يسعى الديمقراطيون والجمهوريون في الولايات المتحدة للحصول على أصوات الناخبين ليس فقط داخل الولايات الخمسين ولكن في جميع انحاء العالم مع بقاء أيام قليلة على موعد التصويت في انتخابات الرئاسة الامريكية المقرر في الخامس من نوفمبر للاختيار بين كامالا هاريس ودونالد ترامب رئيسا لاربع سنوات مقبلة.
وفقا لشبكة ان بي سي، تقدر منظمة المساعدة الفيدرالية للتصويت أن هناك ما يقرب من 3 ملايين ناخب أمريكي مؤهل يعيشون خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك عشرات الآلاف من أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية وعائلاتهم، الا ان نسبة المشاركة في التصويت بين هذه المجموعة منخفضة - أقل من 8% في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الارتباك والصعوبات المتعلقة بكيفية طلب وإعادة بطاقات الاقتراع، حيث أن لكل ولاية قواعد ومواعيد نهائية مختلفة يمكن أن تشمل السماح بإعادة بطاقات الاقتراع عبر البريد الإلكتروني أو الفاكس، ومع ذلك، فإن أصوات الأمريكيين في الخارج مهمة بما يكفي لدرجة أن كلا الحزبين يتودد إليهم.
قال جيمس لوكيت، رئيس منظمة الديمقراطيين في الخارج في هونج كونج، إن الناخبين في الخارج "يمكنهم التأثير على الانتخابات، وخاصة في الولايات المتأرجحة"، وأضاف ان الأمريكيين الذين يعيشون في الخارج، والذين يأتون من جميع أنحاء الطيف السياسي ولكن يُعتقد أنهم يميلون إلى الديمقراطيين، غالبًا ما يكون لديهم منظور أكثر عالمية للسياسة الخارجية وغيرها من القضايا مقارنة بالناخبين الامريكيين الآخرين، وقال: "من خلال العيش في الخارج، ترى الأشياء عن قرب، مقدمًا، حتى تعرف بالضبط ما يحدث على الأرض".
ولأول مرة في الانتخابات الامريكية ، قدمت اللجنة الوطنية الديمقراطية للديمقراطيين في الخارج 300 ألف دولار كتمويل هذا العام للمساعدة في تسجيل الناخبين والجهود الأخرى لحشد الأصوات في الخارج، وقال نائب مدير الاتصالات في اللجنة الوطنية الديمقراطية، أبي رحمن، في بيان: "ستفوز هذه الانتخابات على الهامش، وكل صوت واحد مهم .. سنفوز بهذه الانتخابات من خلال إشراك كل ناخب مؤهل، بغض النظر عن مكان إقامته".
وقال لوكيت، الذي يصوت في تكساس، إن تمويل اللجنة الوطنية الديمقراطية ساعد الديمقراطيين في الخارج على التواصل بشكل أكثر فعالية، وأضاف: "نحن نشهد زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يصوتون هذا العام لمجرد أننا ننشر الكلمة".
وفقًا للجنة الوطنية الديمقراطية، هناك حوالي 1.6 مليون أمريكي في الخارج مؤهلون للتصويت في الولايات السبع المتأرجحة وهي أريزونا وجورجيا وميشيجان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن. في عام 2020، فاز بايدن بالرئاسة بفارق 44000 صوت فقط في أريزونا وجورجيا وويسكونسن، وقال الحزب الديمقراطي إنه خلال انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، أحدث الناخبون في الخارج أيضًا الفارق في السباقات المتقاربة في كونيتيكت ونيوهامبشاير وكارولينا الشمالية.
أقام الجمهوريون دعاوى قضائية في ميشيجان وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا سعياً لمنع ما يقولون إنه تصويت غير قانوني في الخارج. وقد تم رفض الثلاثة، وحتى مع إثارة الجمهوريين للمخاوف بشأن الناخبين في الخارج، يسعى ترامب الى الحصول على دعمهم، ففي وقت سابق من هذا الشهر، أعرب عن معارضته للضريبة المزدوجة على الامريكيين في الخارج، الذين يُطلب منهم تقديم ضرائب الدخل الأمريكية كل عام بغض النظر عن مكان إقامتهم ويتم فرض ضرائب على الدخل المكتسب الذي يتجاوز 126500 دولار بالإضافة إلى الضرائب المستحقة عليهم في البلدان والأقاليم التي يقيمون فيها.
وقال ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال "أنا أؤيد إنهاء الضريبة المزدوجة على الامريكيين في الخارج"، دون تقديم تفاصيل.
وقال يوي، وهو ناخب من ولاية أوريجون وكان مسؤولاً في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري لفترة طويلة، إن موقف ترامب بشأن الضريبة المزدوجة يمكن أن يؤثر على الناخبين الامريكيين في الخارج، بما في ذلك الديمقراطيون، الذين يعتبرونها "قضية جيب"، وقال "إنه أمر شخصي للغاية"، فضلاً عن "مبدأ دستوري".
وقال: "عليك أن تعامل الجميع على قدم المساواة لا يمكنك التعامل مع الامريكيين في الخارج باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، ولا يهمني إن كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين أو مستقلين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة