لم يستلم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب ، بعد زمام حكم الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يستلم منصبه رسيما بعد حفل تنصيب فى 20 يناير المقبل، ومع ذلك بدأت مفاجآت ولايته الثانية. وأعلن خطته لخفض البيرواقرطية ورفع الكفاءة وخفض الإنفاق المؤسسي، باختيار إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، وفيفيك راماسوامي لقيادة وزارة كفاءة الحكومة، مع خطط لتقليص البيروقراطية في الحكومة الفيدرالية بنحو الثلث.
ودعم ماسك بقوة ترامب خلال حملته الانتخابية وظهر معه أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية، وكان انتقد أكثر من مرة الإسراف الحكومي في عدد من الإدارات الرسمية، وألمح إلى ضرورة تخفيض الميزانيات وطرد بعض الموظفين أيضا.
كما تحدث عن خفض 2 تريليون دولار من ميزانية الولايات المتحدة وطرد مئات الآلاف مما وصفها بـ "البيروقراطية الضخمة".
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن ماسك دفع باتجاه إنشاء وزارة كفاءة الحكومة ومنذ ذلك الحين روج لها بلا هوادة، مؤكدًا على اختصار الوكالة: دوجي، في إشارة إلى ميم انتشر عبر الانترنت فى عام 2013، عبارة عن صورة لكلب من نوع شيبا إينو، ثم تحول إلى عملة رقمية تعرف باسم عملات الميم التي تحمل شعار الحيوانات الأليفة.
وقال ترامب إن الوكالة ستجري "تدقيقًا ماليًا وأداءً كاملاً للحكومة الفيدرالية بأكملها، وتقدم توصيات لإصلاحات جذرية".
وفي مقطع فيديو نُشر على X بعد يومين من الانتخابات الأمريكية، قال ترامب إنه سيعيد " إصدار أمري التنفيذي لعام 2020 على الفور، لاستعادة سلطة الرئيس لإزالة البيروقراطيين المارقين".
واعتبرت الصحيفة أن ترامب عاكف على تنفيذ تعهده بـ "تطهير الدولة العميقة"، مشيرة إلى أن وعوده تعكس شعاره في برنامج، "المتدرب"، أو ذي أبرنتيس، "أنت مطرود!"، والتي اشتهر ترامب بقولها عندما لا يعجبه أحد المتقدمين فى البرنامج.
ومن جانبها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مشروع 2025 مخطط مؤثر ومثير للجدل لولاية ترامب الثانية، يحدد طرقًا لجعل البيروقراطيين قابلين للفصل.
ويتمتع ماسك بخبرة واسعة في خفض الإنفاق المؤسسي، وقد وعد بتقليص رواتب الموظفين الفيدراليين بنفس الطريقة التي خفض بها عدد الموظفين فى شركة X، التي كانت تُعرف سابقًا باسم تويتر، بنسبة 80% بعد شرائها في عام 2022، وهي الخطوة التي قال إنها منعت عجزًا بقيمة 3 مليارات دولار.
واعتبرت الصحيفة أن الخطوة لم تؤت ثمارها إذ انخفضت الإيرادات انخفاضا حادا وهرب المعلنون. ومع ذلك، بصفته الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس ، فقد اكتسب سمعة طيبة في إطلاق الصواريخ بتكلفة أقل من المنافسين من خلال التفاوض مع الموردين والحفاظ على محدودية العمليات.
ولا يبدو أن الملياردير يعيش في أوهام بشأن ما قد يحدث بعد التخفيضات التي يقترحها، حيث يعترف بأن خفض الإنفاق "ينطوي بالضرورة على بعض الصعوبات المؤقتة".
وقالت الصحيفة إن الأمريكيين يريدون إنفاق أقل ـ من أموالهم الخاصة. ولكن تساءلت عما إذا كانوا يريدون التقشف وتقليص المساعدات المالية من الحكومة الفيدرالية؟ وهل يريدون أن ينصحهم أغنى رجل في العالم بخفض نفقاتهم؟.
ويعد من ناحية أخرى، راماسوامي رجل أعمال ثري في مجال التكنولوجيا الحيوية، وكان أول ترشح له لمنصب في الحزب الجمهوري العام الماضي. وقال لشبكة إيه بي سي في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه كان يجري "مناقشات عالية التأثير" حول الأدوار المحتملة في حكومة ترامب. كما أنه ليس لديه خبرة حكومية، لكنه دفع باتجاه خفض التكاليف في قطاع الشركات. بعد بناء حصة في شركة الوسائط عبر الإنترنت المتعثرة بازفيد، حث الشركة في مايو على خفض عدد الموظفين وتوظيف المعلقين المحافظين مثل تاكر كارلسون.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ماسك طلب بالفعل من ترامب تعيين موظفي سبيس إكس في مناصب حكومية عليا. ووعد الرئيس المنتخب بمنع البيروقراطيين من تولي وظائف في الشركات التي ينظمون عملها. ويبدو أن مثل هذه القاعدة تمنع مساعدي سبيس إكس من دخول البنتاجون. ولا يحاول الاثنان تجنب ظهور تضارب المصالح: سيتم هيكلة دور ماسك في الحكومة بحيث يتمكن من الحفاظ على السيطرة على شركاته، وفقًا لتقارير فاينانشال تايمز.
في ولايته الأولى، واجه ترامب وفريقه صعوبة في ملء آلاف التعيينات الحكومية اللازمة لإدارة الحكومة الفيدرالية. وقال حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي إن الإدارة لم تتعاف تمامًا من فشلها في العثور على هؤلاء المعينين. ربما يكون إضافة ماسك إلى المعادلة يهدف إلى منع تكرار مثل هذا التقاعس.