عقب ثورة 30 يونيو 2013، تعرضت الدولة المصرية لموجة شديدة من الإرهاب والخطاب المتطرف وتم حرق الكنائس وانتشرت الفوضى في البلاد، إلي أن تم القبض على رموز الإرهاب، لكن استطاعت مجموعة كبيرة من قيادات الإخوان الهروب خارج البلاد.
هشام النجار الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، رصد بالأسماء الشخصيات الإخوانية الهاربة خارج البلاد، مؤكدا أن تنظيم الإخوان ومن يوليه ينفذون أجندة تخريبية ضد مصر، مشيرا إلي أنه بالنسبة لأبرز قيادات الإخوان الهاربين، فهناك من مجلس قيادة الجماعة صلاح عبد الحق وحلمى الجزار ومحمد البحيري ومحمود حسين ومحيي الزايط ومن مجموعة الكماليبن محمد منتصر ويحيى موسى وغيرهم كثيرون".
وأوضح أن القيادات الهاربة والمتحالفة مع الإخوان ومن الجماعات التكفيرية الأخرى هناك طارق الزمر وعاصم عبد الماجد وأسامة رشدي ومحمد الصغير ومجدي سالم وغيرهم ، وأغلب هؤلاء هربوا مباشرة بعد ثورة يونيو، وبدون شك فإن اختيارات هؤلاء منذ البداية هي التي كتبت عليهم التيه والتشتت في الأرض حيث رفضوا المسارات التوافقية وأن يكونوا ضمن حلول وطنية داخل الحدود الوطنية وبما يحقق المصلحة العامة للدولة والمجتمع واختاروا أن تكون خطواتهم ومواقفهم وممارساتهم وقراراتهم وبالتبعية أفعال أتباعهم خادمة لمحاور خارجية ولمصالح قوى إقليمية طامعة وبما يخدم الأجندات الغربية التخريبية والتفكيكية، وقد كرر هؤلاء من قادة جماعة الإخوان المحظورة ومن قادة الجماعات التكفيرية الأخرى الحليفة لها نفس السقطة التي وقع فيها أسلافهم في الخمسينات والستينات عندما رفضوا يد الرئيس عبد الناصر الممدودة لهم ليكونوا جزءا من الدولة ومنحهم بعض الوزارات والمناصب ولكنهم أرادوا كل الدولة وأرادوا أن يكونوا فوقها ليغيروا هويتها وتقاليدها وأعرافها وطريقة حكمها وتحالفاتها فكان مصيرهم النبذ والطرد والملاحقة وعاشوا التشتت والتيه الأول بعد فترة الستينات".
وتابع هشام النجار قائلا، ثم كرروا نفس السياسة واختار نفس المسار بنفس الغباء بعد حراك يناير 2013 م حيث أنهم بعد ثورة الشعب على حكمهم الفاشل كان كرسي ممثلهم موجودا في لقاء 3 يوليو الشهير لكن ممثل الجماعة لم يحضر وظل كرسي الجماعة فارغا حيث رفضوا مجددا الحلول التوافقية الوسط وأرادوا كل شيء أو لا شيء أي العودة للسلطة مجددا ومواصلة الهيمنة على مقاليد الدولة لمواصلة نفس مخطط أسلافهم أي تغيير هوية الحكم وتحالفات الدولة وهوية المجتمع واعرافه والحاقه بالتبعية لمحاور طائفية إقليمية غير عربية ، فكان من الطبيعي والمتوقع أن تتكرر نفس النتائج لكن بشكل اقسى وأشد حيث اتسم عنف الإخوان هذه المرة بالجنون خططوا للحرب الشاملة ضد الدولة وضد الجيش وحرضوا عليه دينيا و وصفوه بأنه العدو الأول للإسلام لذلك كان مصيرهم مجددا النبذ والطرد والحضر ومعايشة التشتت والتيه الثاني في تاريخهم موزعين بين عدد من الدول وبعض دول آسيا وآخرى من دول البلقان".
وقال النجار، بدون شك فإن حالة الهرب مع خلفية الجرائم الإرهابية والاغتيالات والتفجيرات والتحريض على الإرهاب والتآمر والخيانة التي يحاكمون فيها بجانب الأجندة التي تحركهم من قبل القوى الداعمة لهم جعلهم يتبعون نفس الاستراتيجية القديمة المتمثلة في شن حرب شائعات وتحريض وتشويه ضد الدولة المصرية فكما فعلوا من تشويه مشاريع وإنجازات الدولة في عهد الرئيس عبد الناصر عندما حاولوا تشويه والتقليل من قيمة إنجازات كبيرة مثل الإصلاح الزراعي والعدالة الاجتماعية والسد العالي يعيدون نفس التكتيك ولكن بعد تطويره وتكثيفه بشن حملات تشويه وتحريض وبث شائعات ممنهجة ضد الدولة المصرية والعنوان الذي يجمع برنامج الإخوان بعد النبذ والطرد ومعايشة التشتت والتيه قديما وحديثا هو محاولة إفشال مسار الدولة الوطنية وتشويه إنجازاتها لبث اليأس والإحباط في نفوس الشعب وإحداث شق وانقسام مجتمعي وخلق فجوة بين الشعب والقيادة السياسية لإحداث فرقة وانقسام وهو المناخ الذي تستطيع الجماعة من خلاله خلق ثغرات لحضورها وعودتها.
وعن سر تصعيد الحملات من الإخوان ضد مصر الفترة الراهنة، قال النجار، إنه كلما وجدت الجماعة من الشعب وعيا مضادا وعدم استجابة لتحريضها ولما تسوقه من شائعات كلما جن جنونها وزادت من حدة هجومها وتحريضها، كما أنها تزيد من حدة هجومها وتحريضها بسبب عدم استجابة الدولة والمجتمع والقوى الفاعلة فيه لدعواتها اليائسة بشأن قبول مزاعم أنها مستعدة لتقديم بعض التنازلات مقابل حصول قادتها الهاربين والمسجونين على العفو ، علاوة على أن الجماعة تحاول استغلال الأوضاع الحالية وحرب غزة والتطورات في الشرق الأوسط لتشويه صورة الدولة المصرية ووصمها بخذلان القضية الفلسطينية والفلسطينيين على غير الحقيقة".