- الأب يوحنا سعد عضو لجنة الكهنة: الإنسان قبل الأديان
- مارى يونان عضو لجنة المرأة: ابنتى كاثوليكية وتزوجت شابا أرثوذكسيا وتعيش حياة سعيدة
-الأمين العام للمجلس يفسر ظاهرة الإلحاد: الشباب يريد إجابات منطقية من الكنيسة لا دينية
وسط أجواء تملأها المحبة والوحدة فى حب الوطن، زار وفد من مجلس كنائس مصر مقر جريدة «اليوم السابع»، فى إطار تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية، وتأكيد الدور المشترك فى نشر الوعى، وتوطيد أواصر الحوار البناء لخدمة المجتمع المصرى.
وتضمن الوفد كلا من القس يشوع بخيت الأمين العام للمجلس، وكنن بهيج رمزى رئيس اللجنة التنفيذية، ومايكل فيكتور رئيس لجنة الإعلام، إلى جانب ممثلين عن مختلف لجان المجلس، ضم الوفد ممثلين عن عدة لجان، حيث شارك عن لجنة الكهنة والرعاة القس بطرس فؤاد، والأب يوحنا سعد، وعن لجنة المرأة مارى يونان، وريما السيقلى عن لجنة الإعلام.
كان فى استقبال الوفد الكاتب الصحفى أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة «اليوم السابع»، وعلا الشافعى رئيس التحرير، ومحمد أحمد طنطاوى مدير تحرير، وكامل كامل رئيس قسم السياسة، ومحمد الأحمدى مسؤول ملف الكنيسة بالجريدة.
بدأت الزيارة بكلمة ترحيب، ثم جولة فى صالة التحرير للتعرف على آليات العمل وأقسام الجريدة، بما فى ذلك آلية عمل تليفزيون «اليوم السابع» وما شهده من تطور فى تغطياته الإعلامية.
ألقى القس يشوع بخيت، أمين عام المجلس، كلمة أعرب فيها عن تقديره لدور «اليوم السابع» فى نشر الوعى المجتمعى، وتحدث عن مجلس كنائس مصر، حيث قال: إن فكرته جاءت من عام 2013 على غرار مجلس كنائس الشرق الأوسط، وكان بعد رحيل البابا شنودة الثالث الذى كان مؤيدا للفكرة، ولكن خرجت للنور مع قداسة البابا تواضروس الثانى فى فبراير 2013، وتكون المجلس من 5 كنائس أى 5 عائلات، الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس، مشيرا إلى أن قداسة البابا تواضروس وضع لائحة جديدة للمجلس مع الكنائس الأخرى وتكون من بعض اللجان، مثل الرعاة والكهنة، وهناك تناوب كل عامين بين رئاسة اللجنة ولجنة المرأة أيضا، فكل لجنة تتكون من 15 عضوا، وكل كنيسة يمثلها 3 أعضاء، ليكون هناك تمثيل لكل الكنائس، وهناك تنوع فى تكوين المجلس حتى يكون هناك انفتاح.
رسالة المجلس لـ«اليوم السابع»
تحدث مايكل فيكتور عن أهمية التعاون الإعلامى مع المجلس لدعم القضايا الوطنية وتعزيز التوعية، حيث قال: إن التواصل مع المؤسسات الإعلامية هو أحد المحاور المهمة لتحقيق هدف المحبة، فالإعلام يلعب دورا كبيرا فى إيصال صوت الكنيسة ونقل رسالتها إلى المجتمع، لذلك تضع لجنة الإعلام بالمجلس هذه الشراكات مع المؤسسات الإعلامية على قائمة أولوياتها، وذلك إدراكا منها لأهمية الإعلام فى نشر القيم الإنسانية والمسيحية، وتقديم صورة متكاملة عن الكنيسة ورسالتها، ووجه الشكر إلى «اليوم السابع»، التى وصفها بأنها دوما داعمة للمجلس، وتغطى أحداثه وتبرز صوته، وتسهم فى خلق وعى مجتمعى مبنى على التعايش والتقبل.
وأوضح أن الوحدة المسيحية ليست مجرد فكرة يتطلع المجلس لتحقيقها، بل هى مسار ثابت نسعى إليه بإصرار، معتمدين على الإيمان الراسخ بالعناية الإلهية، تعبيرا عن «إرادة الرب»، وتجسيدا لرغبة صادقة فى بناء التضامن والمحبة بين جميع المؤمنين، حيث نرى الوحدة المسيحية كعطية ثمينة قادرة على إحداث تأثير إيجابى، وبناء جسور التواصل فى مواجهة التحديات الأخلاقية والاجتماعية التى يمر بها العالم.
وذكر: فى مصر، تلعب الكنائس دورا محوريا فى خدمة المجتمع، سواء من خلال تقديم الدعم أو المشاركة فى جهود بناء الإنسان التى تعمل عليه الآن جمهوريتنا الجديدة وكل كنائسنا، وتأتى أهمية العمل المسكونى الذى تقوم به ليعزز هذه الخدمة، ويظهر قيمة التعاون بين الكنائس المختلفة لخدمة الإنسان، وهذا هو الهدف الأسمى الذى نعمل عليه، إذ يمثل المجلس مظلة توحد الجهود وتنسق الأعمال بين الكنائس، لتقديم رسالة محبة مشتركة تلامس قلوب الجميع.
تعامل القساوسة مع السوشيال
ذكر الأب بطرس فؤاد، عضو لجنة الكهنة والرعاة بمجلس كنائس مصر، أن الكهنة والرعاة هم الذراع اليمنى للكنيسة والعامل المؤثر فى عمل باقى اللجان، وتحاول توصيل رسالة المجلس المتلخصة فى المحبة والاحترام المتبادل والتعاون بين الكنائس وبعضها البعض، فهناك لقاءات ومؤتمرات سنوية وكورسات تعليمية، وذكر أن بعض الكهنة كانوا يتخوفون من التعامل مع كهنة بكنائس أخرى، ولكن بعد الانخراط فى أنشطة المجلس أصبح الأمر ميسرا.
وأضاف: إن اللجنة تنظم لقاءات بعد عيد الميلاد والقيامة، ويكون الهدف التعارف وبث روح المسكونية فى المحاور المشتركة، مثل دراسة الكتاب المقدس والنواحى النفسية والرعوية للكاهن، أما فى التعامل مع السوشيال ميديا، يتعاون الأباء الكهنة مع بعضهم البعض باستخدام السوشيال ميديا، لكن التواصل بين الكاهن والأقباط يكون على حسب فكر ورؤية كل كاهن بنفسه، ولا يوجد توصيات بذلك.
خدمة السجون فى الكنيسة
تحدث الأب يوحنا سعد، عضو لجنة الكهنة، عن خدمة السجون، قائلا: إنها تقوم فى الأساس على الدعم النفسى والمعنوى للسجين والوقوف بجانبه وتوفير محام، وكذلك الدعم المادى لأهل السجين وتوفير فرص عمل له بعد الخروج من السجن.
وحول النصائح التى يقدمها الآباء إلى المساجين، قال الأب يوحنا سعد، بصفته مسؤول خدمة المساجين فى الكنيسة الكاثوليكية فى القاهرة: بغض النظر عن الضعف وعن الجرم يتم قبول الإنسان، ففى كل مرة يكون فيها زيارة نأتى بهدايا ومساعدات للمساجين، مثل الدفاية والكوفيرتة، ومناقشة موضوعات مثل رحمة الله، وأن الله يقبلك كما أنت، وأن قلب الله مفتوح للجميع بشرط الاعتراف بالخطأ، ويأخذ ذلك شوطا كبيرا، بجانب موضوعات عن مساعدة الآخرين داخل السجن من كل الطوائف مسلمين وأقباط، وهناك بعض السلوكيات تكون فيها مبادرة من الكنيسة، وإلى جانب زيارة السجن تكون هناك زيارات لأسر السجناء، لذلك يحاول بعض الخدام مساعدتهم لمعرفة أحوال السجين، ويكون ذلك نقطة تواصل بين السجين وأسرته، بالإضافة إلى بث روح الأمل فى السجين، وتلبية احتياجات الأسرة، وكذلك توفير فرص العمل للسجين فور خروجه وتوفير مشروع له ليعود للحياة من جديد.
وأضاف: فى بعض الأحيان يكون أهل السجين بينهم مدمن، فنبدأ بالبحث عن علاج وتأهيل نفسى وجسدى له، وعمل كورسات له ليعود شابا متعافيا وصحيحا ويفيد البلد مرة أخرى.
الأب يوحنا سعد عضو لجنة الكهنة بمجلس كنائس مصر
التغيير بين الطوائف المسيحية
وبسؤال الأب يوحنا سعد، عضو لجنة الكهنة فى مجلس كنائس مصر، حول إمكانية تغيير مواطن قبطى الطائفة المسيحية التى ينتمى إليها إلى كنيسة أخرى، أجاب بأن الإنسان قبل الأديان، فهذا المبدأ مهم جدا، فالإنسانية قبل الانتماء وهناك فيروس يسمى الادعاء بامتلاك الحقيقة، فجميعنا نسعى نحو الحقيقة، والفيروس الآخر هو الكبرياء، فالتواضع يجعل المواطنين يقبلون بعضهم البعض، والفيروس الثالث هو التسلط، وهو حب السلطة فمجلس كنائس مصر يعلم أن كل شخص له جذور فى كنيسته، ولكنه ينفتح على الكنائس الأخرى.
وأشار إلى أنه فى حال وجود شخص يريد تغيير الطائفة المسيحية التى ينتمى لها إلى طائفة أخرى، فسيقوم بسؤاله: ما هى الدوافع وراء هذا الأمر، ففى بعض الأحيان يكون تغيير الطائفة لسبب، ومنها غرض الزواج أو أسباب أخرى، فحينها ينصحه بعدم التغيير.
وتحدث الأب بطرس فؤاد قائلا: دور مجلس كنائس مصر يتمثل فى المحبة والتعاون والاحترام، فهناك أساسيات مهمة، مثل الإيمان بالسيد المسيح والكتاب المقدس، وهو ما يجمع كل الكنائس، ولكن كل كنيسة تعبد الله بطريقة مختلفة، فهناك اختلاف فى الطقوس مثل الصلاة والصيام وسر الزيجة، الذى يختلف بين كل كنيسة وأخرى، فالكاهن لا يمنع أحدا من أن يحضر فى كنيسته أو فى كنيسة طائفة أخرى، ولكن يجب أن يعرف الشخص طقوس كل كنيسة يذهب إليها.
وتحدث القس يشوع بخيت موضحا: هناك فارق بين الحضور للكنيسة والانتظام فى الصلوات، وأن يكون عضوا فعالا، فالكنيسة لا تمنع أحدا من الحضور، والباب مفتوح للجميع، ولكن إذا أراد أن ينضم للكنيسة، فهناك طقوس معينة يجب أن يلتزم بها.
وقال الدكتور بهيج رمزى: إنه فى حال صدور قانون الأحوال الشخصية سيكون هناك معالجة لهذا الأمر، فيما أشارت مارى يونان عضو لجنة المرأة بمجلس كنائس مصر، إلى أن لها تجربة فى الاختلافات بين الطوائف، فابنتها كاثوليكية ومتزوجة من أرثوذكسى، وتعيش حياة سعيدة، وكل شخص يمارس حياته وطقوسه.
القس يشوع بخيت أمين عام مجلس كنائس مصر
تعامل الكنيسة مع ظاهرة الإلحاد
ذكر الدكتور بهيج رمزى، رئيس اللجنة التنفيذية، أن لجنة الكهنة والرعاة خصصوا العديد من المحاضرات مع لجنة الشباب واللجان الأخرى لمعرفة كيفية مقاومة هذا الأمر.
تحدث الأب بطرس فؤاد عن تجربة خاضها مع أحد الأشخاص الملحدين، حيث قال: إن هذا الشاب كان لديه أفكار إيمانية خاطئة بأن الله لا يمنع الحروب والألم والشر، وأصبح مسيطرا عليه من الشهوات التى عاش فيها، وهناك شخص آخر لم يحضر قداسات فى أى كنيسة، وعند الحديث معه وجد أن لديه أفكارا مغلوطة عن الكتاب المقدس علميا وفلسفيا، وكان لديه كبرياء، وبدأ معه محاولات أن يحضر للكنيسة والمؤتمرات الكنسية، وبدأ يتذوق حلاوة الإيمان.
وذكر القس يشوع بخيت أن هناك أسبابا أخرى بأن الشباب يريدون إجابات منطقية ليست من الناحية الدينية فقط، فالكنيسة تنظم مؤتمرات عن الإلحاد بحضور متخصصين مع الأباء الكهنة، فالقضية فى الحوار بين الشباب أن يكون حوارا منطقيا.
وأضاف الأب بطرس فؤاد: من أسباب الإلحاد هى اهتزاز صورة الأب فى المنزل وفى الكنيسة، فهذا الأمر يصنع بذرة ملحد، فمن المحتمل أن يكون هناك تقصير بالفعل من الأب الكاهن فى القيام بدوره.
لجنة المرأة فى مجلس كنائس مصر
وتحدثت مارى يونان عن دور الراهبات والمكرسات خارج الكنيسة، فهن يؤدين أدوارا مهمة فى مجال التعليم والصحة، وأغلب الخريجات من مدارس الراهبات يكون لديهن انفتاح بشكل كبير على المجتمع، وتعمل الراهبات فى المستشفيات ومراكز الطفولة وملاجئ الأيتام ودورهن فى المجلس موجود وقوى، ويتم تكريم المكرسات لمجهودهن فى المجتمع.
وأضافت: إن لجنة المرأة نظمت العديد من الأنشطة والمعارض ومؤتمرات للتوعية الصحية والكشف المبكر لسرطان الثدى، وتأمل اللجنة فى أن تكون هناك احتفالات مع الأمهات بالعيد.
الأحداث فى 2013
تحدث الدكتور بهيج رمزى، رئيس اللجنة التنفيذية بمجلس كنائس مصر، عن الأحداث التى عاصرها عام 2013 قائلا: إن هذا الوقت ظهر فيه بعض التيارات المتشددة فى الدين وفى السياسة، وترفض الحوار بين أصحاب الاتجاهات المختلفة، فهذا الأمر كان لا بد من وضع حل له، والدولة كانت عليها مسؤولية وتحد صعب أمام أشخاص خارج البلاد يوجهون الإهانة لمصر، ولكن الشركة المتحدة قامت بدور قوى جدا فى صنع المحبة والمودة بين أبناء الشعب المصرى، وزرع قيم الانتماء والمواطنة.
وأضاف أنه فى عام 2013 تحدث بكل حب مع الكنائس الأخرى عند تشكيل مجلس كنائس مصر وكان سببا فى ظهور نواة لهيئات وشركات ومؤسسات ترسخ لقيم المحبة والمواطنة.
وذكر الأب يوحنا سعد، عضو لجنة الكهنة والرعاة، أنه كان يشعر بالاضطهاد فى 2013 ولا يستطيع أن يعبر عن رأيه، ولم يكن هناك مجال لوجود وزير أو سفير أو محافظ قبطى، وفى عهد الرئيس السيسى، تم إعلاء قيمة المواطنة، فقد سأل أحد الوزراء عن بناء الكنيسة فى المدن الجديدة أين هى، وأعطى أوامره ببناء كنيسة بجوار كل مسجد.
موارد مجلس كنائس مصر
قال القس يشوع بخيت: إن المجلس لديه اشتراك سنوى وكل كنيسة تدفع مبلغا سنويا من الـ5 كنائس لتغطية مصاريف الأنشطة، وهناك الأمانة العامة و5 أعضاء من الكنائس، ولكل كنيسة عضو فى الأمانة العامة، ويحصل على رئاسة الأمانة العامة لمدة عامين، فبدأت بالكنيسة الأرثوذكسية ثم الإنجيلية ثم الكاثوليكية والروم الأرثوذكس وحاليا الكنيسة الأسقفية، ويوجد تناغم بين اللجان وعرض ميزانية الموازنة على اللجنة التنفيذية، والاختيار يكون بترشيح من كل كنيسة، والوظائف داخل اللجان بالانتخاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة