قال الروائى السودانى أمير تاج السر، إن الانفجار السردي يعكس اهتمامًا متزايدًا من الجمهور بالرواية، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تتسم بجانبين: إيجابي وسلبي، كما أن التطور التكنولوجي وسرعة الوصول إلى المعلومات عززت من تسارع الكتابة، مما أوجد أعمالاً عديدة يصعب أحياناً التمييز بينها من حيث الجودة.
وأضاف أمير تاج السر، إلى أن استمرار الكتابة هو ما يدفع القراءة للاستمرار أيضًا، وأنه رغم الفوضى، لا تزال هناك مجموعات قرائية تناقش الكتب بمتعة، جاء ذلك خلال ندوة بعنوان ظاهرة "الانفجار السردي" وتأثيرها على القراء والمشهد الأدبي، ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب.
ومن جانبه الدكتور سلطان العميمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إن الانفجار السردي بالظاهرة الطبيعية، مشيراً إلى مقابلة أجريت مع كاتب روسي في خمسينيات القرن الماضي اشتكى خلالها من كثرة الكتابات الروائية في ذلك الوقت.
وأكد العميمي أن الزمن كفيل بانتقاء الأعمال الجيدة، مشدداً على أن من حق الجميع التعبير عن أنفسهم، موضحًا أن هذا الانتشار الواسع للروايات سيستمر، رغم ظاهرة الاشتعال والانطفاء السريع لكثير من الكتاب، معتبرًا أن هذا الزخم يشجع القراء على الانتقاء والبحث عن أعمال تقدم إضافة إبداعية، مشيراً إلى أهمية أن يكون الروائي قارئاً وباحثاً ملماً بموضوعه ليتمكن من تقديم عمل متقن وجذاب.
وأرجعت الروائية ليلى العثمان الظاهرة إلى الاعتقاد بأن الأعمال الطويلة تمنح الكتاب أهمية أكبر، مبينة أن الرواية لا تستدعي بالضرورة هذا الكم من الصفحات، وأن الاستطراد غير المبرر يضعف متعة القراءة. وأكدت العثمان على أهمية المتعة في السرد، متمنية أن يلتزم الكتاب بالاختصار والتركيز على جوهر الموضوع، مع تجنب التفاصيل الزائدة التي قد تنفر القارئ.
ولفت الروائي الباكستانى أسامة صديق، إلى أن "الانفجار السردي" جزء من تطور الأدب والمعرفة، مشيراً إلى أن الكتابة يجب أن تبقى متاحة للجميع وأن تكون جودة النص هي المعيار الأهم، وليس حجم العمل، مؤكدًا أنه مع حرية السرد وتنوعه، كما أن هناك روايات طويلة لا تزال تُقرأ حتى اليوم، مثل "الحرب والسلام" لتولستوي، مما يبرز أن المعيار هو الأسلوب والإمتاع وليس عدد الصفحات.