القصف مستمر في غزة، بينما تتفاقم المأساة الإنسانية داخل القطاع، مع استهداف متعمد لمخيمات النازحين، لإجبارهم على الرحيل، وترك أراضيهم، في الوقت الذي يسجل فيه القتل المتعمد للمدنيين أرقاما قياسية، مع استمرار الاعتقالات والاقتحامات في مدن الضفة الغربية، دون رادع قوي للاحتلال الإسرائيلي، ووسط حالة من التقاعس الدولي.
ففي غزة، استشهد 9 فلسطينيين، اليوم الأربعاء، جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى لمشروع بيت لاهيا شمالي القطاع، حيث أفادت مصادر محلية بأن خمسة فلسطينيين استشهدوا إثر استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب بوابة مستشفى كمال عدوان، و4 آخرين جراء قصف منزل في مشروع بيت لاهيا، كما استهدفت محيط أحد المساجد.
وفي السياق ذاته، استشهد مواطن آخر في قصف طائرة مسيرة للاحتلال مدينة رفح جنوب القطاع، إضافة إلى طفلة (10 سنوات) متأثرة بجروح أصيبت بها قبل يومين في مخيم النصيرات (وسط) ، وأصيب شقيقها بجروح خطيرة، إثر قصف الاحتلال خيمة كانت تؤويهم.
ومع استمرار القصف، مازالت المساعدات الإنسانية لا تدخل إلى سكان القطاع بالقدر الكافي، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والذي شدد على ضرورة إدخال شاحنات الأغذية إلى غزة، موضحا أن 900 شاحنة مساعدات تنتظر بمعبر كرم أبو سالم ولا تستطيع الدخول إلى غزة بسبب مخاوف من النهب.
ودعا بلينكن إسرائيل إلى تحمل مسؤولية ضمان إدخال شاحنات المساعدات من معبر كرم أبو سالم إلى غزة وحمايتها من النهب، مشددا على ضرورة وقف الحرب بعدما حققت إسرائيل الأهداف التي وضعتها وهي تقويض قدرة حماس وضمان عدم تكرار 7 أكتوبر.
في حين أكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال يواصل جرائمه باستهداف الأطباء والعاملين في المجال الصحي، موضحا أن هناك تصعيد متعمد لجرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري في مناطق شمالي القطاع.
وفي الضفة الغربية، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلى النار على شاب عند حاجز دير شرف غربي نابلس بالضفة الغربية، بينما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع عدد من الشبان في بلدة تقوع جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية، واقتحمت بلدة برقة شمال غربي نابلس، كما أصيب فلسطيني بالرصاص خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية
كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت مدخل بلدة سلوان بالقدس المحتلة تمهيدا لتنفيذ عمليات هدم، كما اقتحمت محيط مخيم قلنديا شمالي المدينة المقدسة.
وفي سياق آخر، نقلت صحيفة إسرائيلية عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم إن هناك مماطلة في عرض التحقيقات في أحداث السابع من أكتوبر 2023، على الرغم من أن العديد من تلك التحقيقات جاهزة للعرض على رئيس الأركان الإسرائيلي، وقُدمت لكل المستويات الأدنى.
وأفادت الصحيفة بأن الموقف الرسمي للجيش الإسرائيلي يبرر هذا التأجيل بالأوضاع العملياتية المتوترة في الشمال خلال الأشهر الأخيرة، في إشارة إلى الحرب على لبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة