شبح ترامب يرعب الناتو..أمين عام الحلف: نتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب لمواجهة التحديات العالمية.. شتولتنبرج:مخاوف الأوروبيون تعتمد على التزامهم بحجم الإنفاق.. ومراقبون يستبعدون الانسحاب لتشابك أمريكا مع التحالف

الأحد، 10 نوفمبر 2024 04:30 م
شبح ترامب يرعب الناتو..أمين عام الحلف: نتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب لمواجهة التحديات العالمية.. شتولتنبرج:مخاوف الأوروبيون تعتمد على التزامهم بحجم الإنفاق.. ومراقبون يستبعدون الانسحاب لتشابك أمريكا مع التحالف دونالد ترامب
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جدد فوز  المرشح الجمهوري دونالد ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، مخاوف القادة الأوربيون، بشأن موقفه من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي طالما انتقده خلال حملته الانتخابية للضغط على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي، في حين يرى البعض استحالة  الانسحاب، خاصة وأن الولايات المتحدة متشابكة بعمق مع التحالف من حيث التخطيط ونشر القوات والبنية التحتية والقواعد، كما أن القواعد الأميركية في أوروبا حيوية لنشر قوات واشنطن في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، كما أن الكثير من الأموال الإضافية التي تنفقها الدول الأوروبية على الدفاع تذهب إلى شركات الدفاع الأميركية، مما يخلق آلاف الوظائف ويحقق أرباحا جيدة في الولايات المتحدة.

أمين عام حلف الناتو: نتطلع للعمل مع ترامب لمواجهة التحديات العالمية

وفى الوقت الذى وجه فيه الأمين العام لحلف "الناتو"، مارك روته، التهنئة لترامب، أعرب عن تطلعه العمل معه مرة أخرى من أجل تعزيز السلام من خلال القوة عبر الحلف، لمواجهة العدد المتزايد من التحديات على الصعيد العالمي، بدءًا من روسيا التي وصفها بـ"الأكثر عدوانية"، وصولًا إلى الإرهاب، والمنافسة الاستراتيجية مع الصين، وكذلك التوجه المتزايد نحو التحالف بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران .
استياء ترامب من حجم انفاق أوروبا على الناتو.

ودائمًا ما يعرب ترامب عن  استيائه من أن حلفاء الناتو "يستغلون بلاده" نتيجة عدم الوفاء بهدف الإنفاق بنسبة 2 % من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة من أعضائه الـ32، لدرجة قوله إنه سيشجع روسيا على مهاجمة دول الناتو التي لم تلب هذا الهدف، بعد عقد من الزمان من تعهد الحلفاء بذلك في قمة ويلز عام 2014.

ووفقًا  لصحيفة "الجارديان"، إن 23 من أصل 32 عضوا في الناتو يتوقعون إنفاق أكثر من 2 % من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، لكن في عام 2014، عندما تم تحديد الهدف، كانت نسبة الإنفاق الدفاعي غير الأميركي في الناتو 24 %،  وهي أقل من الآن ولكن ليست بشكل كبير.


وتعهد ترامب ببناء درع دفاع صاروخي للدفاع عن أميركا في حال اندلاع "حرب عالمية ثالثة"، والتي قال إنها  ستجعل الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية تبدوان وكأنهما معارك صغيرة للغاية.
وقال ترامب إن رئيس دولة عضو في حلف شمال الأطلسي سأله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستحمي بلاده من الغزو الروسي، حتى لو لم تلب متطلبات الإنفاق الدفاعي. وتذكر ترامب أنه رد قائلا : "لا، لن أحميكم . في الواقع، سأشجع (روسيا) على فعل أي شيء تريده. عليك أن تدفع. عليك أن تدفع فواتيرك
 

الأمين السابق لحلف الناتو: إذا التزم قادة أوروبا بما عليهم في صفقة الناتو فستفعل أمريكا نفس الشئ

من جانبه   قال ينس شتولتنبرج الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسى "الناتو"، إن مخاوف الأوروبيون، تجاه الرئيس الأمريكيى دونالد ترامب، نابعة من أنفسهم، مشيرًا إلى أن قادة أوروبا، إذا التزموا بما عليهم فى صفقة الناتو فستفعل الإدارة الأمريكية الشيء نفسه.


وفى مقال له، قال شتولتنبرج،إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض، دفعت بالكثيرين إلى اليأس  مخافة أن  يتصرف ترامب بناء على تهديدات سابقة بخفض الدعم الأمريكي، تاركاً أوروبا وحدها فى التصدى لتحدياتها الأمنية، وهذه ليست مخاوف لا أساس لها ،  فقد أثار خطاب حملة ترامب مخاوف مشروعة بشأن التزامه بالأمن الأوروبي، ولكن فى النهاية، ما إن كانت هذه المخاوف ستصبح حقيقة أم لا هو أمر يعتمد علينا أكثر من ترامب نفسه.


وأضاف أنه حين تولى ترامب منصبه فى عام 2017، كان العديد من الساسة الأوروبيين قلقين أيضًا بشأن ما قد يعنيه انتخابه لمستقبل الشراكة عبر الأطلسي، وشعر ترامب أن الولايات المتحدة حصلت على صفقة سيئة، إذ كان يعتقد أن الحلفاء لا يبذلون قصارى جهدهم ونظر إلى الحلف فى البداية باعتباره عبئًا وليس ذخرًا، ورغم أنه قبِل فى النهاية المزايا التى لا يمكن إنكارها لوجود حلفاء، فقد كان محقًا: لقد سمحت أوروبا حقًا لقواتها بالضمور، وأصبحت العديد من الدول تعتمد اعتمادًا خطيرًا على الغاز الروسي، وستكلف هذه الهفوات الأوروبيين غاليًا فى وقت لاحق، على حد قول شتولتنبرج.


ولفت أمين عام الناتو السابق إلى أنه خلال فترة وجود ترامب فى البيت الأبيض، أقام الحلف معه علاقة عمل جيدة وموثوقة، مضيفاً  فى بعض الأحيان كانت لدينا اجتماعات عاصفة فى الناتو، لكننا أنجزنا الأمور ،  وعندما ترك ترامب منصبه، كان الناتو قد أصبح الناتو - وهو أقوى اليوم، وكما أظهرت استجابتنا الجماعية لحرب روسيا ضد أوكرانيا، فالناتو اليوم ليس شيئًا عفا عليه الزمن ولا ميتًا دماغيًا، وهذا جيد - لكنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية".


واعتبر أن القادة الأوروبيين يعرفون أنهم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، وعودة ترامب إلى البيت الأبيض تعزز هذه الرسالة ليس إلا، وقال إن أوروبا إذا أوفت بحصتها من الصفقة، فأنا على ثقة من أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستفى بحصتها.


وأشار إلى أن تشكك ترامب فى استراتيجية الناتو الحالية لدعم أوكرانيا قد ينطوى على شيء من الحقيقة أيضًا، فقد قدمت الولايات المتحدة وأوروبا لأوكرانيا دعمًا عسكريًا كبيرًا، لكنه فى نهاية المطاف غير كاف ــ يكفى للبقاء لكنه ليس كافيًا لإنهاء الحرب بشروط مواتية.


ولفت شتولتنبرج إلى أن معظم الأمريكيين يقدرون الناتو، ورغم أنهم قد يختلفون حاليًا حول العديد من القضايا الأساسية، فإن التعاون عبر الأطلسى ليس واحدًا منها، ولا يزال الدعم والفخر بأقوى تحالف عسكرى شهده العالم على الإطلاق قويًا فى الطيف السياسي، مشددا على ضرورة أن "نؤدى دورنا لضمان عدم تغير هذا، لهذا نحتاج إلى الاستثمار أكثر فى الدفاع وتحمل المزيد من المسئولية".

  من جانبه  قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب،  إنه سيعيد تقييم دور البلاد في حلف شمال الأطلسي، وإنهاء الحرب في أوكرانيا، واستعادة حظر السفر من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وفرض قيود جديدة على البنية التحتية المملوكة للصين في الولايات المتحدة، وبناء نظام درع دفاعي صاروخي، من بين أولويات أخرى، عند عودته إلى منصبه - وهذه هي وعود السياسة الخارجية "أميركا أولا" التي قطعها لولاية ثانية.
  وقال ترامب إن الأمر لن يستغرق أكثر من يوم واحد "لتسوية" الحرب بين روسيا وأوكرانيا إذا انتخب   وقال إنه يخطط لطلب من الحلفاء الأوروبيين تعويض الولايات المتحدة عن الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا.

وعن الاختلاف بين تعامل ترامب مع الناتو في ولايته الثانية عما كان عليه الوضع في فترة رئاسته الأولى، قال شيا إن "الناتو الآن في حالة أفضل وأقوى مما كان عليه خلال الولاية الأولى لترامب، فالأوروبيون ينفقون الكثير على الدفاع، رغم أن 9 حلفاء لم يصلوا بعد إلى هدف 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يزيدون إنتاج الأسلحة وينشرون المزيد من القوات في أوروبا الشرقية".

وتابع قائلا: "ترامب يُقدّر القوة ويريد حلفاء قادرين ومستعدين للدفاع عن أنفسهم، لذلك يمكن للناتو اليوم تقديم حجج أكثر إقناعا لإدارة ترامب الثانية، لكنه سيطالب بالتأكيد بمزيد من الجهود، وربما يطلب من الأوروبيين إنفاق 3 بالمئة أو أكثر من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، وليس أمام الأوروبيين خيار سوى المضي قدما، إذ لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم دون الولايات المتحدة".

فيما  ذكرت صحيفة "بوليتيكو" نقلا عن محامين أمريكيين أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يقرر سحب بلاده من حلف شمال الأطلسي متجاوزا الكونغرس.

وبحسب الصحيفة فإنه بعد فوز الجمهوري المعروف بموقفه المشكك تجاه حلف "الناتو"، يأمل أنصار العضوية في الكتلة بمفعول القانون الذي تم إقراره في الولايات المتحدة قبل عام، والذي بموجبه يجب على الرئيس الحصول على موافقة الكونغرس لمغادرة الحلف، إلا أنه قد يكون بمقدور ترامب الالتفاف على هذا التقييد وقد استخدم هذه الطريقة من قبل.

ووفقا للخبراء القانونيين، قد يتجاهل ترامب رأي أعضاء الكونغرس، مستشهدًا بالصلاحيات الحصرية للرئيس الأمريكي في مجال السياسة الخارجية.

وبحسب الصحيفة فإنه حينها لن يتعين على الكونغرس سوى مقاضاة رئيس الدولة، ولكن بالنظر إلى هيمنة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، فمن المستبعد أن يتم رفع الدعوى إلى المحكمة ضده.

يذكر أن ترامب لم يعلن علنا عن نيته مغادرة الناتو، ولكن للمصادر، فقد ناقش هذا الأمر مرارا وتكرارا في محادثات شخصية، كما تقول مصادر.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة