مستشار محافظ الفيوم للثروة السمكية: ما حدث ببحيرة قارون معجزة وإنجاز غير مسبوق.. قضينا على طفيل الأيزبود بطريقة لم تستخدم في العالم.. وتؤكد: القادم يحمل الكثير من الخير للصيادين بالفيوم.. صور

الأربعاء، 13 نوفمبر 2024 08:00 م

الصيادين والمسؤلين

الفيوم رباب الجالي

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت الدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية، إن ما حدث ببحيرة قارون هو إنجاز علمي كبير وكانت يد الله تساعدنا في كل الخطوات وحالفنا التوفيق بعد 10 سنوات من الجهد والعمل الشاق.

ولفتت الدكتورة نسرين عز الدين أن البحيرة استغرقت سنوات من البحث العلمي، حتي استطعنا انزال سمك موسي و6 ملايين زريعة جمبري، وكانت خطوة محسوبة بشكل جيد، حيث تم عمل تحاليل ودراسات دقيقية للمياه ووضع الطفيل وتم تقسيم مناطق المياه بالبحيرة طبقا لنسبة تحسن المياه بكل جزء بها وأفضل جزء حتي الآن، هو الجزء الذي تم انزال أسماك الموسي به وأسماك الجمبري وهو في الناحية الغربية وهي أنقي وأفضل أماكن البحيرة، والمفاجأة أنه تم انزال الجمبري في الناحية الغربية، ولكن فوجئنا عند أخذ العينات وقت حظر الصيد خلال شهرين ماضيين، عندما كنا تقوم بإزال صياد لأخذ عينات مياه وعينات أسماك لمتابعة حجم نمو الجمبري، في منطقة الشرق منذ 3 أسابيع فوجئنا ببلطي بكامل حيويته، ووجدنا فيه الجمبري وفوجئنا بحجمه، أنه وصل لحجم كبير اكبر بكثير من توقعاتنا، ووجدنا أن الجمبري انتشر في كل البحيرة ، والجمبري حساس وهو مقياس جيد لتحسن المياه بالبحيرة، وهو إنجاز يثبت أن البحيرة في تحسن ملحوظ لم تشهده منذ سنوات .

ولفتت مستشار المحافظ إلي تحسن لون المياه ورائحتها بشكل ملحوظ، وتبقي فقط تغير لون المياه كلما اتجهنا ناحية مصر البطس ولكن ليس بشكل كامل ، وأكدت أن هذا التحسن يرجع إلي قرارات رادعة تم إتخاذها من قبل محافظ الفيوم منها الرقابة بشكل جيد علي المصانع وعدم القاء الصرف الصناعي في مياه البحيرة الا بعد معالجته والا يتم توقيع عقوبات تصل إلي غلق المصنع، وكانت قديما عربيات الكسح تقوم بالقاء مياه الكسح في البحيرة وكل هذا تم التصدي له بكل قوة .

وأكدت الدكتورة نسرين عز الدين أن موسم الشتاء 2020 وكميات المياه كانت هبه من الله زادت من منسوب المياه في البحيرة وتحسنت المياه بها، وقلل من تركيز الملوثات، وخلال العامين القادمين هناك مشروعات كبيرة في المحطات المعالجة والصرف الصحي ستسهم بشكل كبير في تحسن مياه البحيرة، وما تم هو إنجاز كبير علي أرض الواقع ، وقالت عملنا علي هدفنا في السنوات الماضية بشكل جيد ففي الشتاء كنا ننزل للمياه في جو شديد البرودة ونخرج من البحيرة في حالة إعياء ومبتلين بالمياه، ولكن كانت لدينا إرادة قوية للوصول إلي هدفنا.

ولفتت الدكتورة نسرين عز الدين إلي أن الفريق العلمي بدأ عمله في البحيرة منذ عام 2014 حيث ظهر طفيل الأيزبود وكانت مع فريق بحثي يعمل في أبحاث علي البحيرة لمتابعة سبب تراجع نسبة الأسماك بالبحيرة، وتبين وجود الطفيل، وتم إبلاغ المحافظة، وقالت: استمرينا في عمليات البحث بشكل تطوعي حتي عام 2016 وحينها بدأ أحد نواب البرلمان اللواء أشرف إسكندر بالاهتمام بالفريق وقابلنا محافظ السابق الدكتور جمال سامي وشرحنا له القصة، وكان طفيل حديث لم تشهده مصر من قبل، وكان هناك إعتقاد خاطئ أنه جمبري صغير، وبعدما أصبحنا فريق كبير اكتشفنا أن كل البحيرات علي الشمال أصابها الأيزبود ولكن البحيرات مفتوحة علي البحر فلم تتأثر مثل بحيرة قارون لأنها مغلقة فأحدث بها كارثة القضاء علي الأسماك والطفيل يتكاثر بشكل مخيف، والتلوث كان عالي وهو يحب التلوث العالي بالإضافة الي الملوحة العالية مما ساعد علي نموه، وتم تكليفنا رسميا منذ 2016 للعمل علي البحيرة، وبدأنا العمل علي الطفيل ودورة حياته وما هي الأسماك التي يعيش بداخلها لإخفائها من البحيرة، وترأست لجنة إستلام وفحص اي زريعة تدخل الفيوم سواء قارون أو الريان، وقابلنا العديد من المعوقات ، وتم عمل تصنيف وتجارب ودراسة للمياه وكيف يمكننا تجنب ما يحدث وإفراغ البحيرة من الأسماك، حتي لا يجد الطفيل ما يتغذي عليه.

وقالت مستشار المحافظ إنه في عام 2018 أثبتنا بالتجارب أن الجمبري يتغذي علي يرقات أنواع الطفيل بالبحيرة، وكنا نجرى تعايش الجمبري مع الأيزبودا وكانت طريقة مقاومة طبيعية للطفيل وتم إنزال الجمبري الفنمي للبحيرة بنسبة 5 مليون للتخلص من كمية كبيرة من الأيزبود، وكنا نحسب المتر المكعب من مياه البحيرة، كم بها عدد عدد من يرقات الأيزبود لمعرفة البور الموبوئة بالبحيرة، والهدف كان عمل خريطة للبحيرة لأماكن تجمع وبور الإصابة بالأيزبود، وكانت محاولات الصيد المستمرة تجعل محاولات لا تنجح في القضاء علي الأيزبود من خلال زريعة الجمبري. وهو ما علمنا اننا بعد الإنزال نقوم بالغلق .

ولفتت الدكتور نسرين عز الدين الي أنهم قابلوا في السابق العديد من المعوقات، لعدم تعاون المسؤلين حتي جاء الدكتور أحمد الأنصاري المحافظ الحالي ونزل معي للبحيرة واستمع مني حول المشكلة وقدم لنا كل الدعم والتيسيرات، وأكد أن البحيرة لن تعمل الا بالإعتماد علي الفكر العلمي وبالفعل وجدنا منه كل الدعم، ووجدنا تعاون من كافة الجهات وكل مرة نطلب ما نحتاج من مساعدات، حتي وصلنا الي أن التحاليل أثبتت أن الأيزبود نسبته تراجعت، وان حال المياه في تحسن مستمر، ونستطيع إنزال زريعة، وكان معدل وجود الأيزبود في 2022 لا يذكر، وتم الاتفاق علي إنزال أمهات موسي، وإتخذت القرار علي مسؤلتي ووقعت عليه وكنت واثقة من جهد وتجارب الفريق وتم إنزال 900 أم سمك موسي مبطرخ، وأقمنا علي البحيرة ل3 ايام للتأكد أن السمك نزل لعمق البحيرة حي، وتم إنزال الجمبري في شهر أغسطس الماضي وأغلق الصيد شهرين، وكنا نتابع حجم النمو، ونحن أول دولة علي مستوي العالم توصل طفيل الأيزبود في مسطح اقتحمه الي ما وصلنا إليه ووصل لدينا الي 2% ، ولم يتم اصطياد اي سمكة خلال هذا الموسم مصابة بالطفيل، ولم نلقي اي مغذيات الجمبري حيث أنه تبين أن البحيرة غنية بغذاء الجمبري، ولفتت أن الفريق به كل التخصصات منها زريعة وأمراض أسماك وخبراء وتخصصات مختلفة كثيرة. ولفتت الي أن الجمبري وصل طوله الي 19 سنتيمتر، وهو غير مسبوق بالبحيرة.

وأكدت مستشار المحافظ أنه سيتم إنزال بلطي نيلي ، في المرة القادمة، التي من المتوقع أن تكون بعد إسبوعين وسيتم إنزال أسماك التعابين، وسيتم انزال ملايين الزريعة في يناير القادم، وفي موسم الجمبري العام القادم سيتم انزال ما يزيد عن 20 مليون . وأشارت إلي أنه خلال تحليل العينات تشترك كل الأجهزة شئون البيئة وكلية العلوم وجهاز تنمية البحيرات وشركة الاملاح.

وخلال هذه الفترة يتم انزال لانش بالتنسيق مع شرطة المسطحات وجمعية الصيادين ويتم إنزال لانش نزهة في المنطقة الغربية والوسطى والشرقية ويتم تقسيم البحيرة ل3 قطاعات وكل قطاع يتولاه أفراد من المسطحات وجمعية صيادين قارون ويتم توجيه كل المراكب للوقوف عند نقاط تجمع ثابته، ويتم وزن الأسماك والجمعية تتسلم المستخرج كله ويكون هناك مزاد عند قرية كحك، ويتم فتح المزاد وكل صياد توزن بضاعته ثم يصل المزاد لسعر الكيلو ولم يتم انزال زريعة بلطي من 2013 ومع ذلك مع تحسن مياه البحيرة تم استخراج بعض الأسماك البلطي .

ولفتت مستشار المحافظ إلي أنها تتلقي إشادات واسعة من أساتذة في المجال علي مستوي العالم، وأنا وكل الفريق العلمي نوجه كل الشكر لمحافظ الفيوم ولولا دعمه ما كنا وصلنا لهذا النجاح .