تسببت في أضرار جسيمة.
وأوضحت الفاو أن المناطق المروية في الجزيرة والنيل الأزرق والنيل الأبيض وسنار وكسلا والشمالية بدأت بإعادة زراعة المحاصيل، مع توقع استمرار الزراعة حتى فصل الشتاء.
والهكتار هي وحدة قياس المساحة في النظام المتري، حيث يعادل 10 آلاف متر مربع، في حين يعتمد السودان وحدة الفدان لقياس المساحة، حيث يعادل الفدان الواحد 4,200 متر مربع؛ ويعادل الهكتار 2.47 فدان.
وأفادت المنظمة، أن المساحة المتأثرة بالفيضانات، موزعة 41% أراضي زراعية، 28% أراضي عشبية، 13% أراضي شجرية، و11% أراضي نباتات متفرقة، بالإضافة إلى تأثر 3% من الغطاء الشجري.
وذكرت الفاو أن 4 ملايين رأس من الماشية تأثرت بالفيضانات، منها 1.5 مليون رأس من الدواجن، و1.1 مليون رأس من الأغنام، ومليون رأس من الأبقار، و750 ألف رأس من الماعز، حيث تعد ولايات الجزيرة وسنار وجنوب دارفور من أكثر المناطق تضرراً.
وأشارت الفاو إلى تضرر ألف أسرة زراعية في ولاية البحر الأحمر بسبب الفيضانات، منها 30% من الأسر التي تعولها نساء، حيث بلغت إجمالي المساحة المزروعة المتضررة 18 ألف هكتار، ما يمثل 80% من إجمالي المساحات المزروعة.